حسن الصغير ابن مدينة بنت جبيل، لم يكن ذلك الفتى يعلم بأن ما يربطه بسيارة والده سائق التاكسي عادل الصغير آنذاك من حب وحميمية سينمو ويكبر مع مرور الزمن. وبعد تجاوزه سنه عندما كان فتياً و انتقاله الى الولايات المتحدة الامريكية، لم ينس حسن حبه القديم لتلك السيارة التي وصفها بـ " ام العيال " في ايام الفقر نظراً لما كانت تجنيه من ارباح اثناء تنقلها من بنت جبيل الى صور و صيدا و بيروت و كذلك المناطق البعيدة في الفترات الماضية.
يقول حسن "ارتبط ذهني بتلك الفترة البعيدة التي كنت انتقل فيها بين قرى المنطقة والعاصمة برفقة والدي، وهي المرحلة الفعلية التي تكونت خلالها فكرتي الأولى باقتناء هذا النوع من السيارات عند اصبح شاباً، وهذه العلاقة مع هذه السيارات توطدت لتصبح هوايتي التي لا يمكنني التخلي عنها.
عاد حسن من الولايات المتحدة بعد اعوام طويلة قضاها في الاغتراب ليحقق شيئاً مهماً من ما كان يحلم به و هو اقتناء هذه السيارة التي اصبحت شبه منقرضة، وفي نظر البعض اصبحت خردة.
قطع حسن الصغير بعد عودته شوطاً كبيراً في مشوار البحث عن هذا الطراز من السيارات " ليصطاد "بعضاً منها بعد ان اصبح وجودها نادراً جداً، و امتلك حسن عدد لا بأس من هذه السيارات الا انه تخلى عن بعضها نظراً لعدم وجود مكان مخصص لها، الى ان رسى على اثنتين منها، و لايمانع من شراء مثل هذا الطراز من السيارات مهما كانت جودتها و تأثرها، لأنه بحسب ما يقوله " اقوم بأعادة صيانة هيكلها الداخلي و الخارجي و المكانيكي و لدي خبرة ميكانيكية كافية في هذا المجال، لأعيدها كما صنعت في الشركة "، ولا يخفي حسن بأنه يواجه صعوبات في ذلك.
و عن سعر هذه السيارة في يومنا هذا يقول " يتراوح سعرها ما بين الـ 20,000 الى 30,000 دولار اميركي و يرتفع و ينخفض السعر بحسب جودة و نظافة السيارة". و عن نوعية الزبائن فيقول ان هناك الأثرياء الذين يودون امتلاك كل ما هو نادر، وهناك الهواة الذين يمارسونها بدافع نفسي من أجل إشباع الهواية، و انا ليست لدي اي ممانعة لأن ابيعها اذا توفرت بعض الشروط و منها ان يكون الشاري يقدر قيمتها".
ويفضل حسن استخدام هذه السيارات في تنقلاته أحياناً، بالرغم من وجود الطرازات الحديثة متجاهلاً نظرات الآخرين واستغرابهم التي ربما تأتي من نواحي الإعجاب في بعض الأحيان.
و ينهي حسن حديثه بسرد قائمة من اسماء الذين اقتنوا هذه السيارة في القرن الماضي بمدينة بنت جبيل في وقت كانت فيه السيارات و الآليات نادرة جداً، ووراء مقودها سعى الكثيرون وراء لقمة العيش.