أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

ميقاتي من وزارة الدفاع: الإستقرار هاجسنا ولن نسمح بتهريب السلاح

الثلاثاء 12 حزيران , 2012 06:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,722 زائر

ميقاتي من وزارة الدفاع: الإستقرار هاجسنا ولن نسمح بتهريب السلاح

أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أن "التوجهات التي يعمل الجيش اللبناني في هديها هي ترجمة دقيقة لقرار النأي بالنفس، فبقدر ما نتمسك بألا تكون ارضنا مستباحة وامننا مخترقا، بالقدر نفسه لن نسمح بان تستعمل الاراضي اللبنانية، او اجزاء منها، معبرا لتهريب السلاح او المسلحين أو لاقامة منطقة عازلة أو بيئة ينمو فيها الارهاب او التطرف وما يتفرع عنهما".

وشدد في خلال زيارته وزارة الدفاع الوطني اليوم على أن "قوة الجيش ليست فقط في السلاح الذي تحملون بل ايضا وقبل كل شيء بالوحدة الوطنية وبوقوف اللبنانيين الى جانبكم ".

ورأى "ان الحوار الذي استؤنفت جلساته بالامس، يبقى الخيار الوحيد للاتفاق بين اللبنانيين على المواضيع التي تتباين وجهات نظرهم حيالها ، وواجب الجميع تسهيل استمرار هذا الحوار مهما كانت الظروف لان البديل هو اقتتال وتباعد وحدود مصطنعة رسمت احيانا كثيرة بالدم".

وشدد على ان "لا بديل عن الدولة القوية القادرة والعادلة والتي تستمد قدراتها من ارادة موحدة لابنائها وفعالية مؤسساتها الدستورية وتعاونها وتوازنها وقوة جيشها الذي يتعاون مع سائر القوى الامنية الاخرى لتوفير الحماية لها".

وأشار ميقاتي الى أن "القاعدة هي أن الجيش يسهر على حماية الجميع من دون تمييز أو محاباة، منفذا بذلك تعليمات القيادة التي تمحضها السلطة السياسية ثقة كاملة في تنفيذ المهام الموكلة اليها ، والتي اثبت الجيش اللبناني انه جدير بها . وطالما ان القوانين والانظمة هي التي ترعى عمل الجيش ، كما سائر المؤسسات الامنية الاخرى ، فان تصويب الاداء لا يمكن ان يتم الا من خلال هذه الضوابط والمعايير القانونية التي تحفظ الحقوق وتحدد الواجبات".

وقال :"ان الصعوبات التي تحيط بنا لم تحل يوما دون تلبيتكم نداء الواجب، سواء على الحدود او في الداخل حيث نجحتم في حماية اهلكم والسهر على سلامتهم كما يحمي كل فرد افراد عائلته، فحافظتم على الامن والاستقرار، وتصديتم للارهاب وقدمتم شهداء للوطن، وكشفتم شبكات تجسس وتخريب ما حال دون استمرار اختراق العدو لمؤسساتنا ومجتمعنا، كل ذلك غير آبهين بصعوبات من هنا، واعتراضات من هناك، لانكم ادركتم ان مؤسستكم الوطنية مصانة ومحصنة ومسيجة بمحبة جميع اللبنانيين لانها من كل لبنان ولكل لبنان".

وشدد ميقاتي على أهمية المحافظة على الاستقرار في الجنوب من خلال تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته ، لأن هذا الاستقرار هو دائما الهاجس الذي لا يجوز ان ننشغل عنه لانه مفتاح الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط التي لن يعود اليها الامن والامان الا من خلال سلام عادل ودائم وشامل لن يتحقق - في مفهومنا - الا من خلال تطبيق القرارات الدولية التي تحفظ للشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره والعودة الى ارضه واقامة دولته المستقلة ، وعدم توطينه في لبنان.

وأكد ميقاتي "ضرورة المحافظة على وحدتنا الداخلية والتضامن في ما بيننا والتصدي، مجتمعين، لأي تصرف من شأنه ضرب الاستقرار واحداث فتن، ولعل الحكمة التي ميزت تصرف الجيش، في الاسابيع الماضية، حالت وستحول - بإذن الله - دون اي ممارسات يستغلها اعداء لبنان لتحقيق مآربهم واطماعهم.اما الاختلاف في الرأي فهو امر جائز وضروري، لكن لا يمكن التعبير عنه الا بالكلمة والموقف والمظاهر الديمقراطية، وليس بالسلاح الذي اختبرنا في الماضي مخاطره وسلبياته ما جعل الاصوات ترتفع مجددا لنزعه من المدن والقرى والاحياء والشوارع".

وإعتبر ميقاتي أن "ان الحوار الذي استؤنفت جلساته بالامس ، يبقى الخيار الوحيد للاتفاق بين اللبنانيين على المواضيع التي تتباين وجهات نظرهم حيالها، وواجب الجميع تسهيل استمرار هذا الحوار مهما كانت الظروف لان البديل هو اقتتال وتباعد وحدود مصطنعة رُسمت احيانا كثيرة بالدم" . ان التجربة اللبنانية في الحوار والاتفاق التي اثمرت اتفاق الطائف الذي نتمسك بتطبيقه كاملا ، تشكل نموذجا يُحتذى ، ذلك ان العنف مهما اشتد وتنوّع ، لن يقدم حلولا مستدامة، بل يؤسس لمزيد من تدمير الذا ، ويفسح في المجال امام تنامي ظواهر لا تأتلف مع توق الشعوب الى الحرية والتعددية والتنوع".

وتابع:"رابع هذه الحقائق، ان لا بديل عن الدولة القوية القادرة والعادلة والتي تستمد قدراتها من ارادة موحدة لابنائها اولا ،وفعالية مؤسساتها الدستورية وتعاونها وتوازنها ثانيا ، وقوة جيشها الذي يتعاون مع سائر القوى الامنية الاخرى لتوفير الحماية لها ثالثا ، حماية ٌ تبدو بديهية - لا بل ضرورية - للنهوض بالاقتصاد وقطاعات الانتاج وبالسياحة، وتحقيق الانماء المتوازن وتأمين العدالة الاجتماعية".

وأضاف:"خامس هذه الحقائق، بقاء لبنان مساحة للالتقاء وواحة للحرية والديموقراطية، والمكان الطبيعي للتفاعل الثقافي والحضاري وللتخاطب الراقي وتبادل الاراء على تنوعها وان من مهام الجيش - ايها الضباط- المحافظة على هذه الصورة التي للبنان في اذهان الجميع ما جعله نموذجا يحتذى به في ممارسة الديمقراطية بكل مفاهيمها ووجوهها ، وقد اعطت التجربة اللبنانية قيمة مضافة يمكن لاوطان اخرى ان تعيشها على نحو يحد من الجنوح نحو التطرف ويحمي الدولة المدنية التي يبقى دعاة قيامها اكبر بكثير من اولئك الساعين الى تقويضها، جماعات كانوا ام احزابا او تيارات".

وقال:"سادس هذه الحقائق ، موقف لبنان مما يجري في سوريا : نتمنى لسوريا وشعبها ما نتمناه لوطننا من استقرار وازدهار وامان ، ولن نمكن احدا من استدراجنا الى تبديل موقفنا بالنأي بالنفس ، كما لن تؤثر الضغوط التي يمكن ان تمارس علينا ، سياسيا وامنيا واقتصاديا في دفعنا الى مواقف وخطوات تتناقض مع قناعاتنا وما يجتمع اللبنانيون حوله من ثوابت. ان التوجهات التي يعمل الجيش في هديها ، سواء على الحدود الشرقية والشمالية ، او في الداخل، هي ترجمة دقيقة لقرار النأي بالنفس، فبقدر ما نتمسك بالا تكون ارضنا مستباحة وامننا مخترقا، بالقدر نفسه لن نسمح بان تستعمل الاراضي اللبنانية ، او اجزاء منها ، معبرا لتهريب السلاح او المسلحين ،او لاقامة منطقة عازلة او بيئة ينمو فيها الارهاب او التطرف وما يتفرع عنهما".

وأضاف:"لقد نفذ الجيش ، ولا يزال ، قرارات السلطة السياسية والمجلس الاعلى للدفاع، بامانة والتزام، مميزا بين ما هو مسلح، وبين ما هو انساني، فمنع كل ما يتصل بالمظاهر المسلحة من تهريب او تسلل او تجمعات، وسهل كل ما يتصل بالاعتبارات الانسانية موفرا بذلك الامان والراحة والسلامة للاخوة السوريين النازحين الذين اضطرتهم الاحداث الى مغادرة ارضهم، ما مكن الهيئات الانسانية الرسمية والاهلية من تقديم المساعدات الغذائية والاجتماعية والتربوية والصحية، وانا على ثقة بان الجيش اللبناني الساهر على امن الحدود واستقرارها، سيواصل حماية النازحين الى ان تسمح الظروف بعودتهم سالمين الى وطنهم وارضهم".

وتابع:"قبل ان اختم لا بد لي ان احيي ذكرى شهداء هذه المؤسسة الوطنية ، الذين رووا بدمائهم ارض لبنان دفاعا عن سيادته واستقلاله ، فالى هؤلاء الشهداء ، تحية وفاء وإكبار".

وختم بالقول :"ثقوا انكم في تنفيذكم لتوجهات السلطة السياسية في كل المهام ، الدائمة منها والطارئة ،الامنية منها والاجتماعية والانسانية انما تعطون للدولة دورها وهيبتها ، اذ لا دولة من دون جيش قوي وقادر ، ولا جيش فاعلا من دون دولة موحدة ومتماسكة ومستهابة . اقول لكم ومن خلالهم للبنانيين كافة، اننا عازمون معكم ومن خلالكم، على تحمل مسؤوليتنا كاملة، في حماية وطننا وارضنا وسيادتنا. لا تأبهوا للاصوات المشككة، ولا تقلقوا من تصريح من هنا او بيان من هناك ،من موقف انفعالي او من ردة فعل غرائزية. ركزوا على ان في وحدتنا خلاصنا، وفي ان سلامة كل شبر وحي وبلدة ومدينة في لبنان، سلاما لكل الوطن ولجميع ابنائه. اريدكم ان تثقوا اخيرا ان قوة الجيش ليست فقط في السلاح الذي تحملون بل ايضا وقبل كل شيء بالوحدة الوطنية وبوقوف اللبنانيين الى جانبكم ، وقد برهنتم ان الجيش تجاوز كل الخلافات الداخلية والاعتبارات المذهبية والطائفية والفوارق الاجتماعية ، وكان جيشا وطنيا بكل ما في الكلمة من معنى ، وهو سيستمر كذلك بإذن الله. واعدكم ان زيارتي هذه لن تكون يتيمة، بل ستتكرر كلما دعت الحاجة، والتواصل بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية مستمر لما فيه خير لبنان واللبنانيين. عشتم ،عاش الجيش ،عاش لبنان".


Script executed in 0.19263100624084