أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

عرسال تستقبل «حجّاج» أمانة 14 آذار

الإثنين 14 أيار , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,627 زائر

عرسال تستقبل «حجّاج» أمانة 14 آذار

مسكينة عرسال، البلدة البقاعية المنسية عند الحدود مع سوريا. لم يكن ينقص العراسلة بعد الا زيارة الأمانة العامة لقوى 14 آذار حتى تكتمل يومياتهم المرة والصعبة. صقور 14 آذار من الغرب ونسور سوريا من الشرق يحاصرون البلدة التي لم تكن تنتظر من الأمانة العامة الا حمل «الأمانات» التي وعدت بها منذ 2005، إذ لا همّ للعراسلة اليوم الا واحداً، وهو رفع مستوى الخدمات في مدينتهم وتطوير بناها التحتية وغيرها من الأحلام الوردية. لا يخفي بعض العراسلة أن زيارة التضامن كان يجب أن تكون معهم قبل أن تكون مع غيرهم، وإن كانوا شركاء في الهم والأوجاع. فهم وحدهم في أعالي الجبال القاحلة، ولا أحد في بيروت او باريس او الرياض ولا حتى في دمشق وطهران وموسكو وبكين، يسمع أنين أوجاعهم كحال أقرانهم من النازحين السوريين الذين هربوا من فقرهم وموتهم الى بلاد أفقر منهم يتشاركون مع أهلها الخبز المر وتقاسيم الوجوه الواحدة.

لم يكن ينقص مآسي عرسال أمس، إلا زيارة الأمانة العامة لـ14 آذار وبعض نواب مدينة زحلة والبقاع الأوسط والغربي، لرفع مستوى الحزن من جديد. فرح العراسلة بوسائل الإعلام التي زارت بلدتهم مواكبة لرحلة «حج» فارس سعيد ورفاقه، إذ اعتقدوا، للوهلة الأولى، أن قافلة الأمانة العامة ووسائل الاعلام المرافقة جاءت لنقل أوجاعهم، أو أن فارس سعيد وايلي ماروني وجمال الجراح وعاصم عراجي وانطوان سعد وطوني ابو خاطر وزياد القادري وشانت جنجنيان وامين وهبي وإدي ابي اللمع، يحملون في سياراتهم الفخمة وجيباتهم المصفحة وعود الشيخ سعد الحريري و«ثوار» 14 آذار ببناء مستشفى، او على الأقل إعادة افتتاح مستوصف تيار المستقبل الذي أُقفل من دون مبررات مقنعة، او مشروع شبكة صرف صحي ومياه شفة، او خرائط تعبيد وتوسعة طرقات، او ترميم مدرسة رسمية وتأمين فرص عمل وتصريف منتجاتهم الزراعية.

فارس سعيد أكد أنه ورفاقه جاؤوا الى عرسال «لبنانيين من مختلف المناطق والطوائف والأحزاب في إطار 14 آذار للتضامن مع أهلها، وزيارة عائلاتها وزيارة العائلات السورية النازحة». أضاف: «جئنا لنقول من عرسال وعبرها، الى من يهمه الأمر، إننا نطالب الحكومة بالاهتمام الفوري بأهالي عرسال والبقاع، كما بوضع العائلات النازحة من سوريا من خلال تأمين الحاجات لها عبر الهيئة العليا للإغاثة». وطالب وزارة الصحة بتحمل مسؤولية تأمين الجرحى والمصابين في المستشفيات على نفقتها، ودعا الحكومة الى «التدخل الفوري لوقف انتهاك سيادة لبنان من جيش النظام السوري بإرهاب اللبنانيين ومنعهم من استثمار اراضيهم الزراعية». واكد أن قوى 14 آذار «تعدّ عرسال ووادي خالد وجبل الشيخ والعريضة ومنطقة القاع، مناطق مستهدفة من جيش النظام السوري»، آملاً من نواب 14 آذار «تأليف لجنة متابعة من اجل تأمين التواصل مع كل المعنيين لدعم صمود هذه المناطق وغيرها التي تستقبل النازحين السوريين، وتقدم إليهم المساعدات الإنسانية».

كلام سعيد لم يرقَ إلى حدّة كلام رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، الذي دعا «كل عرسالي» الى وضع بندقية حربية في سيارته للدفاع عن نفسه ضد موجات الخطف في المنطقة و«يا قاتل يا مقتول»، مؤكداً «وقوف عرسال مع الثورة السورية»، ومطالباً الدولة بحماية الحدود في منطقة عرسال. ودعا منسق تيار المستقبل في عرسال الى «الانتصار لقوى 14 آذار للوصول الى السلطة».

وبعد انتهاء الاستقبال وإلقاء الكلمات «العنيفة»، دار نقاش بشأن عمليات الخطف التي تحصل في منطقة عرسال وبعلبك والهرمل، إذ طالب البعض من وفد الأمانة العامة بمعرفة مصير المواطن العرسالي خالد عز الدين الذي خطف في منطقة النبي عثمان. وقالت معلومات لـ «الأخبار» إن خطف عز الدين «يعود لأسباب مالية»، فيما أشارت معلومات غير مؤكدة إلى أن عز الدين يتعاون مع مقاتلين سوريين يناوئون النظام السوري.

خطف عز الدين ليست الحادثة الوحيدة التي سجلت في شمال سهل البقاع، ففي داخل الأراضي السورية المتاخمة للحدود مع لبنان أقدم لبنانيون على خطف 15 سورياً من آل رحيل، رداً على خطف مسلحين من العائلة الأخيرة لثلاثة من آل جعفر الذين يقطنون داخل الأراضي السورية في مزرعة تعود ملكيتها إليهم. وقال مصدر امني لبناني لـ «الأخبار» إن اتصالات سياسية وامنية أُجريت للإفراج عن السوريين المخطوفين، موضحاً أن هذه الاتصالات لم تثمر نتائج تذكر لاشتراط إتمام العملية بالإفراج عن المخطوفين من آل جعفر. وكشف المصدر أن اتصالات أجريت مع الجانب السوري الرسمي و«ننتظر الرد لإتمام الصفقة». وأكد المصدر الأمني أن السوريين المخطوفين «ليسوا داخل الاراضي اللبنانية، بل هم في مكان يعدّ ضمن الأراضي السورية وهو خارج عن نطاق السيطرة الأمنية السورية الرسمية».

في وجه ماروني

خلال عودته من عرسال اخترقت سيارة موكب النائب إيلي ماروني في زحلة قرب بيت الكتائب، حيث شهر أحد ركّابها مسدسه الحربي بوجه المرافقين. وقال ماروني لـ «الأخبار» إن الاختراق كان عرضياً، ولن ادّعي على سائق السيارة حيث أصبح الملف بعهدة الأجهزة الأمنية الرسمية التي باشرت تحقيقاتها، وقد أوقفت سائق السيارة المدعو ب. هـ.


Script executed in 0.17494702339172