أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

جعجع يصوّب على عون... وعينه على «ربيع دمشق»

الإثنين 02 نيسان , 2012 12:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,039 زائر

جعجع يصوّب على عون... وعينه على «ربيع دمشق»


 في احتفال «البيال»، المنتجع السياسي لانتظارات «الآذاريين»، سحرت «القوات»، كالعادة، العين والأذن. وكعربون «عشق» لكل من لبّى دعوتها، أعلنت أنها لن تلازم «الشرنقة المسيحية» وإنما ستجعل ربيعها يزهر في «المحيط العربي الذي يقف على خط تحولات تكاد وجهة سيرها تغير وجه المنطقة». هذا ما كتبه بخط يده جعجع في «شرعة الحزب» التي وزعت، أمس الأول، على قاصدي «الصومعة البيالية» وعلى غلافها صورة البطريرك الكاردينال نصر الله صفير، في خطوة بدت متعمدة للتعبير عن اتساع الهوة بين معراب وبكركي.. 

قررت «القوات اللبنانية».. «الراشدة» أن تتصالح مع ما تعتبرها «العروبة الثائرة». ففي رحاب علم «القوات» الذي يغطي الأعلام اللبنانية والرايات الآذارية، جلست شخصيات عربية مغمورة: د. محمد بو حامد عضو مجلس الشعب المصري الذي اختصر جعجع بأنه «رمز الشراكة الإسلامية المسيحية»، وعبد الرؤوف أيادي رئيس حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» ود. منى مكرم عبيد (مصر) والأستاذة الجامعية الليبية فتحية موسى الحجاجي وعياد المرزوقي من تونس. المداخلات العربية تمحورت جميعها حول «المساهمة في افتتاح عهد عربي جديد». ومن طقوسه ربما التعارف الطائفي على ما قدمت نفسها ناشطة سورية بقولها عبر الشاشة العملاقة «أنا مسيحية من الحسكة أنادي بالحرية فاعتقلني النظام... إنها ثورة على الظلم». 

من «أهل البيت»، حضرت كل الوجوه المتوقعة من «الجميليين» الثلاثة أمين وسامي ونديم، الى «صقور 14 آذار».. ومن يقفون على الحافة الانتخابية مثل منصور غانم البون أحد رموز الخريطة الانتخابية الكسروانية. بعض الوجوه «البرتقالية» السابقة، كان لا بد من أن تظهر في الصورة. «الحزب التقدمي الاشتراكي» وسّع قليلا «بيكار» مشاركته هذه المرة بعدما حذفها بالكامل العام الماضي (مثله امين السر العام ظافر ناصر على رأس وفد). 

على صورة الحضور «المشكّل»، جاءت كلمة جعجع. تخلى «الحكيم» عن الأوراق أمامه، حاذيا حذو «الشيخ سعد»، فألقى كلمته، كما في احتفال 14 آذار، عبر الشاشات الرفيعة. يصفق «الشيخ نديم» لدى سماعه التحية الافتتاحية من سمير الى بشير في كلمته عن «العقول المتحجرة والرؤوس الحامية والنفوس المتعصبة التي لن تثنينا عن عزمنا»... وكان «الشيخ» أمين قد نال نصيبه من القبلات المعلنة أمام الجمهور والعدسات. 

في حملته على «الدكتور عون»، على ما نادى العماد ميشال عون، بدا دفاع «الحكيم» فاقعا عن شربل نحاس «صاحب الأفكار التغييرية الحقيقية». وقال «ان هذا الفريق لا يهدف من كلّ ما يقول سوى الدعاية السياسية الرخيصة وتلطيخ سمعة الآخرين». وأصاف: «لطالما سمعنا منهم مطوّلات عن استرجاع حقوق المسيحيين في الدولة، فقولوا لي أين استرجعت هذه الحقوق». وعلى المستوى الاستراتيجي، «تبين، برأيه، أن الإصلاح والتغيير يعنيان أولاً قيام دولة لبنانية فعلية يسودها الإصلاح، والتغيير يستدعي الطلب من «حزب الله» أن يبقى مسلّحاً حتّى العظم، ووضع كلّ القرار الاستراتيجي بين يديه، وإعطاءه حق الإشراف والوصاية على هذه الدولة، ماذا وإلاّ لا أمل بأي إصلاح أو تغيير في دولة لبنان الكبير. ثانياً: يجب إبقاء الفلسطينيين في لبنان داخل وخارج المخيّمات، وأينما وجدوا، مسلّحين، ماذا وإلاّ فسيقع التوطين. ثالثاً: يجب قمع التحرّكات الشعبية في سوريا، بكل ما أوتي النظام وحلفاؤه من عنف، وفي سوريا وحدها فقط في المنطقة، لأنّ سقوط نظام الأسد يعني سقوطاً للحريّة والديموقراطية في هذا الشرق وسقوطاً لكلّ أحلام الإصلاح والتغيير فيه. وأخيراً، لتحقيق كلّ هذا الإصلاح والتغيير، جاؤونا بحكومة مكهربة، لحمها فاسد، دمها مازوت، ونفسها ملوّث».

يضع جعجع كل كلامه في رسم «شابات وشبّان التيار الوطني الحر» لأن «السكوت أحيانا شيطان أخرس». والى «القواتيين»، يرسم المستقبل: «نظام داخلي، فشرعة، فمؤسسة، فوطن»... في هذه العبارة، بدا «الحكيم» مرتديا بدلة الرئاسة، للمرة الأولى بهذا الوضوح. 

يوجه جعجع «تحية من ربيع بيروت الى ربيع دمشق»، ويقول «إن المسيحيين في سوريا لم يهبطوا بالمظلات مع وصول هذا النظام وإنما هم من السكان الأصليين التاريخيين في سوريا. وإذا كانت ظاهرة التكفيريين على محدوديتها حقيقة لا يمكن إنكارها فإن وجود أكثرية إسلامية معتدلة تنشد الحرية هو واقع ملموس»، مضيفا «إنّ من يأبه فعلاً لمصير المسيحيين في الشرق لا يبثّ فيهم أفكار اليأس والقنوط والخوف، ويرميهم بين أيدي أنظمة قمعية بحجة حمايتهم»، داعياً «المسيحيين في هذا الشرق الى التشبّث بأرضهم، وحيا «وثيقة الأزهر» ورسالة «المجلس الوطني السوري» ووثيقة «الإخوان المسلمين» في سوريا، معتبرا أن «الحل الحقيقي في سوريا ليس السكوت عن النظام او التسامح معه، بل بالدعوة الى استفتاء شعبي حقيقي برعاية جامعة الدول العربية ومجلس الأمن حول بقاء النظام أو عدمه، وكل ما عدا ذلك مزيد من الدماء والدمار والموت. فالحلّ الحقيقي في سوريا هو في الديموقراطية، وليحكم من يصل الى الحكم ديموقراطياً»، ليخلص الى القول:« بعد تونس، والقاهرة، وبنغازي، وصنعاء، تهيئي دمشق، فللحرية الحمراء باب بكل يد مضرّجة يدق».

وفي سياق انحنائه أمام المقاومة المشرقية للكنيسة المارونية، أغفل تحية بكركي اليوم ليتوجه مباشرة الى مصر، انطلاقا من «سن الرشد القواتي العربي»، محييا البابا شنوده الراحل. وختم جعجع بالقول: «في العام 1994 حلّوا حزب «القوات». في العام 2005 حلّوا عن أرضنا وعن سمانا! وكلّي أمل أنّه في وقت قريب «رح يحلّوا عن ضهر الشعب السوري».


Script executed in 0.19392108917236