أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

«قلعة مارون» في دير كيفا.. تقاوم الزمن والإهمال

الثلاثاء 10 تموز , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 17,730 زائر

«قلعة مارون» في دير كيفا.. تقاوم الزمن والإهمال

تمتد «قلعة مارون» على مساحة آلاف الأمتار المربعة. وهي محاطة بأسوار مرتفعة، مبنية بأحجار كلسية وصخرية. وقد أخذت بلدية ديركيفا على عاتقها، بإشراف من المديرية العامة للآثار، إنقاذ بعض أبراجها وجدرانها وعتباتها على نفقتها الخاصة، وذلك لفقدان الأمل بترميمها من الجهات الرسمية. وترتفع على زوايا أسوار القلعة عشرة أبراج، تطل على المناطق المقابلة والأودية المحيطة. وكان في داخلها، وفق الأهالي، 365 بئرا لجمع المياه، تساوي أيام السنة، لم يبق منها ظاهرا إلا خمسين. وهي تقسم إلى قسمين، يفصل بينهما سور. وكان القسم الأول مخصصاً للحاكم وما زال محافظا على كثير من معالمه. ويطغى على بنائه الطراز العثماني. ويضم ثلاثة أقبية في الطبقة السفلية للقلعة. أما القسم الثاني، فهو عبارة عن ثكنات عسكرية وبيوت للعامة. وقد تضرر بمرور الزمن والعبث به، باستثناء غرفة واحدة ما زالت محافظة على معالمها. وذلك وفق الدراسة الميدانية التي أجراها الأثريان عباس أبو زيد ونادر سقلاوي بإشراف الدكتور حسن بدوي. وتتصدر الأبراج العشرة جوانب القلعة من جهاتها الأربع المطلة على دير كيفا، وصريفا، وبرج قلاويه، وسواها. والأبراج عبارة عن غرف مستديرة، ذات سقوف مقببة، لها مدخل واحد وفتحات جانبية مخصصة للمراقبة ولرمي السهام. وهي بمعدل أربع فتحات في كل برج. 

ويشير رئيس بلدية دير كيفا حسن زيتون إلى أن «البلدية، وبعد عدد من المراجعات وإرسال الكتب إلى الجهات المعنية لم تصل إلى نتيجة لناحية ترميم القلعة ووقف الانهيارات فيها»، لافتاً إلى أن «واقع القلعة المأساوي دفعنا، رغم الإمكانات المادية القليلة في البلدية، إلى البدء بترميم عدد من الأبراج والجدران الرئيسية حفاظا على القلعة ورمزيتها التاريخية والأثرية». وأضاف «أنجزت البلدية تأهيل الجدار الرئيسي، الذي يربط بين برجين بطول ستين مترا وارتفاع ستة أمتار، مستخدمة الأحجار ذاتها. ذلك بالإضافة إلى ترميم برجين آخرين بمواصفات معمارية وهندسية وأثرية. كما قامت بتنظيف القلعة ومحيطها كي تصبح قبلة للزوار والمهتمين». وناشد زيتون «كل الحريصين على هذا الإرث الثقافي والتاريخي المساعدة في تأهيل باقي أقسام القلعة وترميمها، التي تحتاج إلى أموال طائلة». ويروى أن «القلعة كانت حصنا فينيقيا. وقد سقط بيد الصليبيين في عام 1124. وعرف بعدها باسم ميرون، القائد الصليبي الفرنسي الذي جدّد بناءها». وأشار إلى أن موقع القلعة على تل مرتفع يتوسط جيرة من الأودية، والسور الضخم الذي يلفها مع الأبراج العالية، منحاها منعة أمام كل الغزاة، فاستحالت عليهم، حتى سقطت بيد الاجتياح المملوكي بقيادة السلطان قلاوون، الذي حاصرها سبعة أيام واستولى عليها وهدمها في العام 1289، حتى لا تتحصن فيها فلول الصليبيين. وظلت القلعة على حالها حتى سنة 1761، عندما جدّد بناءها الشيخ عباس محمد النصار الوائلي، حاكم صور وساحل قانا إبان الحكم العثماني في العام 1750. إذ ولّى عليها أخاه الشيخ حمزة الذي جعلها ثكنة له ومسكناً لعائلته. ثم أهّلها الشيخ عباس الوائلي وتوارثها أبناؤه وأحفاده، منهم الشيخ كايد بندر الذي سكنها حتى العام 1956، والشيخ عبد الله والشيخ رضا الركيني وولده الشيخ حيدر، مؤلف كتاب جبل عامل في قرون.


Script executed in 0.19532489776611