أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

ورشة ترميم أقدم منزل تراثي في النبطية انطلقت

الأربعاء 19 كانون الأول , 2012 06:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 9,609 زائر

ورشة ترميم أقدم منزل تراثي في النبطية انطلقت

 

بعد فشل الحملة الاهلية التي خاضها العديد من أبناء المدينة مطلع عام 2007 لحماية منزل "أم رمزي"  التراثي من الهدم بعد بيعه، بسبب عدم وجود آليات قانونية واضحة لحماية المنازل التراثية من الزحف العمراني المدعوم بـ"الدولارات"، تأكد للجميع أن حماية ما تبقى منازل تراثية لن يتحقق سوى بشرائها. من هنا، قرر النادي الحسيني لمدينة النبطية بتوجيهات من الشيخ صادق، شراء المنزل التراثي الوحيد المجاور لحسينيّة النبطية لسببين رئيسيين وفق ما أكده المكتب الإعلامي، الأول أنه" تمّ إنشاؤه عام 1909 بالتزامن مع تاريخ تشييد النادي الحسيني، أما الثاني فكونه منزل حسن حمدان أول رئيس بلدية لمدينة النبطية عام 1920، مما يعطي رمزية تاريخية محلية يجب التمسك بها".

الحاووز وشجرة الزيتون

المنزل المطلّ على حسينيّة النبطية، التي شهدت بدورها عملية ترميم وتوسيع جعلتها من أكبر الحسينيات في الشرق الأوسط، مساحته لا تتجاوز الـ 160 متراً مربعاً، لكنه يشكل نموذجاً واضحاً للبيت اللبناني القديم. إذ عمد المهندسون المشرفون على ترميمه، إلى إعادة بناء سقفه القرميدي الأحمر الحاضن لقناطره المزخرفة والمترامية على الحجارة الصخرية القديمة، لكنهم قاموا بإلغاء الحواجز في داخله لجعله قاعة واحدة يفاد منها في إقامة النشاطات المنوّعة كمعارض الصور، أو عرض الأفلام الوثائقية، أو غيرها. كذلك حافظوا على الحاووز الخلفي الملاصق لشجرة زيتون عمرها من عمر المنزل.

التاريخ "النبطاني"

وفي موازة تفاصيل عملية الترميم، كشف المكتب الإعلامي للنادي الحسيني لـ"النهار" خطة الإفادة من المنزل بعد ترميمه إذ سيتمّ تحويله متحفاً يروي تاريخ أعلام المدينة دينياً وثقافياً بطريقة 3D)الصوت والصورة). كذلك، يتمّ عرض محطات أساسية في تاريخ التطور السياسي والإداري للمدينة، ومنها مواجهة الجيش الإسرائيلي عام 1982 في ساحة عاشوراء ونزع الشريط الشائك في بلدة ارنون بمشاركة الشيخ صادق"، لافتين الى أن "المطلوب حفظ التراث القديم وجبه الهجمة الشرسة للأسمنت بالتزامن مع حفظ التاريخ "النبطاني" كي يبقى شاهداً حيّاً تقتدي به الأجيال المقبلة، التي وللأسف، لا تعرف كل ما يتعلّق  بتاريخ أجدادها ومدينتها".

فإذا كان الشيخ صادق استطاع بمساعدة أحد المغتربين شراء هذا البيت التراثي وضمّه الى "الوقف"، ثم إطلاق ورشة ترميمه، فهل من يبادر الى حماية ما تبقى من المنازل التراثية التي لم تعد تتعدّى أصابع اليد الواحدة في النبطية؟! 

 

 

Script executed in 0.19873809814453