ويلحظ الزائر للمعاصر حركة دائبة و نشطة حيث يقوم المزارعون بتوريد انتاجهم إلى المعاصر المنتشرة في المنطقة لعصره وتحويله إلى زيت نقي يقوم البعض بحجز الكميات المخصصة للتخليل والقيام بتخليلها لطرحها في الأسواق المحلية ، ويبدأ الناس بغمس الخبز الساخن بالعصير المر الاخضر، كما درجت العادة، متذوقين "رزق السنة وخير جديد" وبعدها تفتح الخوابي، القديمة منها والحديثة افواهها لحفظ مؤونة السنة من الزيت. زيت الزيتون هو بيت القصيد من القضية كلها. فالزيت غالي الثمن ومن ينتج زيتونه زيتا كافيا يمكنه ان يبيع بعضه ويؤمن بعض مصاريفه السنوية. بعض الأهالي ينتظرون موسم الزيت حتى يدفعوا اقساط اولادهم المدرسية عن السنة .
يجدر بالذكر ان منطقة بنت جبيل تعد من أكثر مناطق لبنان اهتماماً بالزيتون حيث تحتل المرتبة الرابعة و يشهد الموسم في منطقة بنت جبيل هذا تراجعاً ملحوظاً مقارنة بالعام الفائت، وهذه المنطقة هي من الجيدة في الزيتون على مستوى المناطق اللبنانية، بحيث تشكل نسبة أشجار الزيتون فيها أكثر من 40 % من الأراضي الزراعية ويشكل المنتج الزراعي الأول فيها بعد التبغ، ويعتمد أكثر من 50% من السكان على هذا القطاع ، ونسبة ثمارالزيتون لهذا العام تفاوتت بين منطقة وأخرى..