وينتظر المواطنون و خصوصاً النسوة في مدينة بنت جبيل موسمها مع بداية آذار من كل عام، ينطلقون معه إلى الحقول والبراري عند اطرف البلدة، عدتهم سكين حاد أو معول صغير مع أكياس مختلفة الأنواع والأحجام، تجمع فيها ما توفر من غلة نباتية طبيعية ميزتها أنها خالية من الأسمدة الكيماوية والمقويات العضوية.
و يزدهر موسم "السليقة" بين أبناء قرى منطقة بنت جبيل لتجميع الأعشاب البرية الربيعية الصالحة للأكل والطبخ المنزلي، هذه السنة أكثر من سابقاتها. وتشهد الاماكن السهلية و الحرجية المحيطة بمدينة بنت جبيل هذه الايام إقبالاً من النسوة اللواتي انتشرن في الأراضي الزراعية وعلى جوانب الطرقات ليحصلن على ما تيسّر من " العلت و الهندبة و الدردار و الرشاد و الهليون و المردشوش و الخبيزة و صيحة الديك " كما تسميها الحاجة ام حسين الصغير، وأفضل أنواع السليق تلك التي تجمع من أرض البور وخاصة من بين الصخور، حيث لم تصل أبدا الأسمدة الكيماوية التي تفسد هذه الأعشاب.
لقد اتاحت الطبيعة فرصة للمواطنين لممارسة بعض هواياتهم في اقتفاء اثر "السليقة"، في تقليد درجن عليه من جيل لآخر لتأمين وجبات صحية وطبيعية وطبية مجانية في زمن الكيميائيات والغلاء المستعر.
عشبة " صيحة الديك "