أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

صيدا: أمر خارجي فرض الانقلاب على الإضراب.. وميقاتي لم يطلب رفعه

الثلاثاء 31 تموز , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,117 زائر

صيدا: أمر خارجي فرض الانقلاب على الإضراب.. وميقاتي لم يطلب رفعه

وتؤكد مصادر في الاكثرية ان المعطيات المتوافرة تشير الى ان افشال الاضراب ضد اعتصام الشيخ أحمد الأسير على البوليفار الشرقي، جاء تنفيذا لاشارات خارجية، الأمر الذي جعل المدينة تضيع فرصة تاريخية لتوحيدها من خلال الاضراب، بحيث بدت فعاليات صيدا وكأنها قد وقعت في مكيدة او كانت اسيرة خديعة انطلت عليها باستثناء النائبة بهية الحريري التي كان عندها الخبر اليقين «لا اجتماع في البلدية ولا اضراب الاثنين (امس)»، وأوعزت الى مندوبها علي الشريف بتلاوة بيان رتبت جمله على عجل ولم يهضمه احد، لا سيما قضية تركيب قصة الاتصال الهاتفي بين وزير الداخلية وتمنيات رئيس الحكومة بتعليق الاضراب، علما أن الأوساط المقربة من ميقاتي نفت ذلك جملة وتفصيلا وخاصة أن يكون ميقاتي قد تمنى على أي جهة عدم الدعوة للاضراب.

وتؤكد المصادر ان مشروع الاسير ليس مشروعا محليا بل هو خارجي وأن لإفشال الاضراب كلمة سر جاءت من الخارج مفادها ان الفريق الذي تمثله النائبة بهية الحريري و«تيار المستقبل» و«مكونات 14 اذار» لا يتحملون اضرابا بوجه شيخ سني وفي مدينة سنية، خاصة أنه يرفع شعارات هي الشعارات نفسها لتلك القوى، مع الاعتراف بوجود بعض التباينات حول الأسلوب.

وتؤكد المصادر أن تحرك أمين عام «تيار المستقبل» باتجاه احمد الاسير وعقد الاجتماع معه هو لحفظ ماء وجه والدته النائبة بهية الحريري التي يبدو انها كانت تغرد خارج سربها، قبل أن تأتيها معطيات خارجية أدت الى «فرملة» حركتها.

وعلمت «السفير» أن وفد القوى الاسلامية في مخيم عين الحلوة، الذي ضم امير «الحركة الاسلامية المجاهدة» الشيخ جمال خطاب والناطق باسم «عصبة الانصار» الشيخ ابو شريف عقل، وفي أول خروج له من المخيم، زار الأسير في مقر اعتصامه، وتبلغ من امام مسجد بلال بن رباح انه لم يحصل على كل شيء وعده به الحريري خلال الاجتماع لإنهاء اعتصامه كمخارج تنهي الاعتصام ولا تهزم الاسير وشعاراته وبينها ترتيب زيارة له الى قصر بعبدا وعقد لقاء مع رئيس الجمهورية مع وعده بالبحث الجدي في موضوع السلاح على طاولة الحوار (زيارة بهية الحريري الى قصر بعبدا جاءت في هذا السياق).

في المقابل، فإن «الجماعة الاسلامية» التي بدت شكلا غير مرحبة بظاهرة الاسير، رفضت وقوف مدينة صيدا ضد حالة سنية سلفية.

سعد: الاعتصام قنبلة موقوتة

الى ذلك، أكد أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد رفضه الكامل للاعتصام الذي يقفل طريقاً رئيسية في صيدا، سواء لجهة الشعارات التي يرفعها، أم لجهة التعدي على المواطنين، أم لجهة الأسلوب الاستفزازي المستخدم من قبل المعتصمين. كما نبه إلى الأخطار الجسيمة التي يمثلها الاعتصام على الاستقرار والسلم الأهلي، فضلاً عن أضراره الاقتصادية، وتقييده لحرية التنقل، قائلاً إن هذا الاعتصام هو قنبلة موقوتة، الغاية منها افتعال فتنة مذهبية، وجر صيدا، ولبنان عموماً، إلى الفوضى والحرب الأهلية.

وأشاد سعد بالوعي والمبادرة لدى الهيئات الاقتصادية والأهلية والفاعليات في صيدا الذين حضروا إلى اجتماع البلدية من أجل التحضير لتحرك شامل ضد ظاهرة الاعتصام، داعياً الجميع إلى تجديد التحرك الضاغط لدفع الدولة إلى تخليص منطقة صيدا من هذا الكابوس الجاثم على صدور أبنائها. 

واعتبر سعد أن لجوء «تيار المستقبل» إلى إلغاء الإضراب بأسلوب الخديعة ما هو إلا نتيجة للمفاوضات السرية مع الشيخ الأسير، ونتيجة إملاءات من مرجعيات داخلية ومن وراء الحدود.

وقال سعد خلال مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في صيدا، «لقد فوجئنا بإقدام «تيار المستقبل» على إلغاء الإضراب وتعطيل الاجتماع الصيداوي العام، بذرائع مفبركة واهية، ومن دون استشارة المدعوين، ما يشير إلى التعالي والازدراء للفاعليات وممثلي القوى والهيئات الذين حضروا إلى الاجتماع، ونحن نتساءل مع الجميع: ما الذي دفع «تيار المستقبل» إلى ذلك؟ هل هي المفاوضات السرية الدائرة منذ مدة مع قادة الاعتصام، والتي يشارك فيها أكثر من طرف محلي وغير محلي؟ 

وقال سعد: «كنت اتابع الموضوع مع مندوب السيدة بهية الحريري حتى الساعة الواحدة والنصف مساء، وكانت الامور ماضية في الاتجاه الصحيح، ولم يكن هناك أي سبب له قيمة لإلغاء الإضراب. وكنا قد وضعنا مسودة البيان الذي سيعرض الاحد على الاجتماع العام لنقاشه، ولكن الإخوة في «الجماعة الإسلامية» أرادوا إضافة جملة على البيان يريدون من خلالها المساواة بين قضية اعتصام الأسير من جهة، والأحداث التي حصلت كرد فعل على الاعتداء على مواطن صيداوي من قبل جماعة الأسير من جهة أخرى».. 

واشار سعد الى أن القوى المتحالفة في المدينة، ومنها «تيار المستقبل» و«الجماعة الاسلامية»، «يؤيدون ما يطرحه الأسير من شعارات تتناول سلاح المقاومة، وهم يدعمون هذه الشعارات ويؤيدونها ويشكلون لهذا الاعتصام غطاءً سياسياً. ويبدو أن هناك مرجعيات في الدولة اللبنانية أيضاً تؤيد ما يطرحه الأسير من شعارات، وهناك بعض الدول العربية التي تطالب المرجعيات اللبنانية بحماية هذه الظاهرة. هم لا يريدون ان تضرب صيدا في وجه الظاهرة التي تطالب بنزع سلاح المقاومة. هم افشلوا الاضراب لهذا السبب». 

اضاف سعد «نحن من جهتنا لا نريد ادخال المدينة في صراع قد يؤدي إلى تدهور في الأوضاع الامنية، لذلك نتعاطى مع هذه الظاهرة ومع من يقف وراءها بحذر شديد وبوعي شديد لأننا نعتبرها ظاهرة مفخخة وملغمة، الهدف منها إثارة كل أشكال الفوضى وفتح الآفاق لكل المخاطر الأمنية وعدم الاستقرار في لبنان. ان هذا الاعتصام ومن يقف وراءه يعرفون أن الشعارات المطروحة غير قابلة للتحقيق وغير واقعية، إنما يريدون من وراء هذه الظاهرة شيئاً آخر».

وشدد سعد على ان صيدا عصية على الفتنة، وهي مدينة الانفتاح وعاصمة المقاومة، وهي شريك في المقاومة. 

ورداً على سؤال قال سعد: «نحن أصبحنا الآن أكثر حذرا في التعاطي مع جماعة «المستقبل»، وقد لا يكون هناك في المستقبل القريب اي مجال للتعاون بعد هذه الخديعة. نحن وضعنا الأمور أمام الناس، ولنترك الرأي العام الصيداوي يعلم من يعمل لمصلحة الناس، ومن يعمل لمصالح انتخابية في 2013، ويحمي المشروع الخارجي المعادي. وأنا افترض أن السيدة بهية الحريري أقدمت على هذه الخطوة في المدينة بنيات صادقة وبريئة من أي اعتبار سياسي، فلماذا تراجعت؟ ومن طلب منها التراجع عن هذه الخطوة»؟

البزري: الحكومة غير جدية

وعقد الدكتور عبد الرحمن البزري، اجتماعا لأركان تياره السياسي، وجدد خلاله تحميل الحكومة مسؤولية التقصير في معالجة الأزمة التي تعيشها صيدا، واعتبر أن بعض القوى السياسية عملت على إفشال الإضراب لما له من أهمية رمزية ومعنوية، فحين تضرب صيدا بخصوصيتها المميزة في وجه الخطاب الفئوي والعنصري فإن لذلك ارتدادات أبعد بكثير من الساحة الصيداوية، مضيفاً أن الحكومة لا تتعاطى بالجدية المطلوبة مع ملف المدينة. وختم البزري «برغم ما حصل فإننا لن نألو جهداً في مد أيدينا والتعاون مع كافة القوى والشرائح على الساحة الصيداوية واللبنانية للوصول إلى الغاية المنشودة التي تؤمّن سلامة ومصلحة صيدا وأبنائها».


Script executed in 0.18143916130066