أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

انتفاضة «العشرة» في سجن النبطية

الأربعاء 28 تشرين الثاني , 2012 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,137 زائر

انتفاضة «العشرة» في سجن النبطية

 الاحتجاج تطوّر لدى بعضهم إلى حدّ تشطيبهم أجسادهم ورؤوسهم بشفرات وآلات حادة كانوا يخبئونها بعدما استطاعوا تهريبها بأساليب مختلفة. لبنانيان وستة فلسطينيين عبّروا عن رفضهم بسيل الدماء. ولدى محاولة حرّاس السجن تهدئتهم وسحب الجرحى، تطوّر الاحتجاج إلى إشكال بين الطرفين. لكن آمر السجن وعناصر إدارته سرعان ما تمكنوا من ضبط الأمور ونقل الجرحى للمعالجة في مستشفى النبطية الحكومي. لكن الاحتجاج لم يخمد تماماً، وإن هدأ السجن. فقد أعلن عدد من النزلاء الإضراب عن الطعام احتجاجاً على قرار النقل، فيما يلوّح آخرون بتصعيد أشكال الاحتجاج، وصولاً حتى إعلان انتفاضة شبيهة بالتي يقوم بها السجناء في سجن رومية وغيرها.

لكن لماذا سبب القرار الاعتيادي الذي يتكرر يومياً في حركة المناقلات بين السجون، هذا الاحتجاج، علماً بأن الموقوفين الذين أمضوا فترات في السجن يتحدثون عن علاقة جيدة بين النزلاء وإدارة السجن وحراسه؟

بحسب مطّلعين، فإن السجين موضوع النقل، هو «الشاويش» شوكت ع.، المحكوم بالمؤبد بعد إدانته بجريمة قتل شخصين منذ سنوات. وهو نزيل سجن النبطية منذ نحو أربع سنوات، بعدما كان قد تنقل بينه وبين سجن تبنين. قبلها كان في سجن رومية، لكن إدارة السجون نقلته من هناك في إجراء تأديبي لأنه شارك في سلسلة إضرابات واحتجاجات.

«الشاويش» شوكت، على غرار بقية زملائه في السجون الأخرى، عيّن في موقعه من قبل السجناء وإدارة السجن لسطوته وشخصيته القوية وخبرته «السجنية» التي استقاها من رومية تحديداً، وهو لم يبلغ العشرين من عمره. وقد استطاع تنظيم أمور السجناء ونقل مطالبهم إلى الإدارة، لولا «وشاية ما، ربما روّجها أحد الأطراف، عن تورّطه في تهريب ممنوعات إلى داخل السجن». إلا أن الموقوفين نفوا تورط شوكت في أمر كهذا، لافتين إلى عدم تسجيل ضبط ممنوعات وتعاطٍ للمخدرات داخل سجن النبطية. ورجّح آخرون أن يكون التدبير الرسمي جزءاً من الخطة التي جرى تداولها سابقاً بعد انتفاضات سجن رومية حول «الحد من صلاحيات الشواويش، وصولاً إلى منعهم نهائياً بعد ثبوت تورط عدد منهم في عمليات تهريب الممنوعات إلى داخل السجن».

انتفاضة «العشرة والصداقة ورفض الظلم» التي أعلنها سجن النبطية مع شاويشه شوكت، أثمرت حتى مساء أمس تعديل برقية النقل؛ إذ إنه لم ينقل عصر الاثنين إلى سجن القبة كما كان مقرّراً، بل إلى سجن أقرب مسافة، سجن البترون. لكن نار فراق شوكت قد لا تنطفئ، وقد تتجدد مع مرور الأيام بعيداً عنه.


Script executed in 0.21461892127991