أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

صيدا تتجاوز اختباراً أمنياً.. والأسير لا يوفر أحداً

الإثنين 03 كانون الأول , 2012 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,504 زائر

صيدا تتجاوز اختباراً أمنياً.. والأسير لا يوفر أحداً

تحت عنوان «كفى استخفافا بكرامتنا»، بهدوء، برغم مرور المسيرة في محطات عدة انطلاقا من «مسجد بلال» في عبرا حتى ساحة الاعتصام في شارع فرعي قريب جدا من «مستديرة مرجان» على بوليفار نزيه البزري الذي يعبره عادة معظم أهالي الجنوب باتجاه بيروت. 

وكانت مسيرة الأسير، التي ضمت الآلاف، ولم يظهر فيها أي سلاح علني، قد انطلقت بعد صلاة الظهر، من امام مسجده في عبرا، في ظل تدابير امنية مشددة على طول خط سيرها وبمواكبة واجراءات امنية استثنائية للجيش اللبناني، من نقطة الانطلاق في عبرا حتى «مستديرة مرجان» على «البوليفار». 

وفرضت وحدات من الجيش اللبناني معززة بالاليات وناقلات الجند بالتنسيق مع قوى الامن الداخلي اكثر من طوق أمني في مفاصل حساسة في محلة القياعة وغيرها، إضافة إلى الإجراءات التي اتخذت عند مدخل حارة صيدا. 

وأشرف وزير الداخلية مروان شربل شخصيا مباشرة على سير التدابير الامنية المتخذة، من خلال تواجده في السرايا الحكومية في المدينة. وترأس لهذه الغاية اجتماعات أمنية في مقر قيادة منطقة الجنوب الاقليمية لقوى الامن الداخلي، شارك فيها محافظ الجنوب بالحلول نقولا بو ضاهر وقائد المنطقة العميد طارق عبدالله ومسؤول فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور ومسؤول مخابرات الجيش في صيدا العقيد ممدوح صعب.

وسلكت المسيرة الطريق التي اتفق عليها مع مروان شربل، من عبرا فـ«كوع الخروبي»، مروراً بالقياعة، حيث كانت هناك نقطة تفتيش كبيرة وحواجز ثابتة واجراءات امنية مشددة للجيش اللبناني وصولا إلى بوليفار البزري، ومنه إلى «دوار مرجان». وقد تقدمها رتل من السيارات رباعية الدفع ذات الزجاج الداكن، ومعظمها من دون لوحات. وقد اعترض احد حواجز الجيش هذه السيارات وطلب فتح نوافذها بحثا عما اذا كان يوجد بداخلها أي سلاح او مسلحين.

وشارك في المسيرة وفود من بلدة سعدنايل البقاعية ومن عكار وطرابلس في الشمال ومن اقليم الخروب وحارة الناعمة في الشوف، إضافة إلى مشاركة لافتة لوفود سورية رفعت رايات الثورة السورية و«أهل النصرة» التي ترفع عادة في الشمال. كما شارك الفنان فضل شاكر وعدد من رجال الدين المحسوبين على الجماعة الاسلامية وحشد كبير من أبناء مدينة صيدا. وتميزت المسيرة بالتنظيم من قبل انصار الاسير الذين توزعوا على طريقة الخلايا الامنية وانتشر بعضهم فوق اسطح الابنية المطلة على مكان الاعتصام، فيما شوهد اكثر من شخص يحملون مناظير مراقبة والبعض وضع عصبات سوداء على جبهته، إضافة إلى ارتداء البعض لثياب مرقطة. 

وبدأ الاعتصام بكلمة للشيخ عثمان حنينة، وثم «نشيد الكرامة». وبعد ذلك القى الشيخ زكريا المصري كلمة الشمال، ثم كلمة لوالد الشاب الذي قضى في حادث التعمير علي سمهون واختتم الاعتصام بكلمة للأسير، أعاد فيها التهجم على الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري وإيران. 

وفيما كان للرئيس السوري بشار الاسد النصيب الأكبر من الهجوم، لم يوفر الأسير مخابرات الجيش، التي أدانها «على تصرفاتها» مع أنصاره واتهمها بممارسة «تحقيقات مذهبية». 

إلا أن الأبرز في مواقفه هجومه الشديد على القضاء، قائلا «إننا لا نثق بهذا القضاء لانه قضاء يمتثل لاوامر حسن نصرالله». كما كان للمدعي العام في الجنوب (لم يسمه) نصيب وافر من الهجوم، على خلفية مذكرات البحث والتحري التي اصدرها قبل ثلاثة ايام والمتعلقة بحادثة التعمير، علماً أنه انتقد أيضاً بلاغات البحث والتحري التي كان قد اصدرها المدعي العام العسكري صقر صقر بحق انصاره. 

وتساءل الأسير: «كيف يصدر القضاء اللبناني مذكرات بشقيق الفنان شاكر وبأشخاص لم يكونوا في المسيرة». كما انتقد المدعي العام في صيدا الذي «أرضى صديق مولاه بأن ميشال عون قد تعرض لمحاولة اغتيال في صيدا وهذا كذب وافتراء». 

وتوجه إلى الطائفة الشيعية قائلاً «عدونا يعيش بينكم وهو نصرالله ونبيه بري». أضاف: نريد أن نعيش مع الجميع بأمان رغم محاولات «جماعة نصرالله» تشويه صورتنا. واتهم «حزب الله» بكل الاغتيالات من اغتيال الرئيس رفيق الحريري حتى اليوم وبالتآمر على سعد الحريري. وتوجه الى نصر الله بالقول: «لن تنال من ارادتنا لو وصل رأسك إلى السماء». 

 

البزري:

بعض الحكومة مستفيد من الاحتقان

 

وكان البزري، قد أكد، في تصريح، أن صيدا هي الخاسر الأكبر مما يحدث، مستنكراً الموقف اللامسؤول من قبل الدولة اللبنانية وأجهزتها، وعدم قيام البعض بواجباتهم في حماية الأهالي والحفاظ على لقمة عيشهم. وقال إن «تصريحات بعض المسؤولين خصوصاً وزير الداخلية عن سلمية بعض التحركات لا تعنينا لأن أي تحرك يترك أثاراً سلبية على المدينة لا يمكن أن يصنّف في خانة التحرك السلمي». 

ورأى البزري أن «البعض في هذه الدولة وهذه الحكومة له مصلحة في إبقاء الاحتقان في صيدا وفي دعم التحركات التي تثير الفرقة وتدعو الى مزيدٍ من التموضع والاستقطاب بين اللبنانيين لرهانهم على حسابات إقليمية وخارجية أكثر من رهانهم على أمن ومصالح المواطنين». 

بدوره، استغرب إمام «مسجد الغفران» في صيدا الشيخ حسام العيلاني «مشاركة بعض مشايخ «الجماعة الإسلامية» في مسيرة الأسير».


Script executed in 0.18417310714722