أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

شبكة الجوني كانت تهدف لاغتيال عدة شخصيات كبري والمر وعدوان

الجمعة 21 أيلول , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,032 زائر

شبكة الجوني كانت تهدف لاغتيال عدة شخصيات كبري والمر وعدوان

كشفت صحيفة "الجمهورية" ان شبكة محمد الجوني، التي كشفها الجيش اللبناني، وتهمتها في الظاهر "سرقة المصارف"، كانت تهدف لاغتيال عدة شخصيات، منها: رئيس المجلس النيابي نبيه بري، النائب ميشال المر، الياس المر، والنواب جورج عدوان، أكرم شهيب، نهاد المشنوق، أحمد فتفت، محمد كبارة، القضاة هنري الخوري، عبد الرحيم حمود، داني زعني.

ولفتت الصحيفة الى ان الرأس المدبّر للشبكة هو محمد نبيل الجوني وأفرادها هم: محمد حسين ايوب، نجيب عادل جبر، الموقوف في سجن رومية المركزي عصام علي درويش، ميسم عباس حمادة، شبلي محمد حسن، ملاك علي حجازي، علي حسين حجازي.

وكشفت "الجمهورية " ان الجوني يروي أنّ بعد خروجه من السجن في الشهر الثامن من العام 2011، "كنت بحاجة ماسة إلى المال لتغطية مصاريف ونفقات زوجتي المطلقة وأولادي ومساعدة أهلي، إضافة إلى تغطية مصاريفي بين إيجارات وشاليهات ومصاريف خاصة، ولأنني لا أستطيع أن أجني المال من خلال أي عمل مأجور، لجأت إلى تنفيذ عمليات نصب من خلال تحرير شيكات من دون رصيد بحجة أعمال عدة، منها تجارة المازوت وغيرها، وقد بلغ مجموع ما جنيته من هذه العمليات منذ خروجي من السجن حتى تاريخ توقيفي نحو أربعماية مليون ليرة. لكن نتيجة مطالبتي بالمستحقات، أخذت أفكر بالتخطيط لعمل يدرّ عليّ أموالاً طائلة، فخطر على بالي السطو على أحد المصارف خصوصاً أنني أتمتع بالجرأة للقيام بأعمال مماثلة، فعرضت الفكرة على صديقي محمد أيوب وشقيق زوجتي فراس صالحة، فوافقاني الرأي. وتوجهت برفقة ايوب الى بنك "بيبلوس"-فرع الشويفات، فدخل المصرف وتفقده من الداخل، وبقيت أنا خارجه خوفا من مراجعة الكاميرات بعد حصول العملية كوني من أصحاب السوابق في موضوع السرقات، وبعدها غادرنا المكان. وفي اليوم التالي استعار أيوب جيب X5 من شقيق زوجته حسين حجازي من دون إخباره، وعملنا على وضع حاجب للرؤية وشراء قناعين وقفازات وبزة نايلون. وفي اليوم التالي توجهنا إلى المصرف المذكور بواسطة الجيب نفسه وبحوزة كل منا "كلاشنكوف" عائدَين لي وارتدينا الأقنعة والقفازات داخل السيارة وارتديت قميص البزة فيما ارتدى ايوب سروالها. وعند وصولنا إلى المصرف ترجّل أيوب معي فيما بقي فراس صالحة داخل الجيب كونه السائق، ونفذنا عملية السطو وتمكنا من سرقة مبلغ سبعة وتسعون ألف دولار أميركي. ثم عدنا إلى منزلي وقمت بتوزيع المبلغ، فأعطيت فراس 2000 دولار والبقية تقاسمته مناصفة مع أيوب. وحينها اشتريت سيارة "نيسان تيدا" سوداء وصرفت بقية المبلغ. وبعد ثلاثة أشهر قررت السطو على مصرف آخر وخططت للعملية مع محمد أيوب واخترنا مصرف "الاعتماد اللبناني"-فرع خلدة وشاركنا في العملية فراس صالحة وحسين حجازي شقيق زوجة أيوب، وانتقلنا بواسطة X5 أسود كان حجازي قد استأجره، وعند وصولنا وضعتُ وأيوب وحجازي أقنعة على الرأس، وكنا نرتدي سراويل "جينز" وكل واحد منا جاكيت "فيلد" سوداء، وبقي فراس داخل "الجيب" ليقوده، فيما دخلت أنا وأيوب وحجازي الى المصرف واستطعنا سرقة مبلغ ثلاثماية ألف دولار. ثم غادرنا إلى منزلي وتقاسمنا المبلغ فأعطيت فراس مبلغ عشرة آلاف دولار وتقاسمت الباقي مثالثة مع أيوب وحجازي، وكان في حوزتي خلال العملية سلاح "كلاشينكوف" ومع أيوب وحجازي مسدسي "HS9" عائدين لي وقد اشتريتهما من شخص من آل صقر لأنني شعرت خلال العملية الأولى أن بعض الزبائن لم تمتثل لأوامري ما اضطرني الى إطلاق النار في اتجاه الأرض".

واضاف الجوني: "ثم خططنا أنا وأيوب وحجازي وفراس للسطو على مصرف "فيديرال بنك" - فرع الدامور وسرقنا مئة ألف دولار، وزعناها بالتساوي في ما بيننا، وكنت أحمل أنا وحجازي "كلاشينكوف" وأيوب وفراس مسدسين. وفي العملية الرابعة، اخترت مصرف "اللبناني الفرنسي"-فرع الضبية ونفذتها أنا وفراس وصالحة بمفردنا واستخدمنا هذه المرة دراجة نارية نوع "هوندا نيوفرني واي" عائدة لي وفي يد كل منا مسدس حربي نوع "HS9" ، وسرقنا نحو 70 أو 80 ألف دولار أميركي، وأعطيت فراس عشرة ألاف دولار وأخذت البقية. ثم اخترنا أنا ومحمد ايوب مصرفا في كفرشيما لا أعرف اسمه مستخدمين الدراجة والمسدسات نفسها، وسرقنا مبلغ مئة وخمسين إلى مئتي ألف دولار تقاسمناه مناصفة. ثم قررت السطو على بنك "بيبلوس" - فرع الشويفات مجددا، فطلبت حسين حجازي وسرقنا مبلغ 425 ألف دولار تقاسمناها مناصفة. وفي العملية الأخيرة، قررت السطو على مصرف "لبنان والمهجر" فرع أليسار، فتوجهت أنا ومحمد أيوب على دراجة نارية ولحق بنا حسين حجازي وفراس صالحة بسيارة "رانج روفر"، وكنت أحمل أنا وأيوب مسدسي "HS9" ولدى دخولي المصرف توجهت نحو مكان وقوف الزبائن، فتفاجأت بوجود شخص يرتدي البزة العسكرية وتبين لي أنه برتبة نقيب. فطلبت منه إعطائي مسدسه وأنا أوجه مسدسي نحوه، إلا أنه لم يستجب لطلبي وتناول مسدسه عن وسطه فاعتقدت أنه سيطلق النار، فما كان مني إلا أن أطلقت النار باتجاهه فأصبته ثم أطلقت النار مرة ثانية لخوفي من أن ينجح في إطلاق النار عليّ، وأذكر بأنني أطلقت أربع طلقات فسقط أرضاً، وأخذت مسدسه ووضعته على وسطي وطلبت من أيوب الاستمرار في العملية، وسرقنا مبلغ 370 ألف دولار ثم هربنا في اتجاه بلدة زكريت حيث كان حجازي وفراس ينتظراننا على طريق نهر الكلب. فأعطيت الدراجة إلى الأخير وعدت أنا وأيوب بالجيب إلى بيروت ومنها إلى منزلي حيث وزعنا المبلغ فأعطيت كلا من فراس وحجازي خمسة آلاف دولار وتقاسمت البقية مناصفة مع أيوب. واذكر بأنني حرقت كل ما استعملته في العملية ورميت كل المسدسات العائدة لي وللضابط في المهملات. وأؤكد انني كنت الرأس المدبر في كل هذه العمليات".

أما عن العبوات الناسفة التي تسلمها من عصام درويش، فقال الجوني: "تعرفت الى درويش خلال العام 2009 في نظارة المحكمة العسكرية، وكان موقوفا هناك، ثم نُقلنا نحن الاثنين الى سجن رومية حيث توطدت علاقتنا، لكنه خرج قبلي، وكان درويش يتحدث عن معرفته بالمتفجرات والعبوات.

وبعد خروجي من السجن بنحو خمسة أشهر، وأثناء وجودي أمام محل شقيقي مصطفى في برج البراجنة شارع الإمام علي برفقة زوجتي وشقيقي المذكور وزوجته وصديقه ماهر فحص، حضرت سيارة "مرسيدس" الى المكان وترجل منها ثلاثة أشخاص ملتحي الذقن، وصعد أحدهم الى البناية المجاورة لمحل شقيقي، وبقي الآخران في السيارة .بعدها ناداني أحدهما فاقتربت منه، فكان عصام درويش، فعانقته واطمأنيت الى صحته وبقيت معه نحو عشر دقائق وتبادلنا أرقام الهواتف، وحينها عرّفني عصام على ميلاد الصالحاني الذي كان برفقته. واتصل عصام بعد أسبوعين معاتبا لأنني لم أتصل به ومبدياً رغبته بمقابلتي. وبعد شهر عاود الاتصال وقال انه في مقهى في حارة حريك ودعاني إلى قضاء السهرة معه، فوافقت، وقصدت المكان وجلست معه برفقة الصالحاني، وتبادلنا الأحاديث وأخبرته أنني أعمل في موضوع الشيكات فيما هو كان بلا عمل. وبعد نحو خمسة أيام اتصل بي عصام، وطلب مقابلتي لأمر ضروري وقال إنه ينتظرني أمام محل "مرقص تشيكن" في خلدة، فتوجهت إليه بسيارة زوجتي من نوع "نيسان تيدا" ، وصعد معي وطلب مني مساعدته لإيجاد عمل، وبعدها سألته اذا كان يعرف فعلا بموضوع تركيب العبوات، فرد بالإيجاب، فسألته عن كلفة العبوة، وقال انه سيرد علي جواباً".

واضاف الجوني: "بعد يومين اتصل بي عصام ودعاني الى منزله وأخبرني ان العبوة تكلّف 11 ألف دولار أميركي، فقلت له ان السعر مرتفع، فأجابني ان المواد موجودة لدى أحدهم، عندها وافقت وأعطيته المبلغ المذكور كاملا ووعدني بتسليم العبوة بعد أسبوع. وبعد أقل من أسبوع اتصل عصام ودعاني الى الغداء في منزله، وسلّمني ثلاث عبوات كل واحدة عبارة عن سطل حليب بداخلها مواد متفجرة، إضافة الى سلك موقت ملصق على أعلى السطل، وأخبرني حينها عصام عن طريقة تشغيل الموقت لعمل العبوة الناسفة، ونبهني من عدم وضع السلك الكهربائي خارج السطل داخل الموقت قبل تغيير الأخير، وعندها سألته لماذا أحضر ثلاث عبوات وأنا طلبت واحدة، فأجاب ان المواد التي اشتراها صنّعت ثلاث عبوات، فوضعتها في سيارة "نيسان" وأخذتها الى منزلي في برج البراجنة. وعندما سألني عصام عن غرض استعمال العبوات، بررت له أن غايتي الأساسية من ذلك الاحتفاظ بها بقصد تفجيرها إذا داهم منزلي أحد الأجهزة الأمنية، لكنني غيّرت الهدف خصوصا عندما وجدت انها ثلاث عبوات، وبما أنني مستاء من القضاة الذين رفضوا إخلاء سبيلي ورغبتي في الانتقام منهم، قررت استهداف كل من القاضي عبد الرحيم حمود والقاضي هنري خوري، لأنني بقيت في السجن مدة سنة وتسعة أشهر بجرم خلاف عادي".

واعترف الجوني أنه بدأ بجمع المعلومات عن القضاة، "فصعدت الى محكمة جنايات بعبدا، وبدأت بتدوين أرقام السيارات الموجودة في الموقف كافة، وأدخلتها برنامجاً خاصاً بمصلحة تسجيل السيارات لأعرف السيارة العائدة لكل من القاضيين، واستطعت تحديد صاحب كل سيارة، وأخرجت أيضا عناوين سكنهما، وكنت قد استلمت العبوات خلال الشهر الثاني من هذا العام".

وعن المكان الذي خبأ فيه العبوات والمسدسات التي استعملها خلال عمليات السطو ومسدس النقيب، أجاب الجوني: "بعدما استلمت العبوات وضعتها لنحو شهرين في منزلي، بعدها استأجرت كاراجاً في الحدث خلف مدرسة الإمام الخمينئي، ونقلت العبوات الثلاث اليه، ولا تزال هناك اضافة الى أربع مسدسات، استعمل اثنان منهما خلال عمليات السطو وهما من نوع "HS9"وبنادق حربية، إضافة إلى مسدس النقيب الذي سرقته خلال عملية السطو، وبحوزتي أيضا مبلغ نحو خمسماية وستون ألف دولار تركته في "الشاليه" التي استأجرتها قبل توقيفي. إذ وبعد معرفتي أنني أصبحت مطلوبا، توجّهت الى صديقي حسين حجازي وطلبت منه النزول معه الى "الشاليه" التي استأجرها في مسبح "أيانابا" برفقة المدعو شبلي محسن، وبقيت معهم نحو أسبوع، وبعدها استأجرت شاليه في مسبح "بانجيا" ودعوتهم إلى النزول معي إضافة الى صديقتهم ميسم حمادة، ودفعت أنا أجرة الشاليه، وكانت الأموال موجودة فيه لغاية توقيفي، ولا تزال".

وروى الجوني كيف زوّر هوية له فيقول: "خلال نيسان من العام الجاري، قصدت مختار الغبيري من آل جابر وطلبت منه إعطائي طلب حصول على بيان قيد إفرادي وأعطيته صورتي الشمسية، وادعيت أنّ اسمي عبد الهادي نبيل الجوني، والأخير يكون شقيقي ومن دون علمه بالامر. وفعلا من خلال المختار المذكور استحصلت على بيان القيد الافرادي، ثم تقدمت بطلب للحصول على بطاقة هوية مدنية بالاسم ذاته لدى مختار آخر في الغبيري من آل كنج من دون علم الأخير أيضاً بما يجري. واستحصلت على الهوية منذ نحو خمسة ايام، وأخذت أتجوّل بموجبها كوني علمت أنني أصبحت مطلوبا بموضوع شيكات من دون رصيد وغيرها، وقد نظّمت هذه المستندات لهذه الغاية ولم استعملها في اي عمليات نصب او سواها، أما "الجيب" الذي كنت اقوده أثناء عملية توقيفي فقد استعرته من المدعو حسين حجازي قبل توقيفي بنصف ساعة لإيصال احد أصدقائي وهو مستأجر من حجازي".

ولفتت "الجمهورية" الى انه "بعد القبض على محمد حسين الأيوبي، اعترف بارتباطه الوثيق بالجوني وببيعه العبوات. وفي إطار متابعة التحقيقات، اعترف الجوني باستئجاره الكاراج حيث ضبطت الأسلحة. وروى أنه تعرف في سجن روميه إلى الموقوف بتهمة الإرهاب نجيب جبر، الملقب بـ"أبو عادل" الذي كان يعطي دروسا ومحاضرات دينية يتعلق بعضها بالفقه والعقيدة. وقد أكد "أبو عادل" للجوني حرمة الدخول في الجيش التي تصل إلى حد الكفر، كونه لا يحكم بما أنزل الله واقتنع بهذه الأفكار وأخذ ملاحظات كما اشترى كتبا مثل الجهاد والحركة الإسلامية. وقد خرج الجوني من السجن قبل أبو عادل، لكن فور علمه بخروج الأخير اتصل به للقائه وأخبره عن عمليات السطو وسأله عن رأي الشرع فأبلغه أن لا مانع شرعيا لكن لم يحرضه أو ينصحه بمتابعة هذا الموضوع. وقد أعطى الجوني أبو عادل مبالغ مالية لتوزيعها على الفقراء إضافة إلى مسدس وعده به ثم عاد بعد فترة وطالبه به مبررا بأنه لا يريد التعاطي في موضوع السلاح. وأخبر الجوني أبو عادل أنه طلب عبوات من عصام درويش وكان حينها منفعلا إثر مقتل شقيقه مصطفى وأبلغ إليه نيته استهداف فرع المعلومات للثأر، فانزعج "أبو عادل" لحالته وأعطاه المسدس".

واضاف الجوني أنه "كان يفكر دائما بإنشاء جيش أو حزب قوي لذلك كان ينوي جمع الأسلحة ولكن هذا الأمر لم يحصل ولم يعلم به أبو عادل". وتابع: "بحسب عقيدتي كنت على يقين بأن أي نظام لا يحتكم إلى الشريعة الإسلامية هو نظام كافر، وكنت أكن العداء للقوى الأمنية إثر مقتل شقيقي مصطفى وكنت أنوي استهداف فرع المعلومات لأخذ الثأر أو استهداف أي عسكري من الجيش على الطريق في حال لم تفرج القوى الأمنية عن زوجتي التي أوقفت وما لبثت أن خرجت. كما أنني اعتبرت أن حكم القضاة كان مجحفا في حقي، وقد دونت التفاصيل المتعلقة بسيارات السياسيين والضباط والقضاة وهواتفهم على الدفتر أثناء التفتيش عن أرقام لوحات القاضيين حمود وخوري اللذين كنت أنوي استهدافهما".

وقد أوقفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني محمد أيوب في الكفاءات،  ولفت أيوب إلى أنّ الجوني كان "يرغب بإنشاء جيش أو حزب مسلح وتجهيزه، وكان يتحدّث في السجن عن أنه سينتقم من القضاة بسبب توقيفه. وبعد مشاهدتي للعبوات الثلاث في الكاراج وسؤالي له عن سبب وجودها، علمت منه انه أحضرها لعمليات انتقامية خاصة ضد فرع المعلومات بعد مقتل شقيقه مصطفى، وكان يحمل الفكر التكفيري كونه كان يكفّر النظام والأجهزة الأمنية، وبعد مداهمته وعدم العثور عليه أو توقيفه وكانت زوجته موجودة، فاتصل بي وأخبرني أنه في حال تم توقيف زوجته ولم يفرج عنها خلال 48 ساعة سيعمل على استهداف أي عسكري يراه".


Script executed in 0.18550705909729