أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

صيدا معروف سعد تجمع ولا تفرّق

الإثنين 04 آذار , 2013 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,029 زائر

صيدا معروف سعد تجمع ولا تفرّق

 حينها، سقط معروف برصاصة أطلقها باتجاهه جندي في الجيش اللبناني، كان يتحصّن خلف الآليات التي استقدمت لقمع التظاهرة. الرصاصة أشعلت صيدا وحوّلت الجيش إلى عدوّ أحرقت الإطارات بوجهه وسدّت شوارع المدينة التي خرجت فيها التظاهرات تدعوه إلى الانسحاب. أمس، كان جنود الجيش ذاته منتشرين بكثافة، وكانت الآليات تقف عند كل مفترق. لكن الفارق أنها لم تقف بوجه خط معروف سعد، بل بوجه الشيخ أحمد الأسير.

اللافت أيضاً هذا العام، أن عدد المشاركين في المسيرة السنوية إحياءً لذكرى اغتيال معروف سعد، فاق عدد المشاركين في السنوات السابقة. المسيرة التي ينظمها التنظيم الشعبي الناصري لم تستقطب مناصريه فحسب. بل كان لافتاً مشاركة وجوه صيداوية كثيرة، نأت بنفسها في السنوات الماضية عن التيار الوطني و«خط معروف». فإما اعتكفت في بيوتها وإما اقتربت أو اندمجت في تيار رفيق الحريري وحلفائه. من أمام تمثال الشهيد، انطلق المشاركون باتجاه ساحة النجمة التي شهدت قبل 38 عاماً سقوطه على أرضها. ثم انتهت في شارع الشاكرية، حيث كان يسكن ويتمركز في قلب صيدا القديمة. ضمن مسافة الكيلومترات القليلة من التمثال إلى مركزه، كثيرون انضموا إلى المسيرة من المارة وأصحاب المحال التجارية. البعض نزل تعبيراً عن «قرفه من الوضع المذهبي المستجد في صيدا». فيما شارك آخرون «تأكيداً على صوابية خط معروف سعد الذي يجب أن توجه بوصلة صيدا باتجاهه مجدداً. من هنا، حمّل التنظيم مسيرة هذا العام شعار «حماية السلم الأهلي والوحدة الوطنية».

وبحضور ممثل الرئيس نبيه بري، النائب عبد المجيد صالح، والنائب علاء ترو ممثلاً رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ومحمود قماطي ممثلاً حزب الله، والأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة، والعميد مصطفى حمدان والأمين العام للحزب الديموقراطي الشعبي نزيه حمزة، ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي وسفير دولة فلسطين أشرف دبور، أدى عناصر من فوج الإنقاذ الشعبي في التنظيم عرض قفز بالحبال من مبان شاهقة. وفيما رُفِعَت رايات التنظيم وصور الشهيد معروف سعد بكثافة، حمل عدد صغير من المشاركين أعلام حزب الله وسوريا مع صور للرئيس السوري بشار الأسد. الأمين العام للتنظيم أسامة سعد، اختتم المسيرة بخطاب استحضر شعاراته الثابتة، والتي تعبّر عن رفضه بأن تستكمل بتحركات لأنصاره على الأرض، حرصاً على وحدة المدينة. واعتبر سعد أن التحريض المذهبي المتصاعد والتحركات الاستفزازية والمربعات الأمنية أدت إلى هز الأمن والاستقرار وإلحاق أفدح الأضرار بحياة الناس ومصالحهم وتهديد السلم الأهلي جدياً». واستهجن «سكوت الدولة وأجهزتها القضائية والأمنية عن تلك الممارسات ومشاركة مرجعيات سياسية رسمية وأجهزة أمنية في توفير الرعاية والحماية لمرتكبيها». وللمشككين بقدرة صيدا على الخروج من أزمتها، عاهد سعد والده معروف بأن مدينته «ستتغلب على الظواهر المرضية الظرفية الشاذة، وستحبط كل مغامرات الإثارة الأمنية والإعلامية وتبقى عاصمة الجنوب ومدينة المقاومة». كذلك هاجم سعد تيار المستقبل من دون تسميته، غامزاً من قناة إحياء الرئيس فؤاد السنيورة لذكرى تحرير صيدا من الاحتلال الإسرائيلي.

السنيورة يتبرّأ من الأسير

بعد ما يشبه التبنّي الكامل من طرف الرئيس فؤاد السنيورة والنائبة بهية الحريري لتحركات الشيخ أحمد الأسير في صيدا، ألقى السنيورة خطاباً أول من أمس، في ذكرى تحرير صيدا من الاحتلال الإسرائيلي، تبرّأ فيه من تحركات الأسير، رافضاً «قطع الطرق العامة أو تهديد حرية الحركة للمارة، والمواطنين والعابرين والزوار».

وعبّر السنيورة عن رفضه «التهجم على أي مجموعة أو فئة تسكن المدينة أو على مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية ورموزها بطريقة تخرج عن الأصول». ولم ينس السنيورة بالتأكيد مهاجمة حزب الله وسياساته، مقرّاً في الوقت عينه بالتباعد بين مكوّنات فريق 14 آذار.


Script executed in 0.18835592269897