ولا شك ان خياطة الملابس واحدة من المهن ذات الصيت الطيب والمحترم في كافة المجتمعات، فهذه المهنة برغم بساطتها تحتاج لمهارات عالية وصبر ودقة، وتلعب الخبرة فيها دورا كبيرا في جذب الزبائن، و لأن فتحية العشي هي التي تتلمذت عند احدى اشهر خياطات المدينة المرحومة ليلى شرارة، استطاعت ان تكسب منها بكل ما بوسعها آنذاك لتصبح خبيرة في هذه المهنة تجيد الخياطة و التطريز بواسطة الألة في غاية الدقة والإتقان.
تقول فتحية في حديث لموقعنا " قضيت كل هذه الفترة بهذه المهنة و لن اشعر بالملل ولا لحظة واحدة و انا وراء آلة الخياطة ، و احب ان اقوم بعملي بدقة". وعن انواع الخياطة الدارجة هذه الايام، تؤكد فتحية انها متخصصة في الخياطة النسائية، ولا تؤيد فكرة ان الخياطة مهنة في طريقها الى الانقراض، و تقول انها مهنة من اكثر المهن تجدداً لأنها ترتبط بطبيعة المرأة المتجددة .. وتتابع "أستقبل الزبائن وآخذ مقاساتهم وأسجلها وأتعرف إلى التصميم أو الموديل او التصليحات التي يريدونا واقوم بتطريز الملابس النسوية بمختلف أنواعها بالاضافة الى الحجابات و فساتين المناسبات و غيرها.
و عن دائرة عملها، تؤكد فتحية انها سافرت الى الولايات المتحدة الاميريكية و عملت بهذه المهنة هناك حيث كانت مقصودة من الكثير من ابناء الجالية، و تشير انها عادت الى بنت جبيل لسبب اعانة والدتها التي توفيت مؤخراً.
و عن الاسعار، تشير الى أنها تختلف حسب انواع الخياطة او التصليحات، و تؤكد ان التسعيرات تأتي انسجاماً مع الأوضاع الاقتصادية في لبنان.
وتختم فتحية، اكثر من 5 فتايات تعلمن مهنة الخياطة لدي، ليس بهدف مزاولتها فقط ولكن بهدف تعليمهن حرفة قد يحتاجونها في يوم من الأيام..ففي النهاية، الصنعة سلاح في مواجهة تقلبات الدنيا".