أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

جدار كفركلا يستحضر «معركة» ترسيم الحدود

الجمعة 04 أيار , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,216 زائر

جدار كفركلا يستحضر «معركة» ترسيم الحدود

لليوم الرابع على التوالي، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس تشييد الجدار الفاصل عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بين بلدة كفركلا ومستعمرة المطلة، ضمن ورشة ضخمة تشير إلى أنها لن تنتهي قبل أقل من شهر. من يسلك الشارع الممتد من بوابة فاطمة باتجاه عبّارة كفركلا، يظن نفسه في أحد شوارع بيروت التي تصبر على زحمة السير وضجيج الآلات وغبار الأشغال لإنجاز مشروع حيوي.

 

لكن لأجل ماذا يضطر سكان كفركلا والمحيط إلى تحمّل قطع نصف الشارع المخصص للسير بالاتجاهين، بحواجز حديدية وبانتشار عسكري كثيف لجنود اليونيفيل والتسبب بزحمة كبيرة؟ ولماذا يضطرون لاستعادة أجواء الحذر والترقب وملامح من زمن الاحتلال بتحويل جزء من أراضي كفركلا إلى موقف للعشرات من الآليات التابعة لقوات اليونيفيل وتمركز المدرعات قبالتها في الأراضي المحتلة؟. إنه القرار الإسرائيلي بتشييد الجدار بالتنسيق مع اليونيفيل. «ممنوع المرور، نعمل لأجلكم» لافتات رفعتها اليونيفيل على الشبك البرتقالي الذي حجبت به الرؤية اللبنانية عن جنود الاحتلال المختبئين خلف مدرعاتهم في النقطة التي أزيل منها السياج التقني ويستبدل حالياً بالجدران الإسمنتية الجاهزة. لكن الانزعاج اللبناني لا يرضيه إيهام بأن الجدار يشيد لصالحه بل «لمنع الاحتكاكات الكثيرة في المنطقة القابلة للاشتعال» بحسب ما قاله الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيحاي أدرعي خلال تنظيمه جولة لوسائل الإعلام الأجنبية في مستعمرة المطلة قبالة نقطة الأشغال صباح أمس. وقبل أن يتبدد صدى تأكيد أدرعي أن الأشغال لا تخرق الخط الأزرق، كان قائد جنوبي الليطاني في الجيش اللبناني العميد صادق طليس ورئيس فرع مخابرات الجنوب العميد علي شحرور يتناديان إلى المنطقة ويدعوان قائد قوات اليونيفيل الجنرال باولو سييرا إلى المعالجة السريعة لقيام العدو بحرف مسار الجدار إلى داخل الأراضي اللبنانية لمسافة 65 سنتمتراً أثناء أعمال الحفر والجرف بحسب ما أكدت اللجنة التقنية في الجيش التي تواكب الأشغال. تلك السنتمترات لم تخرق الحدود الدولية فحسب، بل خرقت الاتفاق الذي جرى التوصل إليه على تفاصيل الجدار خلال الاجتماعات الثلاثية والذي قام على أن لبنان لا يرفض ولا يوافق على بنائه ما دام محصوراً في الجانب المحتل. أما وقد تمدد إلى الأراضي اللبنانية مع محاولة العدو تطويل المسافة المبلغ عنها، فإن الجانب اللبناني «قد يتوجه إلى إبلاغ اليونيفيل رفضه للجدار وطلب وقف الأشغال» بحسب ما أكد مصدر رسمي.

الخرق الذي انعكس غضباً على وجهي كل من طليس وشحرور وضباط الفريق التقني، ظهر تجهماً على وجه سيرا الذي أخذ وقتاً طويلاً في تفهم وجهة النظر اللبنانية مصراً على أن اسرائيل لم تخرق الخط الأزرق الذي يدخل في مهمة اليونيفيل. معركة الأرض ومواجهة مخطط استبدال الخط الأزرق بالحدود الدولية أو خط الهدنة، تجددت أمس حول طاولة المقهى المقابل لبوابة فاطمة، إذ اجتمع ضباط الجيش بسيرا لتبيان رأيهم بالوثائق الطوبوغرافية. وبرغم عدم اقتناع الأخير الكلي، حمل هاتفه لينقل الرسالة اللبنانية إلى مسؤول فريق الارتباط الدولي المرابض بين جنود العدو في الجهة المقابلة وإلى الضباط الإسرائيليين المعنيين. صوت سيرا الذي كان يسمع بالأذن في الجانبين، لم يصل إلى دماغ العدو الذي واصل عبر الرافعات تركيب الجدران الإسمنتية الجاهزة بارتفاع خمسة أمتار على وقع وعد سيرا بتسوية الخلاف والتنسيق بين الجانبين.


Script executed in 0.19042706489563