أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

عين إبل: صلاة وشمعة ودمعة لأجل «المبعدين إلى إسرائيل»

الإثنين 04 حزيران , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,757 زائر

عين إبل: صلاة وشمعة ودمعة لأجل «المبعدين إلى إسرائيل»

«بعد اثني عشر عاماً من الظلم والقهر والذل، ينتفض شرفاء المنطقة الحدودية، قارعين أجراس قضية، أرادها الإرهاب الإنساني ضائعة في غياهب النسيان. يوم تضامني مع المبعدين قسراً الى دولة إسرائيل بمناسبة ذكرى التهجير والإبعاد، يتخلله قداس وإضاءة شموع وقرع أجراس في بلدة عين إبل تحية للعائلات المنفية إلى اسرائيل». هذا نص الدعوة التي وزعت في بلدة عين إبل الجنوبية ومحيطها وعبر الإنترنت لـ«التحرك المشرّف»، تحت شعار «لبنان بعيوني دمعة». وبالتزامن، حملت «ذكرى المبعدين» دعوة أخرى للمشاركة في قداس مماثل في «كنيسة عكا اللبنانية»، وجهت «للتواجد اللبناني في اسرائيل حتى لا نبقى دمعة في عيون الوطن».

لبيت الدعوتان مساء أول من أمس على الحدود مع فلسطين المحتلة وفي الداخل. عدد من الشبان، تناوب على قرع جرس كنيسة السيدة في عين إبل لكي يتنادى الأهالي لقداس «الإبعاد القسري». مقاعد الكنيسة امتلأت تماماً بالعجّز والرجال والنساء والشباب والأطفال الذين لبّوا النداء على غرار رئيس حزب الكتائب أمين الجميل عبر رئيس إقليم بنت جبيل الكتائبي ميلاد حبوب، والنائب سامي الجميل عبر إيلي يزبك.

وشكر راعي أبرشية صور للموارنة المطران شكر الله الحاج «المنظمين الذين دعوا الوجوه الطيبة إلى الصلاة لأجل القضية لإدراكهم بمدى تعقيدها الذي لا يحل إلا بها وبإجماع لبناني على معالجتها بعد أن يحل السلام بين اللبنانيين أنفسهم عبر المصالحة والمسامحة والغفران وتنقية الذاكرة». في باحة الكنيسة، تسابق المشاركون لحمل شمعة مضاءة في قاعدة كرتونية كتب عليها «من أجلهم من أجل لبنان لن ننسى ونضيء الشموع إحياء للذكرى الأليمة ونطالب بكرامتنا وبعودتهم دون محاكمة أو قيد أو شرط». تحلقوا حول شاشة عرضت صوراً للبنانيين «جوا». هنا احتفال بعيد الاستقلال، وهناك قداديس بأعياد الفصح والميلاد. تظهر الصور أن العلم اللبناني والأرزة يتصدران كل تحرك، كأنهم إحدى جاليات المغتربين. ترافق العرض بأغنية وضعت خصيصاً للمناسبة: «لبنان بعيوني دمعة _ جايي وبإيدي شمعة _ لعيون بدا تتحرر _ ببلاد حاميها العسكر _ عسكرنا يا لبنانيي _ مش رح نركع يا زمان _ وطني قوة الله سلاحو». تختلط الانطباعات في رأس من يشاهد «الفيديو كليب» الذي جعل من جنود الجيش اللبناني وقائده العماد جان قهوجي أبطاله الرئيسيين.

أحد المنظمين اعتبر أنه «من قبيل الغرابة والجرأة تنظيم هذا النشاط في هذه الظروف الحساسة التي يمر بها لبنان، كاسرين حاجز الصمت والخوف منذ أكثر من 30 عاماً». أما لورا حداد، فقد طالبت باسم أهالي «المبعدين» بـ«عودة من تركوا قراهم مرغمين، إلى وطنهم الذي دافعوا عنه بحسب قناعاتهم».

إشارة إلى أن الاحتفال الذي نظمه شباب «القوات اللبنانية» في البلدة بالتنسيق مع المنظمات الشبابية في أحزاب «حراس الأرز» و«الوطنيين الأحرار» والكتائب في البلدة ورميش ودبل والجوار، أثار جدلاً بين أهالي البلدة. فقد رفض البعض «تحميل البلدة وزر نشاط كهذا، في الوقت الذي لا يبلغ فيه عدد أبنائها المبعدين أكثر من 35 شخصاً». فيما يبلغ على سبيل المثال عدد الفارين إلى اسرائيل من رميش 100 ودبل 140 وعيترون 40 وعيتا الشعب 15. وإذا كان هذا النشاط هو الأول من نوعه منذ تحرير الجنوب، فإن بعض البلدات تحيي سنوياً ذكرى «شهدائها» من العملاء الذين «سقطوا دفاعاً عن الجنوب». وكانت دبل قد دفنت في ذكرى التحرير، قبل أيام، جثة إبراهيم هاشم والد العميل عقل هاشم الذي عاد جثة عبر معبر رأس الناقورة بعد فراره إلى الأراضي المحتلة.


Script executed in 0.20057702064514