أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

محلل إسرائيلي : وادي السلوقي(الحجير) تحوّل إلى مقبرة لعشرات الجنود الإسرائيليين

الخميس 11 تشرين الأول , 2012 10:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 10,113 زائر

محلل إسرائيلي : وادي السلوقي(الحجير) تحوّل إلى مقبرة لعشرات الجنود الإسرائيليين

هذا القرار وصفه أمير بوحبوط (محلل الشؤون العسكرية في موقع walla الإخباري) بالقرار دراماتيكي، لأن أحد الإخفاقات في حرب 2006 وقعت عندما صعدت دبابات الميركافا وادي السلوقي (وهي تسميتهم لوادي الحجير) في جنوب لبنان وإصابتها بصواريخ مضادة للدبابات أدت الى وقوع خسائر بشرية كثيرة وأضرار مادية مهمة في الدبابات. أما الآن فإن منظومة "معطف الريح" تسمح للدبابات بالتحرك من دون التعرض للإصابة. 

لكن بحسب المحلل الإسرائيلي في "موقع Walla الإخباري" ايال حننال فإن عدم قدرة الدبابات على التحرك في السلوقي، حوّل 33 جندي إسرائيلي الى طيور وز في حقل الرماية، وللسخافة فإن وادي السلوقي مشتقة تسميته من اسم يطلق على نوع من أنواع الكلاب التي تمتاز  بالوزن الخفيف والسرعة الفائقة، وهو الأمر الذي يشير بشكل معاكس الى الدبابات الثقيلة والبطيئة. 

كلاب  السلوقي هي أحد الحيوانات التي تغطي قبور مصرية قديمة ، حوّلت الوادي الذي يحمل اسمها إلى مقبرة لعشرات الجنود الشباب الذين فقدوا حياتهم في "كوارث" حسب تعبير المحلل مختلفة، وكان أولى "كوارث" السلوقي وقعت في العام 97 ، عندما قتل خمسة جنود من لواء جولاني حرقا بعد اشتعال النيران نتيجة لنيران مدفعيتنا. كارثة أخرى وقعت كما أسلفنا في الأيام الأخيرة لحرب لبنان الثانية وكانت إحدى أكثر المعارك دموية والتي جسدت المستوى الفاشل لإدارة المستوى القيادي للحرب، أي الخروج الى معارك دموية مع الاعتماد الكامل على التكنولوجيا والتخلي كليا عن أي إستراتجية يتم تخطيطها بعناية عالية. 

لا بديل عن الخطط الجاهزة الاحتياطية 

ويتابع حننال تحليله بالقول في كلا الحادثتين لم يتم دراسة الطبيعة المعقدة للوادي، فضلا عن منع وصول المعلومات المهمة الى المستوى الميداني وإبقائها في جوارير القيادة العليا، مما أدى  الى الفشل والى ثكل الأهل بأبنائهم وتحويل شباب صغار الى رجال مصابون بالألم والصدمة. فعلى لحم هؤلاء الشباب كتب فشل وإهمال القيادة العليا التي ترسل الجنود بين الفينة والأخرى الى معارك خاسرة يفتقدون فيها للعتاد الأساسي مثل الخرائط المحدثة والمعلومات الاستخبارية الضرورية. 

ويضيف حننال إن منظومة معطف الريح المتطورة لدى الجيش الإسرائيلي ما كانت لتنجح ولن تنجح في حماية قوافل دبابات أخرى ستحاول عبور وادي السلوقي. إن عبر حرب لبنان الثانية تشير الى أن نفس الدخول الى منطقة جبلية معقدة، لا يبقي للجندي الموجود داخل الدبابة أي فرصة للبقاء. أن الآليات الثقيلة التي علقت بين الصخور في حرب لبنان الثانية وعدم قدرتها على الاستمرار في التحرك حوّل 33 جندي الى طيور وز في حقل رماية. 

وتابع المحلل حننال لنفترض أن الدبابات في وادي السلوقي كانت مجهزة بمعطف الريح. في هذه الحالة ربما وابل الصواريخ الذي سقط عليهم لم يؤدي الى قتل الجنود الذين بقوا عالقين في داخلها، لكن من شبه الأكيد أن الثمن كان سيدفعه المنقذين والهاربين من الجنود المشاة النظاميين، الذين هم فقط محميين بدروع فردية وهم بالتأكيد سيقعون في كمين للعدو الذي ينتظرهم في التلال أو كما أثبت التاريخ كانوا سيحترقون بنيران المدفعية التابعة لقواتنا. 

ويخلص حننال الى إن الحل الوحيد لوقف قتل الجنود الذي لا طائل منه، هو اتفاق سلام بين مختلف شعوب الشرق الاوسط. ولكن بما أن الامر الآن يبدو وكأنها خيال، من الجدير بقادة  "جيش المستقبل" أن يتعلموا من عبر الماضي أو على الأقل من العدو الذي يقاتلهم. فمن أجل الانتصار في المعركة، لا يحتاج الأمر الى طائرات حربية بمئات الملايين من الدولارات ولا إلى قنابل بعيدة المدى ولا إلى منظومة معطف الريح. تكفي قذيفة هاون  واحدة أو صاروخ قسام من صنع محلي ليزرع الخراب والدمار، كما أثبت ذلك أكثر من مرة مقاتلي حزب الله وحماس.

 وإذا كانت قيادة الجيش الاسرائيلي ترغب بالامتناع عن الوقوع في إخفاقات وكوارث ككوارث وادي السلوقي وغيرها ، عليها أن تفهم أن العتاد المتطور لا يمكن أن يشكل بديلا عن الخطط الاحتياطية الجاهزة. إن هذه الخطط في لحظة الحقيقة تم إهمالها لصالح الهجوم السريع الذي كان يهدف الى إرضاء الجنرالات والسياسيين الكبار وأدى الى ثمن باهظ في كلا الجانبين المتصارعين.


Script executed in 0.19502782821655