هؤلاء نجحوا في ابتكار سيارة صغيرة تعمل كهربائياً بواسطة بطارية مشرّجة (12 فولت) قادرة على السير بسرعة 35 كلم في الساعة. العمل نفّذه ثلاثة طلاب من الثانوي الثاني علمي، تطبيقاً لمشروع في مادة الفيزياء، طلبه منهم أستاذ المادة بلال غريب، الذي أشرف على السيارة، وذُهل بالنتيجة، كما يقول. لا تزيد كلفة الاختراع، بحسب الطالب أحمد حيدر حاج على 200 دولار أميركي، مشيراً إلى أننا «استخدمنا معدات بسيطة، فاستطعنا صناعة سيارة لا تحتاج إلى البنزين والوقود، ولا تكلّف سائقها المال على الإطلاق». ويشير إلى أنّ السيارة مؤلفة من ثلاث عجلات تسير بواسطة محرّك لإحدى الآلات الزراعية الصغيرة، بعدما «عدّلنا في حركته، كي يمنع السيارة من السير إلى الوراء بعد إيقافها».
ويشرح حاج كيف استفاد وزملاؤه من المعلومات المحصلة في مادة الفيزياء، موضحاً أنّ «ارتفاع أسعار البنزين ومعاناة الأهالي كان دافعاً حقيقياً لنا كي نفكّر في اختراع يكون بديلاً من السيارات العاملة على الوقود». يروي الشاب بثقة كيف «صنعنا سيارة تعمل بواسطة البنزين وأخرى تعمل على الكهرباء، وقادرون اليوم على ابتكار سيارة صغيرة تعمل على الطاقة الشمسية، كما نستطيع التحكم بسرعة السيارة إذا استخدمنا محركاً أكبر وبطارية مشرّجة بحجم أكبر أيضاً، وهذا ما يساعدنا على تكبير حجم السيارة، إذا توافرت لنا الإمكانات المادية اللازمة».
ويلفت الناظر في الثانوية اسماعيل زريق إلى أن «الإدارة ستسعى إلى الاستعانة بالمجلس البلدي لتقديم المعونة المالية للطلاب بهدف تشجيعهم ومساعدتهم على تطوير اختراعهم».
ويقول أحد الطلاب المشاركين في العمل إنّ «اختراعنا يمكن أن يصبح إنجازاً بكلفة لا تزيد على 4000 دولار أميركي، المبلغ الذي يمكننا من صناعة سيارة على بطارية كبيرة تخدم لوقت طويل وتوفر السرعة المناسبة، ومن دون كلفة وقود على الإطلاق». ويشكر الطلاب أساتذتهم الذين لم يألوا جهداً في مساعدتهم بكل ما توافر لديهم من إمكانات وجهد لتحقيق هذا الإنجاز، متمنّين الحصول على الدعم المالي الكافي لتطوير عملهم.
