أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

نكهة النصر الفريدة

الجمعة 25 أيار , 2012 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,575 زائر

نكهة النصر الفريدة

مزجوا تفاصيلَ الحياة بنكهة النصر الفريدة ْ

هم رمّموا تاج الكرامة ِ 

بل أعادوا صنعه بدم الإباءِ

و أنطقوا اللغة العنيدة ْ

* * * *

رسموا لنا بسْماتِنا فوق القلوبِ

وبعدها فوق الشفاهْ

والعزّ - أصل العزّ - قد فرشوه فوق ضلوعِنا

و ضحى الضحى نثروه فوق ربوعِنا

و دموعُنا صارت ندىً مثل اللآلئ ِ فوق زهر ِ سرورِنا

مزجوا تفاصيل الحياة بنكهة النصر الفريدة ْ

 

هم علّقوا بسمائِنا شمسَ الضحى

بعد انقيادٍ مزمنٍ لدجى الدجى

هم أحضروا شمس الضحى

بل أشعلوها ... أبدعوها 

و لطالما كانتْ بعيدة ْ

و استنطقوا اللغة َ العنيدة ْ

* * * *

لن نستطيعَ تصوّرَ النقش الذي حفروه فوق حياتنا

لن نستطيعْ

شاي ُ الصباح بنكهة النصر الفريدة ْ

صوت الطيور بنغمة النصر السعيدة ْ

في السوق ِ ، في الحقلِ الأبيِّ

وفي المراكب ِ 

في الشواطئ ِ

في المدارسْ

في المساجدِ والكنائسْ

في الشوارعْ

في الحدائق والمصانعْ

في المشاعرْ

في الشعائر والمنابرْ

في كل ذلك .. 

في كل ما يأتي ومن يأتي 

ستكون فوق وجوده 

تعلو كشمس ٍ

بصمة ُ النصر الأكيدةْ

مزجوا تفاصيل الحياة بنكهة النصر الفريدة ْ

واستنطقوا اللغة َ العنيدة ْ

* * * *

هم عندما مزجوا الحروفَ بعنبر النصر المشعِّ 

وعطّروا كل السطور ِ

فعندها 

عشقتْ أناملــُنا الجريدة ْ

وعشقنا فيها نبرة اللغة الجديدة ْ

نبرة اللغة العنيدة ْ

مزجوا تفاصيلَ الحياة بنكهة النصر الفريدة ْ

واستنطقوا اللغة العنيدةْ

* * * *


وأطلّ (نصرُ الله ِ) 

لقـّـننا الكرامة َ والفداء َ

أفاضَ فوق شفاهِنا لغة َ الإباءْ

أعطى عيونَ الفجرِ تقويما ً جديدا ً

حاذفاً لهزائم ٍ 

رقدتْ طويلاً فوق ظهر الانحناءْ


أعطى شعاعَ الشمسِ مفهوماً جديدا للسطوعْ

أعطى الزمانَ هديةً

صارت جبيناً للزمانْ


أعطى جنوبَ الحقِّ وجهاً من ضياءٍ

هو خير ما عرف الجنوب وأهلُه بعد الضياءْ


أيامُه وشهورُه و سنونــُه ُ

باتت ولا لغةٌ لها إلاّ الفداء ْ


وصخوره وجبالُه وسهولُهُ

باتتْ ولا شفةٌ لها إلا الثناءْ


ورياحُه وسحابُهُ وشتاؤهُ

باتتْ ولا عجبٌ لها إلاّ ربيعُ النصر ما بعد الربيعِ !

ووابلُ العزِّ الغزيرِ بُعيْدَ ما رحلَ الشتاءْ !


ولَعمْر نصرِك يا جنوبُ

فإنّ ما اجترحتْ يداكَ هو الربيعْ

لا ما تروّجهُ الصحارى القاحلاتْ 

و تبيعُه للنائمين على اللظى عسلاً

وإنّه – ولعمْرِ نصرِكَ – إنّه السمُّ النقيعْ


مزجوا تفاصيلَ الحياة ِ بنكهة النصر الفريدة ْ

بل حطّموا بالرفض أقنعة ً بليدة ْ

و استنطقوا اللغة العنيدة ْ

* * * *

نحتوا الربيعَ على الصخور ِ

و ضعضعوا زمن َ القشورْ


كشفوا الشرايين َ التي حُقِنتْ بذلّ ٍ مزمن ٍ

و تواطأتْ عند الضحى مع كلّ قرصان ٍ وشيطانٍ كفورْ


نحتوا الربيع َ على الصخورْ

هم خلّصوا أحلامنا من بين أنياب ِ القبورْ

و استنقذوا آمالَنا من تحت مقصلة الفتورْ


نقشوا على مُحيّانا 

على كُرياتنا الحمراء والبيضاءِ تيجانَ السرورْ

نقشوهُ نقشاً سرمديّا

نقشوه في عمق ِ الصدورْ


و إلى الحياة بكلّ كلّ عبيرِها

أعطـَوْنا تذكرة َ العبورْ


مزجوا تفاصيلَ الحياة بنكهة النصر الفريدة ْ

فغدت ْ حياة ً في جميع وجوهِها

حقــّا ً جديدة ْ

حقــّا ً سعيدة ْ

حقــّــاً حياة لم تكن ْ لو أنهم صمتوا

ولم يستنطقوا اللغة العنيدة ْ

مزجوا تفاصيل الحياة بنكهة النصر الفريدة ْ

 

Script executed in 0.20866394042969