أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

حزب الله يفتتح المعلم التذكاري للشهيد الحاج عماد مغنية بمراسم تكريمية

الأحد 20 أيار , 2012 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,405 زائر

حزب الله يفتتح المعلم التذكاري للشهيد الحاج عماد مغنية بمراسم تكريمية

 قائم مقام صور بالإنابة الأستاذ سعد الله غابي، عائلة الشهيد القائد، رئيس دائرة أوقاف صور الاسلامية الحاج احمد جودي، رئيس الجمعية الخيرية الاسلامية الدكتور خليل جودي، رؤوساء وأعضاء مجالس بلدية واختيارية، وفود من حركة أمل ومنظمة التحرير الفلسطينية، والأحزاب والقوى الوطنية والفصائل الفلسطينية، لفيف من العلماء وشخصيات وفعاليات سياسية واجتماعية وثقافية، عوائل شهداء، وحشد من أبناء البلدة والقرى المجاورة.

وبعد تلاوة لآيات من القرآن الكريم والنشيدين اللبناني وحزب الله، أدت ثلة من المجاهدين قسم العهد والوفاء على متابعة طريق المقاومة وشهدائها وقادتها، على وقع عزف الفرقة الموسيقية لكشافة الإمام المهدي"عج"، ثم قص الحاج أبو عماد مغنية والنائب رعد شريط إفتتاح المعلم، وأزيح الستار عن اللوحة التذكارية التي تؤرخ لرمزية هذا المعلم وقد كتب عليها "تخليداً لذكرى القائد الجهادي الكبير الشهيد الحاج عماد فايز مغنية"، ثم ألقى رعد كلمة رأى فيها أن النكسات التي اصيبت بها منطقتنا هي نتيجة لتغييب وتأخير قضية فلسطين عن غيرها من القضايا، وأن ما نعايشه اليوم من الأزمات أو يشترعه بعض الساقطين والمنهزمين من حكام منطقتنا من بعض القضايا والأعداء المفترضين، يهدف لإلهاء شعوبنا عن عدوها الأساسي الذي يشكل خطراً استراتيجياً على موقع الأمة ودورها وفعاليتها.

 

وأشار النائب رعد إلى أننا نربأ ان تسقط شعوبنا جراء هذه الرؤية للحكام المنهزمين، ونراهن على وعي هذه الشعوب المتفتح والنابض والذي من شأنه أن يغير الموازين ويقلب كل المعادلات، وأن ما جرى في عالمنا العربي هو مؤشر على أن مستقبل هذه الشعوب رهن لوعيها وإرادتها وقدرتها على التصدي لمشاريع المستكبرين وقوى الاستكبار الغربي الأمريكي والأوروبي التي تريد أن تطيح بإنجازات هذا الحراك الشعبي الممتد على إمتداد منطقتنا.

 

وأكد رعد أننا وفي حضرة هذه الذكرى، لن نغير إتجاه بندقيتنا على الإطلاق، وهي بندقية المقاومة التي نحملها لمواجهة الخطر الصهيوني الذي يهدد وطننا ومستقبل أمتنا، وترفدها بنادق أجيال مقبلةٍ من أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية التي تؤمن بها، لافتاً إلى أن الذين يستدرجون الى الزواريب ولا يعرفون نهاية المطاف، يمكن أن يوظفهم الأعداء وبسهولة ضد مصلحة وطننا وضد أمنه واستقراره.

 

وشدد رعد على أن ما يجري في الشمال ينبغي أن ينتهي، ليتجه الناس لمعرفة مشكلتهم وأسبابها الحقيقية بعيداً عن الهروب الى الأمام بفعل التحريض والتذاكي الغبي الذي يُمارس معهم من بعض القيادات، لأن في هذا الهروب إذكاء لنيران المشكلة وإيغالاً في تداعياتها، داعياً لإنهاء الأزمة شمالاً بتداعى الجهود المخلصة، لحفظ بلدنا وأمنه واستقراره، وتهيئة مناخات النهوض بمشروع دولته التي لا تزال دون الفتوّة بل لم تغادر مرحلة الجنين.

 

وقال النائب رعد إن هذا المشروع - مشروع الدولة - الذي نتوق لأن يصبح أمراً واقعاً، يستطيع ان يحمي لبنان ويحصّنه ويؤمّن وحدة اللبنانيين وتماسكهم، شريطة أن ننطلق من رؤيةٍ وطنيةٍ واحدةٍ موحدةٍ، وهي أن لا شيئ يهدد لبنان في وحدته ووحدة شعبه وأمنه واستقراره ونموه وازدهاره وبناء دولته، إلا الخطر الإسرائيلي وأسياد الكيان الصهيوني الذين يدعمونه على المستوى الدولي.

 

هذا واستعرض النائب رعد بعضاً من خصال وجوانب حياة وتضحيات الشهيد الكبير، فشدد على أنه يحق للحاج عماد مغنية ان يتسلم مجد القبة، ويرتفع فوق الهامات، ويبقى ذكره مخلّداً في قلوب المجاهدين وسلوكهم، وأن صورته وسيرته سيبقيان نبراساً تهتدي به أجيالنا القادمة لتصنع مستقبلاً زاهراً من العزة والكرامة والتقدم والفخار.

 

وأكد أن هذا المعلم لم ينشأ ليذكرنا بصاحبه فهو لم يغادر قلوبنا وعقولنا، بل لم يغادر حياتنا، وأن فعله المتدفق في صمودنا وجهوزيتنا الدائمة هو فعل مقيم، لكن الذكرى تبقى لأجيالنا القادمة التي نخشى ان يشوَّه تاريخنا بحضرتها، وأن هذا المعلم هو من أجل ان تستدل أجيالنا المقبلة على أن في لبنان أبطالاً بواسلاً وشجعاناً، صنعوا تاريخاً مجيداً لوطنهم ولأمتهم وغيروا مسار المعادلات وقلبوا موازين القوى.

 

وأشار إلى أن الشهيد الحاج عماد مغنية، كان نور الرؤية في عيوننا، وفعل النبض الزكي الذي يغلي في شرايين عروقنا، والمعيار لوثبتنا والضوء الذي نستضيء به في مقاومتنا لعدو قد خبره تماماً وعرف نقاط ضعفه، ولم يغادر ميدان مواجهته، بل جهّز كل ما يلزم من أجل ان يحقق انتصارين لأمتنا ولأبناء شعبنا ولوطننا في زمن قصير.

 

وأضاف: "لقد اركس العدو في هزيمته التي لن يغادرها بفعل الانتصارين الذين قادهما، وهو القائد الجهادي الكبير الذي سيكتب التاريخ يوماً ما وينصفه ويعبر عن تفاصيل شخصيته، وسيذكره في سجلاته التي تذكر القادة الجهاديين

 

الكبار والأعلام على امتداد تاريخ البشرية الى قيام يوم الدين، فهو لم يكن رجلاً أو قائداً عادياً، بل كان يحتضن فكراًعميقاً ورؤيةً ثاقبةً، ويختزن في قلبه حباً ووداً لأخوته وأبناء شعبه بقدر ما نجده حازماً في مواجهته للعدو، بقدر ما تجد الدمع السخي يتساقط على وجنتيه وهو في جوف الليل يتضرع الى الله سبحانه وتعالى ليكشف الغمة عن هذه الامة، وهو لا ينفك يسعى ويكد ويجهد في الليل والنهار من أجل أن تقر عيوننا بنصر عزيز يفتح لنا آفاق العزة والكرامة والسؤدد والفخار".

 

وتابع النائب رعد: "الحاج عماد كان إنساناً بقدر ما كان قائداً بطلاً، سلوا إخوانه الذين كان يتفقدهم واحداً واحداً حين تبتعد مسافة الرؤية فيما بينهم، وسلوا المصابين والمكلومين والموجوعين الذين كان يزورهم ليلاً وسراً من اجل ان يتحسس معاناتهم، فهو لم يكن قائداً تأخذه العزة بالإسم ويفرح بالأوسمة والنجوم على اكتافه، بل كان قائداً متواضعاً محباً عاشقاً للمؤمنين المجاهدين، وكان نافذ البصيرة ويملك ديناميكيةً منقطعة النظير، يستشرف تكتيكات العدو ويحضر البدائل لمواجهتها، محباً ومخلصاً وصادقاً لما يؤمن به ولمن يلتزم بقيادته الأمين العام السيد حسن نصر الله.

 

ولفت رعد إلى أننا سنقف طويلاً أمام شخصية هذا الرجل القائد الذي لم يفهم كل جيلنا المقاوم بعد بتفاصيل حياته وحيثيات شخصيته وسيرته وبطولاته وتربيته وتدينه وخوفه من الله وشجاعته وحرصه على الاستفادة من اعلى الخبرات، والذي كان لا يغادر الميدان حتى يطمئن الى اتقان الاخوة لاستخدام السلاح الذي وضعه بين ايديهم، وقد كان لا يغادر معسكراً حتى يطمئن ان سير التدريبات فيه تسير على قدم وساق وفق ما خطط له، وما كان يتوقعه من انجازات من خلال تلك الدورات، وأنه في ساحة الميدان كان المتتبع للتفاصيل الصغيرة التي ربما من كان يعايش الميدان واقعاً لا يعلم الكثير من التفاصيل التي ينبهه ويرشده اليها.

 

وقال: "مع ذلك كله كان يحمل هم فلسطين في عقله وفكره، وإن أصل جهاده في لبنان انما استند الى رؤيته البعيدة المدى، التي ترمق القدس وتأمل تحريرها وتفتح الآفاق وتهيأ المناخات لشعبها المقدام والشجاع والمظلوم والمقهور، من أجل أن ينتفض ويقاوم وينهض في هذا الخيار، ليحقق أمانيه فيغير واقع المنطقة الغافلة عن هذا الهم والتي ادارت له ظهرها".

Script executed in 0.1631920337677