استهل المؤتمر بكلمة ترحيبية من الوزير ليّون ،ومن ثم كلمة السفير الايطالي الذي قال "يشرّفنا أننا حظينا بفرصة دعم و تسليط الضوء على بلدة شمع"، وتابع "ليس لأن شمع تشهد على غنى الإرث الثقافي اللبناني و لأنها تعكس، و بفضل وجود مركز حج مهمّ فيها للنبي شمع، أهمية القيم الروحية والدينية لهذه البلاد وحسب، بل أيضاً لأن هذا المشروع يؤكّد على التزام الحكومة الإيطالية إعادة إعمار جنوب لبنان".
بدوره اشار ليّون إلى "أن وزارة الثقافة أرادت ان يتوجه هذا المشروع من بداياته الى سكان بلدة شمع الذين عانوا ما عانوه خلال عدوان تموز 2006. لذلك، تم التشديد على النواحي الاجتماعية وعلى التنمية الاقتصادية المحلية بالإضافة الى الشق التقني الذي يتعلق بالأبنية العائدة الى المقام والقلعة
كل هذا لأن الانسان وثقافته وتراثه هو العمود الفقري الذي يتمحور حوله نشاطات وبرامج ومشاريع وزارة الثقافة كافة. هذه الوزارة التي ما دأبت تسعى الى الانماء الثقافي والتراثي في كافة المناطق اللبنانية على حد سواء."
بالنسبة لنا الانسان هو الاساس ، كل المكنوزات المادية الاخرى ولو كان عمرها مئات والآف السنين هي في خدمة الانسان لانها تضيء على تاريخ هذا الانسان وعلى المكتنزات والموروثات التي جعلت منها على ما هو عليه ، طبعا نحن نهتم بالحجر وما يمثل ولكن هذه المناطق لدينا في لبنان والغالية على قلبنا يبقى الاساس فيها الانسان ، لذا نحن نقول ليس يفيد بناء مدينة جميلة او ترميم موقع اثري جميل دون ان نتطلع الى النسيج الاجتماعي المحيط بالمكان قبل استقطاب السياح والزائرين ، عندما نبني مدينة او نرمم موقع يجب التطلع الى البيئة المحيطة به والى سكانه لتنميتهم فكريا وتاريخيا وتراثيا.
حيث ان هذه المبادرة تهدف إلى إعادة تأهيل الإرث الثقافي الموجود في هذه البلدة وتسعى لنشر الممارسات الآيلة إلى الحفاظ على هذا الإرث كما تصبو للمساهمة في التنمية الثقافية و الاقتصادية و السياحية للمنطقة، أما المحاور الإستراتيجية للمشروع فتتضمّن أعمال ترميم القلعة الأثرية وخلق المسارات السياحية ذات الصلة وتنظيم حملات توعية حول تقنيات المحافظة على هذا الإرث بالإضافة إلى دعم الصناعة اليدوية المحلية وصناعة الأطعمة التقليدية. ومن المتوقع ان يسترجع المجتمع المحلي في غضون العام المقبل قلعة شمع، بعد أن تضرّرت إلى حدٍ كبير جرّاء عدوان تموز 2006 وستبدأ هذه القلعة بلعب دور مهمّ في تحقيق التنمية المحلية له.
يذكر ان هذه المبادرة ممّولة من قبل مكتب التعاون الإيطالي التابع للسفارة الإيطالية في بيروت بمبلغ إجمالي يساوي 700.000 يورو ، ويقع تنفيذ المشروع على عاتق مجلس الإنماء و الإعمار.
