أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

المزارعون بين «طاعون الصبّار» و«سرطان النخيل»

الإثنين 06 آب , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 11,104 زائر

المزارعون بين «طاعون الصبّار» و«سرطان النخيل»

فقد انتشرت الشائعات مؤخراً عن أن مرضاً خطيراً أصاب الصبّار، ما تسبّب في تراجع أبناء القرى عن قطفه أو شرائه. حتى التجار امتنعوا بدورهم عن بيعه، متخوفين من صحة الشائعة. وقد ترافقت الشائعات مع أخبار عن إصابات بالأرواح نتيجة تناوله، ما دفع البعض إلى إطلاق اسم «طاعون الصبار» على هذا المرض.

تؤكد المزارعة عليا مسلماني، من بلدة دير سريان، انتشار الشائعة وأسباب تصديقها «فالصبّار مريض فعلاً، وهذا ما نراه في أشجارنا. نضج حباته بطيء وتحيط به حشرات صغيرة بيضاء، تظهر منها الدماء عند لمسها، وهذا ما أخاف الأهالي، الذين عمد بعضهم الى إتلاف ما عندهم من أشجار». يحكي عيسى ملحم، من بلدة مجدل سلم، وهو مزارع وتاجر خضار، عن شائعات «تناقلتها وسائل الإعلام عن وفاة ثلاثة أشخاص بسبب طاعون الصبار، لذلك امتنعنا عن شرائه وبيعه. حتى أن الأهالي يتخوفون من قطفه، ويطلبون المساعدة للقضاء على هذا المرض»، فيما يطلب المزارع محمد فرحات من «وزارة الزراعة التحرّك بجدية لطمأنة المزارعين والأهالي، وإرسال الخبراء الزراعيين لمعرفة أسباب مرض الصبار، حتى أن أنواعاً أخرى من الأشجار أصابها المرض هذا العام، فأشجار اللّوز مريضة ويبس الكثير منها من دون معرفة السبب، وهذا ما حصل سابقاً لأشجار العنب، وعلى المعنيين توضيح السبب».

اتحاد بلديات جبل عامل التفت إلى قضية الصبّار، ويعمل جاهداً على مكافحة المرض بعدما تطوّع المهندس الزراعي في الاتحاد حسين جابر لدراسته ومحاولة اكتشاف أسبابه، بالتعاون مع وزارة الزراعة. يقول «هذا المرض يصيب الصبّار لأول مرة في بلادنا، لذلك خاف الأهالي منه، خصوصاً أن الحشرات التي تنتشر على أمشاط الصبّار وحبّاته تصبح دماءً حمراء عند مسحها أو لمسها، مثل حشرات المنّ الصغيرة المعروفة». ويشير الى أن «هذه الحشرات التي تسمى القرمزية، تحيط نفسها بشرانق بيضاء ناعمة، ويبدو أن المناخ الحار هو ما تسبّب في وجودها، فهي تمتصّ المياه من ألياف الصبّار وتؤدي إلى جفافها والقضاء عليها إذا لم تكافح».

ويرجّح جابر أن يكون «العدو الطبيعي لهذه الحشرات، من طيور أو غيرها، منقرضاً بسبب الصيد أو المناخ، لذلك انتشرت هذه الحشرات بسرعة فائقة، ما أخاف الأهالي والمزارعين». لكن جابر يطمئن الجميع بالقول إن «لا خطر على صحة الإنسان من هذه الحشرات إذ يمكن مكافحتها بسرعة. ويوجد دواء لها في كلّ المراكز الزراعية، ويعمل الاتحاد على توزيعه مجاناً لرشّه على أشجار الصبار». لكنه، في حين يؤكد أن «تناول الصبّار لا يضرّ الإنسان» يطلب من كلّ من يستخدم الدواء «أن ينتظر عشرة أيام قبل تناول حبات الصبّار».

أما عن طريقة المعالجة فيقول «يمكن مكافحتها عبر رشّ مبيد حشري جهازي متخصّص عليها، وذلك يكون على مرحلتين كلّ عشرة أيام لكي يتم القضاء على الحشرة نهائياً. كما يمكن غسل الصبار بالماء وصابون مخصص للحشرات عبر ضخّ هذا المزيج بضغط قوي لكي يزيل الحشرات المثبتة على الصبار، وتكرّر العملية مرتين أو ثلاث مرات حتى زوال جميع الحشرات».

أشجار النخيل أيضاً أصيبت باليباس، بعدما اجتاحها «سوس النخيل»، المسمّى أيضاً «سرطان النخيل». ويرجّح رائد العشي، من بنت جبيل، أن تكون هذه الحشرة قد انتقلت إلى الجنوب من أشجار النخيل المستوردة التي انتشرت بكثافة مؤخراً في البيوت الجديدة، مطالباً وزارة الزراعة بمساعدة المزارعين على مكافحة هذه الآفة.


Script executed in 0.19064497947693