أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

تركيّا تتابع وساطتها بسريّة: اللبنانيّون أساؤوا الفهم

الإثنين 28 أيار , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,880 زائر

تركيّا تتابع وساطتها بسريّة: اللبنانيّون أساؤوا الفهم

«كمتابع للدور الذي تلعبه تركيا في قضايا إنسانية كهذه، أجزم بأن السلطات التركية لم تبلغ اللبنانيين بإطلاق المخطوفين (اللبنانيين في سوريا). هذا يخالف المفاهيم التركية. من الواضح أن هناك سوء فهم» حصل بين المسؤولين في البلدين أدى الى كل هذا اللغط الذي ساد في الأيام الثلاثة الماضية. هذا ما يؤكده النائب عن أنقرة ومحرر الشؤون الدبلوماسية في صحيفة «حرييت» التركية أوغور إرغون. بحسب إرغون، وعدد من المراقبين، أبلغت سلطات أنقرة المسؤولين اللبنانيين، يوم الجمعة الفائت، بأن المعلومات التي في حوزتها تشير إلى أن المخطوفين في صحة جيّدة، وأنها تتوقع أن يدخلوا الأراضي التركية.

 

يقول إرغون إن السلطات التركية تعمل على متابعة هذا الموضوع تحت ستار صارم من السرية. ويشير إلى أن الرد على الاتصالات الكثيرة التي تتلقاها من الصحافيين، هو الآتي: «نعمل على الموضوع». وهو يعزو هذا التكتم التركي الى سببين: «أولاً لأن الحكومة تأخذ مسألة الوساطة على قدر عالٍ من الأهمية، ولهذا السبب فإنها تحرص على عدم التصريح عن مجريات التفاوض قبل إتمام العمليّة، وقد رأينا هذا في أحداث سابقة مماثلة. والسبب الثاني هو أن أنقرة لا تريد وضع المسؤولين اللبنانيين في مواقف صعبة مماثلة لتلك التي وجدوا أنفسهم فيها بعد إعلانهم أن المخطوفين وصلوا إلى تركيا وكانوا على وشك الصعود في طائرة تقلّهم إلى بلادهم.

وفيما رفض مسؤول تركي سألته «الأخبار» عن الموضوع التعليق على الأمر، معتبراً أن «مفتاح النجاح في قضايا كهذه هو الصبر والحكمة»، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال ان مشاورات تجري مع الحكومة اللبنانية حول قضية المخطوفين في سوريا، مشيرا الى «أننا تلقينا معلومات انهم بصحة جيدة وقريبون من الحدود التركية، لكنهم في هذا الوقت غير موجودين في تركيا».

أونال، وفي حديث لتلفزيون «الجديد»، لفت الى ان «الوضع في سوريا ليس مستقرا وهناك العديد من عمليات لخطف، ونحن نبذل قصارى جهدنا لحل قضية اللبنانيين المخطوفين»، مشيرا الى «اننا كنا نحاول الاتصال بكافة الاطراف التي يمكن ان تكون معنية بهذا الموضوع». وأوضح ان بلاده «لا تعلم اين يوجد المخطوفون، وهي تحاول ان تحدد مكانهم وأن تتأكد انهم بصحة جيدة عبر وسائلها الخاصة».

وكانت الخارجية التركية أصدرت السبت بياناً لتوضيح الالتباس الحاصل أشار إلى أن الحكومة التركية لم تبلغ المسؤولين اللبنانيين بأن المخطوفين دخلوا الأراضي التركية، وإنما «وضعنا الحكومة اللبنانية في صورة المعطيات التي وردتنا بطرق غير مباشرة عن أن المخطوفين الـ 11 بصحة جيّدة، وعن توقعاتنا بالإفراج عنهم ووصولهم إلى الأراضي التركية، لكنّ المخطوفين لم يصلوا إلى حدودنا حتى الآن». وأكّد البيان أن «الاستقرار والسلام في لبنان الصديق والشقيق هما أهمية قصوى بالنسبة إلى تركيا، التي تملك علاقات جيّدة مع مختلف الأطراف اللبنانية». وقدّر «التضامن الذي أظهرته الأطراف المعنية لمنع تحويل قضية المخطوفين إلى قضيّة تزعزع الاستقرار».


Script executed in 0.19603395462036