أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

اختفاء عبد المجيد كنج: لغزٌ يزداد غموضاً

الجمعة 09 تشرين الثاني , 2012 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,726 زائر

اختفاء عبد المجيد كنج: لغزٌ يزداد غموضاً

وحسب المعلومات المتوافرة، افترق كنج عن رفاقه بحثاً عن طريدة كان قد أطلق عليها النار ووقعت في مكان قريب منه، في محيط بحيرة عطارة في جرد البلدة. قال إنه ذاهب للإتيان بها، على أن يذهب كل واحد من رفاقه في طريق آخر للبحث عن الطريدة. لكن كنج ذهب ولم يعد، وجهد رفاقه في البحث عنه، ومناداته وسط الضباب الكثيف الذي كان يغطي المنطقة، التي ترتفع أكثر من ألفي متر عن سطح البحر، ولكن بلا فائدة.

وعندما تأخرت عودته ذلك اليوم، ولم يكن معه هاتف خلوي ليتسنى الاتصال به، ناشد أهله القوى الأمنية التدخل لمساعدتهم في البحث عنه. فحلّقت طوافات من الجيش اللبناني، في اليوم التالي، في سماء المنطقة ساعات عدة، من دون أن تعثر عليه، كما أرسلت قوى الأمن الداخلي عناصر وكلاباً بوليسية للمهمة ذاتها، فمسحت كل المنطقة من دون أن تتكلّل جهودها بالنجاح.

كنج الذي يملك الجنسية الأوسترالية ويقيم مع عائلته المكوّنة من زوجته و5 أبناء هناك منذ سنوات، كان في زيارة عائلية للبنان مع زوجته منذ نحو شهرين. وقد أثار اختفاؤه بهذه الطريقة الغريبة، وعدم التمكن من العثور على أي أثر له، قلق ذويه، الذين قدم بعضهم إلى لبنان بعدما سمعوا بالنبأ. كما أثار اختفاء كنج اهتمام السفارة الأوسترالية في بيروت، التي أجرت اتصالات عاجلة مع مسؤولين في الأجهزة الأمنية للاطمئنان إليه ومعرفة آخر المعلومات، بعدما كان أبناء كنج قد وضعوا السفارة في أجواء الحادثة.

قضية اختفاء كنج بقيت تدور في حلقة مفرغة، رغم التحرّيات والتحقيقات التي أجرتها القوى الأمنية مع رفاقه في رحلة الصيد. وبدأت شائعات عدة تنتشر في البلدة والمنطقة عن ظروف اختفائه، إلى أن دخل تطور جديد على القضية جعلها تتشعب وتتعقّد بصورة غريبة.

فبعد غروب أول من أمس، الأربعاء، إثر خروج المصلين من مسجد بلدة سير المجاورة، عثر خادم المسجد على حقيبة صغيرة أمام باب المسجد وظنّ أنها تعود لأحد المصلين، فعمد الى فتحها علّه يعثر على شيء يدلّه على اسم صاحبها، لكنه لم يجد داخلها سوى ورقة صغيرة مكتوب عليها بخط اليد أن أحد الرعاة شاهد جثة قرب سد بريصا، قد تكون جثة عبد المجيد كنج، ومن يريد التأكد منها عليه الذهاب إلى المكان. فما كان من خادم المسجد إلا أن سارع إلى إبلاغ مسؤولي استخبارات الجيش اللبناني في الضنية الذين يقع مقرّهم قرب المسجد. وفور تبلّغهم، استنفر الجيش والقوى الأمنية في المنطقة عناصرهم، وتوجّهوا صوب المنطقة المحددة، قبل أن يتبعهم المئات من أبناء بقاعصفرين وبلدة بقرصونا المجاورة، واستمروا في البحث عن الجثة المزعومة حتى ما بعد منتصف الليل وطيلة نهار أمس، لكنهم لم يجدوا لها أثراً.

المصادر الأمنية تضع أمامها احتمالين: الأول أن لا يكون لمن وضع الورقة علاقة باختفاء كنج، ويريد أن يتسلى ويلعب بأعصاب الناس. والثاني أن يكون كنج قد تعرض لعملية خطف، وأن الورقة محاولة تضليل لإلهاء المحققين وإبعادهم عن متابعة المسار الصحيح للقضية. ورجّحت المصادر الاحتمال الثاني، استناداً إلى أن الكلاب البوليسية التي كانت تقتفي أثره في جرد المنطقة توقفت عن ذلك بعدما قطعت نحو 500 متر عن آخر موقع كان موجوداً فيه، ما يعني أنه ربما يكون قد اختطف ونقل بواسطة سيارة بعد ذلك، وأن الخاطفين كانوا يتعقبونه.

وكما المصادر الأمنية، استبعد رئيس بلدية بقاعصفرين منير كنج أن يكون ابن عمه (عبد المجيد) قد تاه في المنطقة، لأنها «جرداء ولا أودية فيها»، آملاً أن تتكلل الجهود بالعثور عليه وعودته سالماً إلى أهله.


Script executed in 0.19115805625916