أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

جدار كفركلا ضرب السياحة وحديقة أبو علي

الإثنين 04 حزيران , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,601 زائر

جدار كفركلا ضرب السياحة وحديقة أبو علي

إثر توقف الأشغال، ساد هدوء قاتل عند بوابة فاطمة التي كانت قبلة الأنظار منذ تحرير الجنوب في عام 2000 عندما أقفلت البوابة على آخر جندي اسرائيلي. وكما استقطبت الزوار والشخصيات من لبنان والعالم لكونها أكثر نقطة محاذية مع فلسطين المحتلة، فإنها شهدت أخيراً فصلاً آخر من فصول مقارعة العدو الإسرائيلي بمواجهة الجيش اللبناني لمحاولات التعدي على أشبار من الأرض اللبنانية. رمزية البوابة التي لم تبدأ مع عملية الاستشهادي عبد الله عطوي الذي فجّر نفسه في عام 1988 بقافلة عسكرية صهيونية موقعاً 38 جندياً، باتت مهددة في ظل الجدار الذي حجب الرؤية عن هضاب الجليل والجولان المحتلين واستبدلها بخلفية رمادية شاحبة. أهل المكان ومستثمروه من أصحاب المقاهي ومحال بيع الألبسة والأشرطة والرايات... بدأوا يستشعرون «أزمة الجدار». زبائنها باتوا يستعيضون عن البوابة لرؤية فلسطين من على شرفة العديسة التي تمر آليات العدو من تحتها. لذلك، يبحث كثيرون من أبناء المنطقة «استثمار الشرفة» وإنشاء مقاهٍ ومحال تستقطب سياح الحدود.

لكنْ «أبو علي» لا يعنيه ضرب الجدار للسياحة عند بوابة فاطمة؛ إذ طوال فترة الأشغال، كان الرجل الخمسيني الأكثر رصداً لتحركات الجرافات والآليات المعادية أثناء الحفر وصب الجدران الإسمنتية. كيف لا وهي تقتحم بوحشية هدأة حديقته التي يزرعها ويسقيها منذ عامين كأنها إحدى بناته. أبو علي كان الأكثر غضباً من الجدار الذي تعدّى على الجهة الحدودية من الحديقة التي كلّفته إياها بلدية كفركلا بتمويل من الهيئة الإيرانية لمساعدة لبنان. منذ يومين، ينكب أبو علي على إعادة ترتيب حديقته وردم أكوام التراب التي جرفت خلال الورشة، وغرسها زهوراً وأشجاراً تغطي بشاعة الجدار.


Script executed in 0.1902539730072