أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

من وجوه الماضي في بنت جبيل.. عباس البعلبكي الشاهد الأخير على تقلّب بنت جبيل في سوقها واقتصادها

الأحد 07 تشرين الأول , 2012 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 6,552 زائر

من وجوه الماضي في بنت جبيل.. عباس البعلبكي الشاهد الأخير على تقلّب بنت جبيل في سوقها واقتصادها

لم نخطئ، صغاراً، تقديرنا لمهنته: بيّاع أموال. نعم، كان يبيع نقداً بنقد غيره. والسعر ثابت فالكلمة موقف. 

كان إسمه على لسان الكبار من أهالي البلدة عباس المعلبكي. يعيدون نسبه الجغرافي إلى "معلبك". وهو نسب لا تدع صراحته لبساً أو تأويلاً. لقد ظلّ اسم المدينة بحروفه ولفظه الصحيحين، لوقت، هجيناً على لسان أهل جنوبي الجنوب. مع أنهم على دراية ومعرفة بكل أمور ابن بعلبك ملحم قاسم (أبو علي). ولكن مع رجالاتٍ كملحم قاسم لا ضرورة لبلدة المنشأ. فقد كثّر أبو علي وتكثّر من سيرته وأعمال قبضنته، فتكاثر اسمه، بذلك، على اسم المنطقة. وكذلك كانت حال الجنوبيين مع اسم "الأرمن" في لبنان، فقد لبثت "الأرمل" طويلاً في لسان الجنوب البعيد، ولم يستو الإسم لفظاً صحيحاً إلا مطلع الستينيات مع تداخل عشرة النزوح والعمل مع الأرمن في مشاغلهم ومحترفاتهم. 

لم يكن "هوى" بنت جبيل شمالياً بعد، لذلك ظل لسان أهاليها يعافس أسماء أمكنة و"شعوب" الشمال. كان هوى بنت جبيل إذن جنوبياً، وكان شرقياً. فإذا هبت ريح الجنوب جاءت بِغلاّت الليرة الفلسطينية، أقوى العملات آنذاك. وإذا هبّت ريح الشرق جاءت "بمال الشام". وفي الحالين كان عباس البعلبكي واحداً من "تراجمة" النقود والعملة في سوق بنت جبيل. وقد ظل وفياً لمهنته حتى مطلع الستينيات، بلا مطمع أو مردود مادي، فقط وفاءاً للمهنة وامتثالاً لها. كان يرفض أن يصدق أن الزمن الأول تحوّل، وأن حرب 1948 التي أطاحت بفلسطين، أخذت معها بنت جبيل الفلسطينية. 

ظل عباس البعلبكي الشاهد الأخير على تقلّب بنت جبيل في سوقها واقتصادها واجتماعها ما بين السوري والفلسطيني و ... اللبناني. 

 

Script executed in 0.17848491668701