أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

ارتفاع معدّل استهلاك الملح في لبنان

الثلاثاء 05 حزيران , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,306 زائر

ارتفاع معدّل استهلاك الملح في لبنان

تشكّل هذه الأرقام أبرز نتائج دراسة علميّة قام بها الباحثون حسين إسماعيل، لارا نصر الدين، فرح نجا، عبلة سباعي، كمال بدر ونهلة حولا، من «الجامعة الأميركيّة» في بيروت خلال الأشهر الماضيّة. وشملت عيّنة البحث 1754 رجلا و1931 امرأة فوق العشرين من العمر، وتعتبر تمثيليّة للمجتمع اللبناني.

تركزّت الدراسة، وفق الأستاذ المساعد في قسم أمراض القلب في كلية الطبّ في «الأميركيّة « الدكتور حسين إسماعيل، على تعبئة استمارات في شأن الأطعمة التي تناولها الفرد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضيّة.

أظهرت نتائج الدراسة أن الفرد في لبنان يتناول كميّات كبيرة من الملح خلال اليوم، تتجاوز المعدّلات التي توصي بها «منظمّة الصحّة العالميّة». ويعيد مصدر نسبة 26 في المئة من كميّة الملح التي يستهلكها الفرد في لبنان إلى الخبز ومشتقّاته، ونسبة 12 في المئة إلى اللحوم المصنّعة، وعشرة في المئة إلى الأجبان والألبان، وتسعة في المئة إلى السلطات.

يشرح إسماعيل أن الملح يتسبّب بحبس الماء داخل الجسم، ما يؤدّي إلى انتفاخ الشرايين وتصلّبها، ما يزيد من احتمال التعرّض لمشاكل ارتفاع ضغط الدمّ واضطرابات القلب والأوعيّة الدمويّة.

ويلفت إسماعيل إلى زيادة انتشار عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب في لبنان. وتشير نتائج دراسة علميّة ثانيّة إلى أن نسبة 24 في المئة من العيّنة تعاني البدانة، و9,5 تعاني ارتفاعاً في ضغط الدمّ العالي، و6,5 ارتفاعاً في ضغط الدمّ المنخفض. وتظهر نسبة 6,7 في المئة خطورة مرتفعة للإصابة بأمراض القلب، ونسبة 10,7 في المئة خطورة متوسّطة، بدرجة أكبر عند الرجال من عند النساء. وتذكر نسبة 46,7 في المئة من أفراد العيّنة أن أحد أفراد عائلتها أصيب باضطرابات في القلب بشكل مبكر. وشملت عيّنة الدراسة 328 فردا يمثّلون المجتمع اللبناني على الصعيد الوطني، وهم غير مشخّصين بالإصابة بمرض ما.

يؤكّد إسماعيل أن هذه المعدّلات مرتفعة وتقترب من المعدّلات التي تسجلّها البلدان الصناعيّة، ما يوجب العمل على تدخّلات مجتمعيّة وقائيّة.

وترتكز هذه التدخّلات على تخفيف كميّة استهلاك الملح في المجتمع اللبناني، لذا بدأت «مجموعة ترشيد تناول الملح» في «الأميركيّة» تنفيذ خطّة صحيّة لمدّة سنتين.

تهدف الخطّة إلى رفع وعي الأفراد في شأن مضار الملح على صحّة الإنسان وارتباطه بزيادة معدّل انتشار أمراض القلب والأوعيّة الدمويّة، وإلى التعاون مع الجهات المعنيّة من وزارات الصحّة العامة والاقتصاد والصناعة، بغية خفض كميّة الملح المستخدم في إنتاج الخبز والمواد الغذائيّة.

يؤكّد إسماعيل أن النجاح في خفض كميّة الملح بنسبة عشرة في المئة يحمي الأشخاص من التعرّض لأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. وينصح جميع المستهلكين بالابتعاد عن الخبز المملّح، والمواد المعلبّة والمخلّلات والمكسّرات، والإكثار من تناول الخضار والفاكهه. وينبّه مرضى السكّري والضغط والقلب إلى التقليل من تناول الملح، إذ لا يجب أن يتجاوز معدّل استهلاك الملح عند هذه الفئة 3,8 غرامات يوميّاً.

يرتكز التدخل الوقائي الثاني لمواجهة انتشار أمراض القلب في لبنان، وفق إسماعيل، على خفض كلفة الأدويّة الوقائيّة للأمراض القلبيّة الوعائيّة. وتشير دراسة علميّة قام بها الباحثون حسين إسماعيل، إيلي علم، زينة مهنا، غسان حمادة، كمال بدر، سميرعلم وعبد الله ربيز، في هذا العام، إلى أن تكلفة الوقاية من ذبحة قلبيّة واحدة خلال خمسة أعوام تبلغ 79,388 دولاراً، أي ان الفرد في لبنان يدفع مبلغ 79,388 دولاراً خلال خمسة أعوام سعر الأدويّة المخفّضة لمعدّل الكوليسترول «الستاتينات» للوقاية من التعرّض لذبحة قلبيّة. يسجّل هذا المبلغ 5,8 اضعاف متوسّط نصيب الفرد من الدخل القومي.

ويلاحظ إسماعيل ارتفاع تكلفة الأدويّة الوقائيّة في لبنان والبلدان العربيّة الأخرى، وتلاحظ نتائج الدراسة أن تكلفة أدوية الكولسيترول الوقائيّة خلال خمسة أعوام تصل إلى 122 ألف دولار في السعوديّة والكويت، وإلى 113 ألف دولار في الإمارات، ويسجّل الأردن أكبر معدّل لتكلفة الدواء مقارنة بمتوسّط نصيب الفرد من الدخل القومي.

ويشرح إسماعيل أن ارتفاع معدّل الكوليسترول في الدمّ يسبّب ضيقا في الشرايين، ما يؤدّي إلى انسدادها بشكل جزئيّ أو كليّ، وبالتالي إلى الإصابة بذبحة قلبيّة. وتؤكّد الدراسات العلميّة في مختلف أنحاء العالم ارتباط انخفاض المشاكل القلبيّة الوعائيّة بالتزام المرضى بأدوية الوقاية الأساسيّة، لذا يعتبر ارتفاع التكلفة حاجزاً أمام متابعة الأشخاص والتزامهم العلاج.


Script executed in 0.17921495437622