أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

عباس رشيد .. القدر ينقذه مرتين من «الكهرباء»

الثلاثاء 05 حزيران , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,928 زائر

عباس رشيد .. القدر ينقذه مرتين من «الكهرباء»

كتب القدر للمياوم في «مؤسسة كهرباء لبنان» عباس رشيد عمرا جديدا مرتين متتاليتين، بعدما كان من الممكن أن يكون في عداد ضحايا المؤسسة. 

عباس الذي يعمل بأجر يومي قدره 28 ألف ليرة، منذ 16 عاما، سقط في المرة الأولى في العام 1998، عن عمود كهربائي أثناء عمله في إصلاح عطل طارئ في منطقة العامرية شرق صور. وأدت الحادثة إلى إصابته بتمزق شديد في البطن والكتف وغيرهما من أنحاء جسده، وبقي يعاني في المستشفى ثلاثة أشهر متواصلة، وشهرين آخرين على عكازه، قبل أن يعود إلى العمل مجددا. 

أما الحادثة الثانية فوقعت في العام 2008، عندما تعرض لصعقة كهربائية قوية، عند تركيبه قطعة لأحد المحولات في منطقة الناقورة، أدخلته إلى العناية الفائقة لأكثر من أسبوع. 

وعلى الرغم من تماثله للشفاء بعد الحادثتين، فإن الندوب والحروق ما زالت تبلغ عن شدة الاصابتين، اللتين نجا منهما، واللتين تطبعان بذاكرته الخوف والقلق. 

يمارس رشيد وغيره من زملاء مصابين، من بينهم اسماعيل المحمود، عملهم في المؤسسة، من دون ضمانات أو مكتسبات، تضمن لهم مستقبلا مهنيا أو اجتماعيا أو صحيا.

ويستذكر رشيد الاصابة الأولى: «كانت قاتلة، والعناية الإلهية أنقذتني، وأبقتني على قيد الحياة، ليشهد الجميع على ما نقاسيه خلال عملنا، في ظل غياب الحوافز الدنيا». وقد عالجته الشركة المشغلة أثناء وجوده في المستشفى على نفقة التأمين، وباقي العلاج، المتمثل بالعلاج الفيزيائي وغيرها من فواتير الأدوية، كان على نفقته الخاصة. 

رشيد الذي تزوج وأنجب ولدين، عوضا له معاناة الاصابتين، يطلب اليوم «الحد الأدنى من حقوقنا كبشر، وأبناء وطن قدمنا ونقدم له تضحيات، وصلت إلى التضحية بالروح». 

«تحقيق مطالبنا ليس معجزة أبدا»، يضيف، «لأنها محقة ومكتسبة، بعدما أمضينا نصف عمرنا في المؤسسة، التي تقوم على أكتاف المياومين المحرومين من أبسط حقوقهم، وهي التثبيت في ملاك المؤسسة، والضمان الاجتماعي والصحي، ومنح التعليم وسواها من الحقوق».


Script executed in 0.19866299629211