أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

هل يحين مؤتمر الصلح 3 بين اليونيفيل والأهالي؟

الخميس 20 كانون الأول , 2012 07:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,975 زائر

هل يحين مؤتمر الصلح 3 بين اليونيفيل والأهالي؟

كاميرات وخرائط صادرها الأهالي احتجاجاً على سلوك جنود اليونيفيل طرقاً غير نافذة أو التقاط صور لأحياء سكنية وأودية. الخطوة لاقت استياءً كبيراً من جانب اليونيفيل التي انتقدت تقاعس القوى المحلية عن منع بعض الأشخاص من التهجّم على دورياتها وعناصرها ورشقهم بالحجارة ومصادرة أغراض تابعة لهم، وحتى طردهم من البلدة التي تضم أربعة مقار لوحدات اليونيفيل.

السلطات الأمنية لم تسلم أيضاً من العتب الأممي، لناحية عدم اتخاذ موقف حاسم تجاه المعتدين واسترجاع الأغراض التي يصادرونها من الجنود. أما وقد تواصل شحرور مع فاعليات البلدة واستطاع إقناعهم بتسليم الأغراض المصادرة التي نامت في أحضان أصحابها أمس، توقفت مصادر مواكبة عند «دلع» اليونيفيل التي تحاول أن «تشتري مشكل» مع الأهالي من جهة، والتباين مع حرص قائدها على التنسيق والتعاون مع الجيش والأهالي في مقابل اتباع بعض وحداته أجندة مستقلة تستقيها من سياسة بلادها. «فهل تريد استفزاز الجنوبيين وتستحضر مؤتمراً ثالثاً للصلح يرمّم علاقتها معهم؟»، تساءلت المصادر. في إشارة إلى مؤتمر الصلح الأول الذي عقد في تموز من عام 2009 إثر حادثة خربة سلم، والثاني الذي عقد بعد عام تماماً إثر حادثة تولين. بالنظر إلى إشكالات عيتا الشعب الأربعة في غضون أقل من ثلاثة أشهر، يظهر أن التعرض للدوريات لم يكن مزاجياً. دوريات للوحدات الفنلندية والنمساوية ثم الإيطالية وأخيراً الغانية، تدخل جميعها، واحدة تلو الأخرى، في طريق غير نافذ، حيث تلتقط الصور وتقوم بالتقاط الصور. «الخطأ المقصود تكراره»، برأي الأهالي، استفزهم، خصوصاً أن دوريات اليونيفيل تعتمد في تحركاتها على الخرائط وأجهزة تحديد المواقع (GPS).

استعراض أداء اليونيفيل تجاه الأهالي في الآونة الأخيرة يشير إلى طغيان «المنفرات على المستحبات». يقول أحد رؤساء البلديات الواقعة في منطقة 1701 إن جنود اليونيفيل وموظفيها المدنيين المعنيين ببرامج الدعم التنموية والاجتماعية باتوا يضمّنون أحاديثهم مع الفاعليات ورؤساء البلديات والأهالي أسئلة عن «حزب الله والخلافات السياسية الداخلية وموقفهم من الأزمة السورية وتأثير سقوط نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد على الحزب»، علماً بأن قائد اليونيفيل نفسه لا ينفك يكرر في كل تصريح أن القوات الدولية تنأى بنفسها عن السياسة والشؤون الداخلية للبنان.

تلك التساؤلات تزامنت مع مطالبة فريق 14 آذار بنشر اليونيفيل على الحدود الشمالية مع سوريا، «بما يعني إحكام السيطرة على مصادر إيصال الأسلحة إلى المقاومة». ارتفاع أسهم الشك تجاه اليونيفيل برز في لقاء المصالحة الذي نظّم بين الوحدة الإيرلندية وبين بلدية وفاعليات رشاف (قضاء مرجعيون) قبل أيام، إثر الإشكال الذي وقع بين إحدى دورياتها وعدد من الأهالي بسبب قيام جنودها بتصوير مقامات دينية ليلاً، ما حدا بالبعض إلى التهجّم عليهم وطردهم من البلدة. تحت شعار المصالحة، هاجم البعض ضباط اليونيفيل بطريقة مباشرة بسبب ما وصفوه بـ«الأسلوب الهمجي» الذي مارسه جنود الدورية تجاه الأهالي، وطالبوهم بتقديم الاعتذار، متسائلين عن غايات التصوير التي لا تراعي خصوصياتهم، رغم تعهد اليونيفيل باحترامها. واستحضر هؤلاء مقولة قائد اليونيفيل السابق الجنرال آلبرتو أسارتا في مؤتمر الصلح الثاني: «ربما كان هناك سوء تفاهم أو بعض الأخطاء، لكن علينا العمل على إعادة الأمور إلى ما كانت عليه».


Script executed in 0.18449020385742