أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

حزب الله من بكركي إلى الفاتيكان «ضيفاً مكرماً»

السبت 10 تشرين الثاني , 2012 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,338 زائر

حزب الله من بكركي إلى الفاتيكان «ضيفاً مكرماً»

 

 جرى خلالها «حوار معمق، كثير مريح» بين الكاردينال بشارة بطرس الراعي مع رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد والوفدين المرافقين. ليس الحديث في بكركي عن زيارة وفد من حزب الله لتهنئة الراعي بالرتبة الكاردينالية فقط. فهي ليست الزيارة الأولى. لكن هذه المرة أراد الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله أن يرسل إلى بكركي أبلغ الرسائل. هكذا رأت مصادر الصرح في اختيار نصر الله السيد ممثلاً له في هذا اللقاء، مضيفة أن «زيارة السيد للصرح دليل على إرادة حزب الله في الانفتاح الدائم على بكركي، ودليل على أهمية الزيارة بتوقيتها ومضمونها وخطورة المرحلة». حزب الله من جهته أراد للزيارة، بشكلها، الدلالة على نفسها عبر تشكيل وفد مؤلف من المحركين السياسيين للحزب، المجلس السياسي بأعضائه (غالب أبو زينب ومصطفى الحاج علي) والمجلس النيابي بالنائبين (حسن فضل الله وعلي المقداد) ومسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب السيد إبراهيم الموسوي، يترأسهم السيد.

بدأ اللقاء الذي حضره المطران سمير مظلوم وحارس شهاب في صالون الصرح قبل أن ينتقل الجميع إلى «طاولة العمل» في قاعة الاجتماعات، حيث بحث المجتمعون، بحسب مصادر بكركي«في المخاطر المحيطة بلبنان وكيفية المحافظة على مكونات الصيغة اللبنانية، ولا سيما وسط أزمات المنطقة». لا ترى بكركي سبيلاً للخروج من الأزمة إلا بتلبية دعوة رئيس الجمهورية إلى الحوار. وافقها حزب الله. ثم سأل الراعي السيد: «الطرف الآخر يطالب بتشكيل حكومة حيادية بديلة من هذه الحكومة لإنجاز الانتخابات، ماذا تقولون؟ كان جواب السيد: «لا شيء في لبنان حيادي. وحزب الله لا يتبنى أية حكومة حيادية. هذا مطلب خارج عن المنطق؛ لأن أي تغيير يجب أن ينتج من طاولة الحوار، لا من التصعيد». لم يكن الكلام جديداً على بكركي؛ فهي نفسها كانت قد أطلقت نداءات عدة لعدم المجازفة والوقوع في أي فراغ حكومي. تلاقى الطرفان على أن «أي تغيير ممكن لن يحصل إلا عبر طاولة الحوار».

لم يكن قد مرّ نحو ساعة على لقاء بكركي عندما ألقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كلمة من معراب قال فيها إن من يؤيد الإرشاد الرسولي لا يمكن أن يكون مع النظام السوري، أو أن يكون متحالفاً مع أناس يتوسّلون العنف والقتل والاغتيال السياسي، أو مع حكومة مع جماعة محور القتل. وصلت رسالة جعجع إلى بكركي التي اكتفت بالقول إن تصريحه «يصبّ الزيت على النار». أما حزب الله، فاختار أن يكون لقاؤه الطويل مع الراعي أبلغ الردود على خطابات جعجع.

قانون الانتخاب، الشغل الشاغل لبكركي، حضر في جزء كبير من اللقاء. كررت بكركي «رفضها قانون الستين وتأجيل الانتخابات على حد سواء. وحتى نتوصل إلى إجراء الانتخابات بحينها وبقانون جديد، على الجميع أن يجلسوا معاً. فقانون الستين لا يؤدي إلى تهميش المسيحيين ببعض نوابهم فحسب، بل يهمش إرادات التغيير أيضاً. وبالتالي سيؤدي إلى اختلال التوازن اللبناني». وهذا ما رفضه الطرفان في اللقاء.

رسالة السيد نصر الله إلى بكركي لم تبق يتيمة، قابلتها رسالة أخرى من الراعي إلى الحزب. دعوة للمشاركة في تسلمه شارات الكرادلة في الفاتيكان نهاية الشهر الجاري. وافق الحزب على المشاركة، وسيذهب ممثل عنه إلى عاصمة الكثلكة في العالم.

وبعد اللقاء أوضح السيد أن البحث تركز على الأوضاع السياسية القائمة اليوم في لبنان وما يحيط به من تطورات وأحداث تنعكس إيجاباً على الساحة اللبنانية. وقال: «توافقنا على ضرورة إنجاز قانون انتخابات جديد يحقق التمثيل الحقيقي لكل اللبنانيين ويسهم في الاستقرار الحقيقي في لبنان ويؤمن الصيغة الديموقراطية لتداول السلطة ويحفظ المشاركة الحقيقية للبنانيين جميعاً في السلطة السياسية في لبنان».

ورداً على سؤال قال: «لا مطلب لدينا اسمه تغيير الحكومة، فهذه الحكومة موجودة، ويجب أن تتحمل مسؤوليتها بكل فعالية ومسؤولية». ورأى أن تغييرها «على قاعدة الاتهام يسهم في تعقيد الأزمات وإشعالها أكثر مما يسهم في حلها. فإذا كان هناك من يبحث في أي أزمة موجودة في لبنان، فالبحث لا يبدأ في الاتهامات، بل في الحوار والتشاور والتلاقي».

ورأى أنه «لا يستطيع أحد أن يستغل أي حادث أمني لتعطيل مؤسسات الدولة، فهذا الأمر لا يبرر لأي جهة سياسية أن تعطل مؤسسات الدولة».

وأوضح أنه «ليس هناك حيادية في لبنان، فلنكن موضوعيين، هذا الطرح غير واقعي، ولا أريد التحدث عن خلفياته وعما ينطوي تحته من أهداف وطروحات سياسية». وأضاف: «بالنسبة إلى رفض الطرف الآخر لنا، فهذه مشكلته وليست مشكلتنا، نحن نقول إن هذا البلد لا يبنى ولا يحفظ ولا يستمر ولا تحل أزماته بالاتهام ولا بالانغلاق ولا بالإلغاء، ولا بالإقصاء. هذا البلد لا يكون إلا عبر التلاقي والحوار والمشاورات».

وحذّر من أن «لغة الشتائم لا تنفع، بل تزيد من الأزمة وتعقدها أكثر وتأخذ البلد إلى مستقبل غير معلوم، بل مجهول، ومن يرد أن يكون حريصاً على البلد، فعليه العمل بعقلية ولغة أخرى وبحرص أكبر مما نسمعه ونشاهده». وأكد رداً على سؤال أن الحزب ضالع في القتال ضد إسرائيل، وليس في سوريا.


 

Script executed in 0.20239210128784