و الدكتور قبلان قبلان ممثلاً قيادة حركة أمل ، و مدير عام جمعية المبرات الخيرية الدكتور محمد باقر فضل الله ، و سماحة السيد حيدر الحكيم ، و سماحة السيد علي حجازي ، و سماحة السيد جواد الصافي ، و سماحة الشيخ محمد درة ، و لفيف من العلماء.. كما حضر الوزير السابق الدكتور طراد حمادة ، و النائب السيد نواف الموسوي ، و النائب الدكتور حسن فضل الله ، و النائب السابق الحاج حسن حب الله ، مدير عام الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأستاذ بلال شرارة ، ووفود من الأحزاب والقوى الوطنية والنقابية و مؤسسات المجتمع المدني.
بدأ الحفل الساعة الثالثة والنصف عصراً بكلمة عريف الحفل الحاج حسن بزي التي تحدث فيها عن الموت وعبرته، وبعدها تلاوة القرآن الكريم للمقرئ السيد حجازي حجازي، ثم كانت كلمة حزب الله التي ألقاها سماحة العلامة الشيخ علي دعموش ، والتي تحدث فيها عن مزايا المرحوم الحاج سهيل حسين بزي ، وقال: "كنا معاً في تلك الليلة نستمع لمجلس عزاء بمناسبة ذكرى وفاة الرسول الأعظم (ص) وأراد الله سبحانه أن يختم للحاج أبي سامي بعد خروجه مباشرة من ذلك المجلس"، وأضاف الشيخ دعموش : "وإنها من التوفيقات الإلهية التي عادة لا تحصل إلا لعباد الله الصالحين المخلصين." ثم تناول الشيخ دعموش موضوع الوحدة الإسلامية مشدداً على ضرورة نبذ الخلافات المذهبية، وعدم التعرض لمقدسات الآخرين، مؤكداً على رص الصفوف في مواجهة قوى الاستكبار التي تريد شراً بالمسلمين جميعاً؛ سنة وشيعة.
ثم ختم سماحته بضرورة الحوار الوطني على المستوى الداخلي، مؤكداً أن المقاومة كانت وستبقى في خدمة لبنان كل لبنان، وأنها دفعت في هذا السبيل التضحيات الجسام، وأنها ماضية على هذا النهج حتى تحرير آخر حبة تراب من أرضنا المحتلة.
الكلمة الثانية كانت لآل الفقيد التي ألقاها صهره محمد حسين بزي ، ومما جاء في فيها:
كيف ألمُ شعث الكلمات ..؟
وحروفي لم تبرد بعدُ ..!
حالُها حال الدموع الموجعات
المسبحاتِ عظمة إله قهر عباده بالموت
إذ كانوا نياماً فانتبهوا
فكفى بالأجل حارساً
وبالموت واعظاً ..
وبين هذه وتلك؛ رحل العم والصديق والعزيز والحبيب أبو سامي، رحل وفي جعبته حُزمةٌ من ضوء السنين المنيرة بالعطاء، جاوزت الواحدة والسبعين بقليل، قضاها طفلاً في حيفا حيث كان ولد، وابن الخامسة غادر فلسطين عائداً إلى بنت جبيل حيث تربى في كنف والدين عاملين متدينين، تعلم القرآن الكريم في كتاتيبها، وفي مدارسها الابتدائية تعلم علومَ ذلك الزمان.. وقفز إلى العمل والكد يافعاً معيلاً لوالده وأخوته، وبقي على هذه الحال إلى أن غادر والده ووالدته الدنيا.
أبو سامي يكفيه فخراً أنه لم يأكل إلا من عرق جبينه المستحب، بل كان ينفقُ على الآخرين في ظهر الغيب، وإني على ذلك من الشاهدين.. وفي الأثناء كان أسس أسرته الخاصة.. أسرةٌ ربّاها على الإيمان والفضيلة والعداء لإسرائيل.
ومن بوابة العداء لإسرائيل أطل أبو سامي على الأفكار والأيدلوجيات التي عاصرها بعقل منفتح عميق في التحليل والخلوص إلى النتائج السياسية والفكرية، حيث لم يتصنم بفكر، ولم يتعصب لرأي سوى قتال إسرائيل، وإني لأشهد أيضاً أنه في حرب تموز كان أول المراهنين على انتصار المقاومة منذ اليوم الأول للحرب، وقبلها في عناقيد الغضب وغيرها من محطات لا تحصى في هذه العُجالة.
لكن ما تفرّد به أبو سامي هو المساواةُ في الحب وفي الاحترام للكبير والصغير، للغني والفقير، لم يُقدم كبيراً لجاه أو حسب، ولم يُبعد صغيراً لفاقة أو نسب.. بل كان الكل عندَه سواءً في المعاملة والحب والاحترام. ولعَمري هذا من الكمالات التي تعلمتها منه بامتياز.
وختم له وهو خارج من مجلس عزاء النبي الأعظم، يوم وفاة النبي (ص) ويومَ الجمعة، بعد أن كان بكاه بهدوء لا يخلو من عَبرة وعِبرة وحب وولاية.. ويا لها من خاتمة يتمناها كلُ مؤمن بلقاء ربه.
لقد كان أبو سامي كهفاً أميناً في الشدائد، ورأياً حكيماً في الملمات، وأباً حنوناً في الإيثار.
وختاماً: أيها العم الحبيب لم أحسب أنني سأقف يوماً في رثائك، ولكنه أمرُ الله سبحانه، ولا راد لأمره.. ولن نقول إلا ما يرضي الرب: بسم الله الرحمن الرحيم: وَالْعَصْرِ(1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3).
وخُتم الحفل بمجلس عزاء حسيني تلاه فضيلة الشيخ كميل شحرور.
وفي مدينة بنت جبيل أقيمت ذكرى الأسبوع يوم الأحد الواقع فيه 20/1/2013 الساعة العاشرة صباحاً بحضور سماحة آية الله السيد محمد علي فضل الله و سماحة الشيخ أمين سعد و سماحة الشيخ عباس الشحيمي و رئيس بلدية بنت جبيل المهندس عفيف بزي و أعضاء المجلس البلدي للمدينة و المخاتير و فاعليات المدينة الاجتماعية و السياسة و الثقافية .