أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

أبـو حسيـن يبيـع الخـردة.. ويعيـش «بكرامـة»

الثلاثاء 22 أيار , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,256 زائر

أبـو حسيـن يبيـع الخـردة.. ويعيـش «بكرامـة»

 إثر الحادث لم يتمكن سالم من العودة إلى ممارسة مهنته بسبب قصر ساقه، ووجود الأسياخ الحديدية فيه حتى اليوم، وعدم تمكنه من الجلوس فترة طويلة، إذ يحتاج لمن يساعده على الوقوف بعد ذلك، ولكي لا يمد يده لأحد. اخترع محمد عربة بدأ يجرها بصعوبة مطلقة ويجمع بواسطتها مواد التنك والبلاستيك والخردة، من أكوام النفايات وعلى جوانب الطرق، ومن بعض النسوة اللواتي يجمعن له بقايا وفضلات الأوعية الزجاجية والبلاستيكية ويقدمنها له.

يبدأ أبو حسين عمله منذ الخامسة صباحاً وحتى الخامسة مساءً، أي بمعدل اثنتي عشرة ساعة عمل متواصلة، حيث يجوب القرى والبلدات، متحدياً حرارة الشمس وبرد الشتاء بواسطة مظلة يحملها بيده ويجر العربة باليد الأخرى، من أجل تحصيل لقمة عيشه مع زوجته وولده الذي كانت قد صدمته سيارة وأقعدته أشهراً عديدة، وما زال حتى اليوم يعاني من أوجاعه، مع ما يتطلبه من تأمين الأدوية اللازمة له والباهظة الثمن بشكل دائم، في غياب أي تأمين صحي أو اجتماعي. 

يتراوح إنتاج أبي حسين من بيع الخردة بين عشرين وثلاثين ألف ليرة يومياً، وهو يبيعها لأصحاب "بورات" الخردة موزعاً المبلغ على ثمن الطعام وشراء الأدوية لولده ومتطلباته العائلية، لذلك ينشد مساعدة الخيرين والمعنيين له ليس منة أو حسنة، بل لمساعدته في اقتناء عربة كبيرة أو سيارة بيك آب لكي يزيد إنتاجه المادي، ويواصل عمله بكرامة وبسهولة أكبر، ليتمكن من التغلب على مصاعب الحياة. 

أكثر ما يخيف أبا حسين هو المرض الذي سيمنعه من الخروج يومياً وراء رزقه، ما سيحرم عائلته من موردها، والخوف يجعله في سباق دائم مع الزمن، صاباً جام غضبه على الدولة والمسؤولين وأصحاب الشأن في الحل والربط، الذين لا يهتموا له ولأمثاله إلا في مواسم الانتخابات، وبعدها يتركونهم لقمة سائغة للفقر والحرمان من أبسط مقومات الحياة.


Script executed in 0.19180297851562