أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

لُعب العيد تحوّل الأطفال تجاراً

السبت 18 آب , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,325 زائر

لُعب العيد تحوّل الأطفال تجاراً

 اشترى بعض اللعب الصغيرة، آملاً من أطفاله تأجيل اللعب بها إلى يوم العيد. بالنسبة إليه «شراء اللعب من مكان آخر غير مقدور عليه في ظلّ ارتفاع الأسعار واقتراب موسم المدارس»، معترفاً بأن هذا الأمر «قد لا يرضي أطفالي الأربعة الصغار، لكن ما باليد حيلة». بالفعل، يبدو ابنه الأكبر حسين (11 سنة) ممتعضاً. ليس لأن اللعب لم تعجبه فحسب «لأنها سريعة التلف»، بل لأن «العيد بالضيعة بلا طعمة، لا يوجد مكان نذهب إليه للّعب».

 

وهو الطلب نفسه الذي يريده قاسم جمعة (10 سنوات). هو الذي التزم بصيام شهر رمضان، لا تعني له ثياب العيد كثيراً، حتى أنه لم يلبس الجديدة منها. يقول: «كلّ همّي أن يرسلني أهلي الى مكان ألعب فيه مع رفاقي، إذ لا أمكنة للهو هنا، يوجد مدينة للملاهي في قرية مجاورة وأود الذهاب إليها». أما شقيقه حسن (12 سنة)، فيريد البارودة «نود شراءها للعب بها مع الآخرين، ولو كان بعضها خطيراً على سلامتنا، لكن ما يهمني أكثر أجهزة الهاتف والكمبيوتر الحديثة».

لكن الحصول على الاجهزة الالكترونية ليس متوافراً للجميع بسبب الغلاء. لهذا قرر بعض الأطفال «استثمار» العيد في «التجارة». هذا ما فعله الطفلان محمد وحسن العلي (11 عاماً). أقاما «بسطة» صغيرة قرب الشارع العام لبلدتهما شقرا، وبدآ بيع المفرقعات النارية وأسلحة اللعب الخفيفة. يقولان إنهما استطاعا جمع بعض المال خلال العام، مستعينَيْن بذويهما، ليديرا هذه التجارة ويحققا أرباحاً من خلالها. محمد وحسن أولاد عم وصديقان. سيتبادلان الأدوار في العيد، كما يقول محمد «مرّة أنا أقف قرب البسطة، ومرّة يأتي دوري في اللعب بأسلحة بلاستيكية مع فرق متعددة من البلدة».

ويبدو أن الأفكار التجارية ليست بعيدة عن عدد كبير من أطفال المنطقة. حسان مراد ( 12 سنة)، من بلدة عيترون، لديه أيضاً فكرة تجارية جديدة كما يقول «سأستعير حمار جدي وأنظّفه وأنقل الأطفال عليه من حي الى آخر مقابل مبلغ 500 ليرة عن كل طفل». فكرة حسان لن يزاحمه عليها أحد، «فالحمير باتت منقرضة وهي تستهوي الأطفال، وهذا ما كان يحصل في بلدة شقرا، عندما كان يربط أحد الصبية حصاناً بعربة وبنقل بها الأطفال مقابل المال».

إذاً المال هو الشغل الشاغل لأطفال اليوم، فالأطفال بحسب والد حسان «بحاجة الى شراء أشياء كثيرة لا يستطيع أهلهم توفيرها، فكل طفل يريد أجهزة الهاتف والكمبيوتر الحديثة وهي باهظة الثمن»، فاستخدام حمار الجد قد يحقق حلم الطفل في شراء «الآيفون والآيباد».

لعب غير موجودة في الاسواق الشعبية، التي شهدت إقبالاً كثيفاً من الأهالي لشراء الثياب لأولادهم هرباً من ارتفاع الأسعار، ورغم ذلك بدوا غير راضين عن الأسعار. تقول فاطمة قازان «لم نستطع شراء إلا ما هو ضروري لكسوة أولادنا في يوم العيد».

 

سوريا وغلاء الأسعار

 

عبّر عدد من أصحاب المحال التجارية عن استيائهم من قلّة الزبائن، محيلين ارتفاع الأسعار الى الاحداث في سوريا. يقول التاجر علي صولي «كنا نشتري البضاعة من دمشق وحمص، أما اليوم فنضطر الى شراء البضائع الصينية من تجار الجملة اللبنانيين الذين احتكروا الأسعار». فيما يلفت فادي ابراهيم (عيناتا) إلى أنّ «أبناء المنطقة اعتادوا شراء لوازم العيد من مدن صيدا وصور والنبطيّة وبنت جبيل أحياناً، لكن هذه العادة تغيّرت بسبب كلفة الانتقال وارتفاع الأسعار، وبات الأهالي يقصدون الأسواق الشعبية في مناطقهم، ورغم انتشار المحال التجارية في المنطقة فان الأسعار ترتفع بشكل لافت نظراً لارتفاع أسعار العقارات، كما يحصل في بنت جبيل».


Script executed in 0.19562005996704