أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

القصور الفخمة تحتلّ مواقع الاحتلال المحرّرة

الجمعة 31 آب , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,996 زائر

القصور الفخمة تحتلّ مواقع الاحتلال المحرّرة

جميع سكّان المنطقة الحدودية جنوباً يعرفون أسماء المواقع الإسرائيلية السابقة، ولا تزال تذكّرهم بأيام الاحتلال المريرة، كما تذكّرهم بالعمليات العسكرية التي كان يشنّها رجال المقاومة عليها. لكنّ الزحف العمراني غيّر المعالم المحيطة بهذه المواقع. يقول فادي رسلان، من بلدة الطيبة (مرجعيون)، «رغم فرحتنا بالتحرير وثقتنا بقوّة المقاومة، كانت معالم هذه المواقع الواضحة تذكّرنا دائماً بأيام الاحتلال». لذلك يرى في «بناء المنازل الكثيرة حول هذه المواقع تكريساً لنصر المقاومة وطرداً للخوف الموهوم من نفوس من عايشوا تلك الفترة الصعبة».

عشرات المنازل أحاطت «موقع المشروع»، الذي سمّي بهذا الاسم لقربه من مشروع المياه في البلدة، والذي «شيّده العدوّ الإسرائيلي في عام 1989 لممارسة الاعتداءات ومراقبة المنطقة المحيطة ببلدة القنطرة لمنع تسلّل المقاومين»، بحسب لوحة وضعها رجال المقاومة قرب الموقع بعد التحرير. وتذكر اللوحة أن «عدد العمليات التي شنّها المقاومون على هذا الموقع 113 عملية، قتل خلالها أكثر من 9 جنود إسرائيليين وجرح 32 آخرين». ترى أم كامل أشمر، المقيمة في منزل بني حديثاً قرب الموقع مباشرة، أن «هذا المكان أصبح مكان السكن الأفضل لأبناء البلدة، وتعدّ الأراضي المحيطة به هي الأكثر غلاءً، بسبب موقعها المميّز المشرف على المنطقة».

ويذكر علي فرحات (برعشيت) أن «أبناء البلدة هجروا المنطقة القريبة من موقع برعشيت طوال فترة الاحتلال، لكنهم اليوم يتنافسون على شراء العقارات القريبة من الموقع، كونها تشرف على العديد من القرى والبلدات المجاورة، وقد بنيت أفضل القصور فيها، رغم أن معالم الموقع القريب لا تزال قائمة وتذكّرهم بأيام الاحتلال والقصف المدفعي العنيف الذي كان ينطلق من الموقع ليصبّ في أحياء البلدة السكنية وأحياء القرى المجاورة».

أمّا «موقع حولا» فقد أصبح موقعاً لقوات اليونيفيل، وشيّد بقربه موقع عسكري للجيش اللبناني. وقد وصل الزحف العمراني في البلدة الى الأماكن القريبة جداً من موقع «العبّاد» الإسرائيلي، داخل فلسطين المحتلّة، فشيّدت البيوت الفخمة، رغم أن هذا الموقع يعدّ اليوم من أكثر المواقع الإسرائيلية تحصيناً.

واللافت أن الكثير من الأهالي لا يزالون يقصدون تلك المواقع، رغم أن بعضها تحوّل إلى مواقع للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، مثل موقعي الطيري وحولا. فهي، بحسب خديجة ترمس «تذكّرنا بأيام التحرير، لذلك يجب المحافظة على معالمها، ومنع البناء مكانها. لا بدّ لأطفالنا من أن يعرفوا في المستقبل مدى المعاناة التي كنا نعانيها، وأننا بذلنا أكثر من غيرنا الغالي والرخيص لتحرير بلدنا من العدوّ الإسرائيلي نفسه، لا من أزلامه».


Script executed in 0.16168785095215