هذا الجدار الذي يحاذي بوابة فاطمة الحدودية أراد منه العدو حجب المنطقة المحتلة عن المكان الذي يرتاده الزائرون من أقطار العالم كونه المعلم الرئيسي للإنتصار والتحرير لإلقاء نظرة عن قرب على الاراضي الفلسطينية المحتلة.
الجدار غيّر معالم المكان الذي يذخر بذكريات الهزيمة الإسرائيلية التي أراد العدو أيضاً أن يمحيها برفع الجدار سبعة أمتار، إلا أن الذاكرة بدأت تفرغ ما بجعبتها من مفردات وألوان على صدر الجدار الذي بدا في اليوم الأول لإنجازه مرسم تعبيري حرّ لكل الزائرين المتحدين لإرادة الإحتلال، فكانت الرسائل إلى فلسطين والحرية لها وأخرى للمقاومة والتحرير تتهادى على البلوكات الإسمنتية الإسرائيلية، ولتكتمل الصورة أكثر حول أطفال من كفركلا المساحة الترابية قرب الجدار إلى ملعب لكرة القدم الأمر الذي أقلق العدو فقرر وضع حماية بشرية وإلكترونية للجدار نفسه بشكل دائم، فكاميرات التجسس المتحركة لا تغادره ليل نهار ووجد الجنود الصهاينة أنفسهم مضطرين لإعتلاء سلال معلقة في أعلى الجدار للحراسة بينما توزعت الآليات عند النقاط التي تربطه بالسياج الشائك.
وتجدر الإشارة الى ان الجدار بلغ طوله 1192 متر وتفاوتت نسب ارتفاعه بين نقطة وأخرى وتخللت رحلة تشييده عمليات أخذ ورد بين العدو والجيش اللبناني الذي كان يلاحق تفاصيل عمليات البناء التي أدت في كثير من النقاط إلى تصحيح مسار الجدار تحت الضغط إلى أن وجد العدو نفسه اليوم مرغماً على إنهاء العمل بالجدار بخلاف المسافة التي كان يخطط لها بسبب تحفظ لبنان على المسار من الجهة الجنوبية فتراجع مسافة ثمانية امتار عن المساحة التي كان العدو الصهيوني ينوي وضع الاسمنت فيها ليبني بدلاً عنها سياجاً شائكاً جديداً.
