أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

زيارة الى قلبي

الأحد 13 أيار , 2012 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,875 زائر

زيارة الى قلبي

زيارة الى قلبي .... بقلمي 

ليل امس دخلت الى قلبي بعد غياب طويل ، فوجدت اوراقه مبعثرة على الارض التفت باني تركت نافذة قلبي مفتوحة ، ونسيت او غفلت عن اغلاقها جيداً ، فدخلت رياح الدنيا وعبثت في محتويات قلبي ، وبعثرت اوراقه أسرعت واقفلت النافذة كي لا تتطاير الاوراق الى الخارج ، وعندما تاكدت باني اغلقتها جيداً شرعت في ترتيب محتويات قلبي ، فشمرت عن ساعديَّ لابدأ بالعمل

في البداية القيت نظرة سريعه في جميع الاتجاهات ، فلفت نظري الكم الهائل من غبار الدنيا الذي غطى جميع محتويات قلبي .فها هي المكتبة وكل ما فيها قد تسامك عليه الغبار وجعل بينهم وبين نبضات قلبي جدار سميكفادركت السبب الذي ادى الى ابتعادي عن ربي لفترة وجيزة ، ورايت بعين روحي الاسباب التي جعلت روحي كئيبة لبعض الوقت

يا الهي اهذا هو قلبي الصغير الذي لطالما اهتممت به وخفت عليه ودعوت له دوماً في صلاتي ان يثبت على الدين والايمان وان لا يزيغ عن طريق الحق بعد الهداية ؟يا الهي!! قلبي كان في حالة احتضار ولم ادري بذلك،ولولا لطفك ايها الباري لكان اسلم الروح وهو بحالة يرثى لها

بدأت التقط الاوراق عن الارض ... امسكت اول ورقة فوجدت مكتوب عليها عبارة ( تلاوة القرآن بتدبر ) ... يا الهي !! نعم لقد كنت اتلوا القرآن مأخراً ولكن بدون تدبر في ايات الله،بل كانت تلاوتي عبارة عن لقلقة لسان لا اكثر .... سامحني يا رب سامحني، لن اعيدها مرة اخرى

أمسكت بالورقة الثانيه ، فوجدت مكتوب عليها عبارة ( حب الله )، ضربت على رأسي وتذكرت باني شغلت قلبي لفترة بحب الدنيا ومن فيها وسهيت عن حب من يستحق وحده الحب،سامحني يا الله سامحني ، لن احب احد غيرك بعد اليوم ، لن احب احد اكثر منك ومن نبيك وال بيته عليهم السلام

امسكت بالورقة الثالثه فوجدت مكتوب عليها عبارة ( الخشوع في الصلاة ) هنا بكت عيني وتذكرت كم من الايام رحلت عني وانا لاهية عن الشعور بلذة الخشوع بين يدي الله عز وجل

كيف سهيت عن التكلم مع مولاي ، بينما كان عقلي منشغل لاهي بامور الدنيا الدنيه وما فيها ، فعذراً عذراً يا مولاي لن اعود لتكرار ذلك مرة اخرى

امسكت بالورقة الرابعه ، فوجدت مكتوب عليها عبارة ( الدعاء والرجاء والايمان بالله ) ،فاستحقرت نفسي عندما تذكرت باني كنت ارفع يداي نحو السماء وادعوا الله وارجوه بدون ان اقرن دعائي بيقين انني اذا دعوت ورجوت الله بقلب خاشع دامع مصدق لقوله تعالى:ادعوني استحب لكم سيلبي الله مطلبي ويحقق رجائي حتماً،حتى لو اجتمعت الدنيا ومن فيها علي كي يمنعوا عني حاجتي ولكني كنت ادعوا واطلب من الله،وفي المقلب الاخر قلبي كان معلق آماله على عبيد مثله في تحقيق احلامه.فعفوك عفوك يا مولاي اقر بذنبي،سامحني فاني لن اعود لتكرار ذلك مرة اخرى

وهكذا داوليك التقطت كل الاوراق المبعثرة ، وكنت كلما التقطت ورقة كانت تيقظني على الم لِما فاتني وما كنت سأخسره لو بقيت في غفلتي

وعندما اكملت التقاط كل شيء ، اخذت اكنس الرمال التي تجمعت في كل الاركان والزوايا، وعندما انتهيت ، اخذتها ورميتها خارجاً وقلت : ايتها الرمال الدنيا ، عودي الى الدنيا الدنية ، فليس لك مكان في قلبي

ثم انتقلت الى مسح الغبار الذي تراكم في كل مكان ، وعندما انتهيت بدأ قلبي يشع نوراً .ياالهي هذا هو النور الذي اشتقت اليه هذا هو النور الذي فقدته لبعض الوقت.هذا هو النور الذي كان يسعد ويضيء كل حياتي قد عاد الى قلبي من جديد واعاد لنبضات قلبي تسارعها وفرحها ، فباتت تنتفض بكل سعادة من بعد ان خيم الحزن والتعاسة عليها فترة من الزمنانتهيت من كل شيء ... كل شيء مرتب الآن ومنظم ، بقي علي ان ارش العطر الفواح في كل الارجاء .. فاخذت ارش عطر الرجاء بان يرحمني الله دوماً وابداً وان يلطف بي في كل مكان وزمان ... فعبق قلبي الصغير بعطر محبة الرحمان ، وازداد جمالاً وحباً واطمئنان .... انتشر فيه الامان عادت روحي تحلق من جديد في رحاب الديان الحمد لك يارب لانك انقذتني من الخطر الذي كان يحدق بي ويداهمني بدون ان اشعر وكاد يقضي علي وعلى قلبي لولا لطفك بي يا ربي

من بعد الجهد المضني في العمل والتنظيف ذهبت لكي انام ، ولكن قبل ذلك تأكدت بان نافذة قلبي التي تطل على الدنياقد أُحكِم اغلاقها .. وقلت في نفسي عليَّ ان انتبه لها في كل يوم بل في كل دقيقة وكل لحظة،عليَّ ان اراقبها دوماً وان لا اغفل عنها بتاتاً ، ولكي لا يأخذ الشيطان فرصة اخرى في فتحها من جديد ، والعبث بقلبي مرة اخرى

كلا من اليوم فصاعداً ساراقبها جيداً ، وفي المقلب الاخر ساحاول ان ازيد الصفحات البيضاء في قلبي بنور العلم والايمان ، ساضيف كتب جديدة على الكتب التي لدي في مكتبتي ، ساتعلم كل ما يفيدني لدنياي واخرتي

سأحاول ان ابقي قلبي دوماً واعياً فاهماً عالماً بكل ما يدور من حوله ، وعلي ان اجعله يركز دوماً على الهدف من وراء وجوده ووجودي ،والى اين ينبغي له الذهاب ولاجل ماذا عليه متابعة المسير على تادية عمل الخير والعبادات ، والى ماذا ينبغي له ان يصبوا اليه

انتبه يا قلبي ولا تحد عن الطريق ، فوجهتك لا يجب ان تتغير ابدا ، تذكر دوماً بان وجهتك هي الجنة ، للقاء الاحبة ، للقاء نبي الرحمه وال بيته الكرام ، للقاء احباء الله واوليائه 

وقبل كل شيء يا قلبي تذكر .... وجهتك هي السعي للفوز برضى الله ومحبته لك فاسعى دوماً لتحقيق ذلك

من مدونتي الصغيره


Script executed in 0.16848015785217