أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

ليون يعد بترميم قلعة دوبيه... والفرنسيون يدرسونها

الإثنين 28 أيار , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,551 زائر

ليون يعد بترميم قلعة دوبيه... والفرنسيون يدرسونها

وعد وزير الثقافة غابي ليون بإدخال قلعة دوبيه (قضاء بنت جبيل) على الخريطة السياحية للبنان، والعمل قدر المستطاع على إعادة ترميم القلعة سواء على نفقة الوزارة أو أي جهة مانحة. كلام ليون جاء خلال زيارة قام بها إلى القلعة الصليبية عصر السبت الفائت، برفقة النائب حسن فضل الله.

 

قبلها بأسبوع، زار سفير فرنسا باتريس باولي، القلعة يرافقه رئيس الدراسات والأبحاث في الشرق الأوسط فرنسوا برلد والملحق الثقافي في السفارة لي سنغريل، إذ إن هذه القلعة الصليبية، التي شيّدت على أنقاض قلعة رومانية، تخضع هذه الأيام لدراسة طوبوغرافية من فريق عمل متخصّص تابع للمعهد الفرنسي للشرق الأدنى، الذي لجأ بحسب مسؤول الفريق الباحث سيريل يوفيتشيتش إلى «رسم خريطة القلعة الهندسية بعد مسح طوبوغرافي وإبراز تاريخ بناء القلعة ومراحله المختلفة، فتوصلنا إلى معرفة تاريخ بناء القلعة من القديم إلى الأقدم، والذي يعود البارز منه إلى العهد الصليبي».

ويؤكد يوفيتشيتش أن «جزءاً مهماً من القلعة الموجودة حالياً يعود الى أيام المماليك على عهد الظاهر بيبرس، إضافة الى جود آثار رومانية، تؤكد أن القلعة بنيت على أنقاض قلعة رومانية، وقد حصلنا على وثائق يعود تاريخها الى العام 1636 تبرز أن هذه القلعة هي المكان الذي تم فيه اعتقال يونس الحصن بعد سقوط الأمير فخر الدين».

يوفيتشيتش سيعمل لستّة أسابيع، تساعده المهندسة ايمانويل ديفو، على وضع دراسة مفصّلة عن القلعة وتاريخها وأهميتها، وذلك بهدف رفع تقرير عن وضعها للسفارة الفرنسية التي يتوقع أن تعمل على تأهيلها بالاتفاق مع الدولة اللبنانية.

وأوضح مسؤول المواقع الأثرية في مديرية الآثار في جنوب لبنان علي بدوي أن «الهدف الأولي لفريق العمل الفرنسي إنجاز الخرائط لإيضاح التفاصيل الحقيقية لبناء القلعة تمهيداً لوضع خطة هندسية لترميمها واعادة بناء ما تهدم منها، ورغم عدم وجود وثائق تاريخية تبرز التاريخ الحقيقي لبناء القلعة، سيعمل الفريق الباحث جاهداً للبحث عن وثائق للقلعة في فرنسا، وستعمل مديرية الآثار على الحفاظ على خصوصية هذه القلعة ومحيطها الطبيعي».

وكان أكثر من 30 عنصراً من الكتيبة النيبالية، وبطلب من رئيس بلدية شقرا رضا عاشور، قاموا بتنظيف القلعة من الأعشاب وإزالة الاوساخ والركام متيحين الفرصة لبدء الدراسة، بعدما أمّنت لهم البلدية المعدات اللازمة لذلك.

يذكر أن القلعة يبلغ طولها 125 متراً وعرضها 80 متراً، فيها ثلاث طبقات، الثالثة منها متهدّمة وفي الطبقتين الباقيتين 32 حجرة وغرفة وفي داخلها وخارجها آبار وصهاريج كثيرة، وفي داخلها بئر في الطبقة الثانية وفي خارجها صهريج كبير منقور في الصخر الأصمّ. ويذكر المؤرخون أن «بناءها جاء متأخراً عن رحلة ابن جبير وإلّا لم يهمل ذكرها، وقد مرّ وهو ذاهب من هونين إلى تبنين بقربها». وبحسب المؤرّخ الراحل السيد محسن الأمين، «القلعة قديمة لها خندق وفيها لوازم الحصار، يحيط بها واد من جهاتها الثلاث عدا الجنوبية، لها ربض من غربها يسمى الزنّار. جدّدها آل علي الصغير في عهد ناصيف النصار وسكنوها، وبناؤهم فيها ظاهر مفترق عن بنائها الأصلي. ومن أرضها قطعة تسمّى مرج الستّ إلى اليوم. ومن جدّد بناءها الشيخ ظاهر بن نصّار النصار، ابن أخ ناصيف النصار من آل علي الصغير، ولمّا أتم بناءها، صعد الى أعلاها ليشرف على مناظرها سقط الى الأرض فمات وكان ذلك عام 1163. وقيل إنها كانت مقراً لمراد النصار على عهد أخيه ناصيف النصار، وبعده كانت مقراً لولده قاسم المراد. وفيها اختبأ الأمير يونس المعني بولديه ملحم وحمدان من وجه الكجك أحمد باشا والي صيدا لما زحف بعساكره لمحاربة أخيه فخر الدين كما فرّ أخوه الأمير فخر الدين إلى قلعة شقيف تيرون وذلك سنة 1044».

وكان الوزير غابي ليون قد بدأ جولته جنوباً، راعياً افتتاح مركز المطالعة والتنشيط الثقافي الجديد الذي جرى تشييده في مكان السرايا القديمة في سوق بنت جبيل في حفل أقيم في باحة مدرسة عبد اللطيف سعد. يذكر أن المبنى الجديد للمكتبة مؤلف من طبقتين وقد تم تجهيزه بأكثر من 5000 كتاب، كما حظيت المكتبة باهتمام أبناء بنت جبيل المغتربين الذين تبرّع عدد منهم بأعداد كبيرة من الكتب اضافة الى الدعم المادي.


Script executed in 0.22456288337708