وحيثما تسير في شوارع مدينة بنت جبيل و خصوصاً في سوقها التجاري يمكنك ان تشاهد اللون الأحمر يغطي واجهات المحال بعرض هدايا مميزة أبرزها الدببة الحمراء ونماذج قلب الحب بأشكال مختلفة وبطاقات التهاني والشموع وجميعها باللون الأحمر وكذلك الحال في واجهات محال بيع الالبسة و حتى بعض الصيدليات في المدينة.
يشير صاحب محال الاندلس لبيع العطور و الورود علي سمير سعد، "انه منذ مطلع الشهر الحالي بدأ بعرض هدايا الفالانتين على واجهة محله الذي يقع وسط سوق بنت جبيل، و يلف سعد انه يقدم هذا العام تشكيلة مميزة من هدايا هذا العيد و خصوصاً الورد الطبيعي و العطور الطبيعية المركبة .
و عن حركة الشراء قبيل هذا العيد، يرى محمود بيضون و هو صاحب محل لبيع الاكسسوارات و الهدايا في سوق بنت جبيل ان الحركة تبدأ بالتحسن تدريجياً مع اقتراب العيد في 14 الحالي، ويعتمد بيضون الذي قال انه تجرأ على زيادة كمية الهدايا خلال هذا العيد نظراً لزيادة الطلب، يعتمد على زبائنه الذين يقصدونه من كل مكان، و يؤكد ان المنافسة و المضاربة على بيع هدايا العيد واضحة في سوق بنت جبيل نظراً لازدياد عدد المحال التي تبيع هدايا الحب.
اما صادق بزي صاحب احدى المحال التجارية في السوق ايضاً، يرى ان الاقبال على شراء هدايا عيد الحب، يشهد تزايداً ملحوظاً هذا العام و خصوصاً ان بعض من يهتمون بهذا اليوم كانوا قد حجزوا هداياهم قبل العيد بأيام، وعن الأسعار أكد بأنها ضمن الطبيعي وتختلف حسب النوع والحجم والموديل.
و يرى محمد فردوس صاحب " ميس الريم " في سوق بنت جبيل ان موسم عيد الحب اصبح يوماً نعتمد عليه وتزداد فيه مبيعاتنا الى حد ما والتي تشمل (قلوب حمراء وهدايا أخرى صبغت باللون الأحمر). ويضيف فردوس ان أكثر من يرتاد المحل لشراء مثل هذه الهدايا هم من الشبان والشابات و يرى ان عدد كبير من الزبائن ياتون من خارج المدينة.
اما محمد بزي الذي يقع محله على طريق عام الدورة، يرى ان حركة الشراء جيدة هذا الموسم مقارنة بالعام الماضي، و يؤكد بزي ان هناك من اقدم على حجز الهدية قبل العيد باسبوعين او اكثر، و اكد ان لديه تشكيلة مناسبة ترضي جميع من يهتم بهذا العيد.
و يؤكد حسين جمعة وهو احد ابناء مدينة بنت جبيل ان ظاهرة " الواجهات الحمراء " طغى عليها طابع المبالغة في عرض الهدايا، فيرى ان هنالك الكثير من الشباب أصبحوا يفضلون هدايا اخرى كالموبايل والألبسة، كي تكون الهدية ذات قيمة مادية أغلى و هذا بحسب الاحوال المادية.
تعقب رنا ( 30 عاماً) و هي من مدينة بنت جبيل على ظاهرة تكاثر المحال المهتمة بعيد الحب و تقول" نحن سعداء بذلك لان عيد الحب يعبرعن أبعاد إنسانية و عاطفية رغم إنها لا تمت للإسلام بصلة، و تحترم رنا من لا يبدي اهتماماً بهذا العيد الذي تعتبر انه يساهم في ابعاد أجواء ما يعرف بالعنف الاسري الى حد ما، و ترى ان هذا العيد و هو عيدا رمزياً لمن اراد ان يحتفل به، وتلفت ان هناك من يستغل هذا العيد بممارسة عادات و تقاليد لا تمت الى ديننا بصلة كـ حفلات الغناء المحرمة، و تعتبر ان هذا يحصل حتى في اعياد الفطر و الاضحى و تراهن رنا على العقل الواعي للشباب لكي لا يقع احدهم بهذه الافخاخ المحرمة.
وانطلاقاً من مقولة ان " الحب لا يشترى من المحلات " يستشهد علي فرحات وهو طالب جامعي، مشيراً ان هذه الطقوس لا تعنيه ابداً كونها تنطلق من اسس غربية دخيلة على الشعوب الإسلامية. ويعتبر علي ان كل يوم يمر بين الأهل والزوجين وهم بخير يوازي ألف عيد.. وفي المحصلة ينهي فرحات حديثه " الهدية التي هي أغلى من كل الدببة الحمراء و قلوب القماش و الاسفنج هي الاحترام والمحبة الأبدية الموجودة داخل قلب كل إنسان.. وهي أسمى وأرقى هدية بين المحبين.