نعم هي سلام حتى مطلع الفجر في مسجد الرحمن في قلب مدينة سيدني استراليا. فشهر رمضان ليس كباقي الشهور, وليالي القدر ليست كباقي الليالي, واحياء تلك الليالي لها طعم خاص في مسجد الرحمن, تتنفس الهواء الطلق المليئ بروحانية عالية منذ ان تطئ قدماك باحة المسجد, فبعد الصلاة جماعة بأمامة سماحة الشيخ يوسف نبها امام مسجد الرحمن والوكيل الشرعي لسماحة المرجع الراحل اية الله السيد محمد حسين فضل الله قدس سره , يبدأ دعاء الافتتاح للامام زين العابدين عليه السلام في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك, ثم قراءة جزء من القران الكريم جماعة بحيث يختم الصائم قراءة القران الكريم كاملا عند انتهاء شهر رمضان المبارك, اما في الحسينية الملاصقة للمسجد يقوم أحد الاخوة بألقاء محاضرات باللغة الانكليزية للشباب والشابات.
اما في ليالي القدر، يتدفق المؤمنون من كافة انحاء سيدني لاحياء تلك الليالي المباركة, كبارا وصغارا, رجالا ونساءا في اجواء روحانية عالية, وخصوصا في الليلة الثانية من ليالي القدر حيث يتم أحياء ذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب سلام الله عليه بمجلس عزاء للخطيب الحسيني السيد محمد الموسوي.
أحياء ليالي القدر تتضمن كل الاعمال الواردة في كتاب مفاتيح الجنان الخاصة في اعمال ليالي القدر, يشعر المؤمن بسعادة خاصة وهو يمارس هذه العبادة بين يدي الله متقربا اليه, وبين اخوانه واصدقائه وخلانه, حتى المسلمون الجدد لا يشعرون بملل بل تسألهم كيف قضيتم ليلتكم هذه فيجيب " أنني لم أشعر بحياتي بسعادة كما أشعر الان, يا لها من ليالي عظيمة ستبقي أبدا راسخة في مخيلتي " وتستمر الاعمال العبادية الى الفجر.
وقبل طلوع الفجر يجتمع المؤمنون على مائدة السحور وكأنهم عائلة واحدة, في اجواء مفعمة بالود والرحمة والحنان والايمان, ويبقى المؤمنون قائمين حتى صلاة الصبح ليعود كل فرد الى منزله ينتظر الليلة القادمة من ليالي القدر بكل شوق ولهفة.
التقرير مصور