ويمكن أن نقسم الصعتر الاخضر التي يتناولها الجنوبيون بشغف إلى فئتين: فئة الصعتر الذي ينبت في الحقول، وفئة الصعتر التي تنبت في حدائق المنازل و هو عادة ما يجهز للمونة البيتية.
و تبدو عشبة الصعتر البري تتألق هذا العام، هو الذي تتجه اليها الانظار ويكاد لا يخلو منها بيت في البلدة. اذ وغالبا ما يشكل جمع هذه الانواع من الاطعمة فرصة للتنزة في أحضان الطبيعة، إذ تتفق الجارات في البلدة على الذهاب مع الأولاد في يوم العطلة لقطف ما تيسر من الحشائش، فيحضرن الزاد، ويجهزن الأكياس والسكاكين لقطع اصناف الزعتر، وفق الأصول الملائمة له
يبقى أن نشير إلى أن كثيرين لا يجدون متسعا من الوقت للبحث عن هذه النباتات وجمع الكميات الكافية منها، لذا يقصدون بعض البسطات في سوق الخميس التي عرفت قيمتها ودأبت على بيعها بأسعار ليست متهاودة... أو "يتصيدون" مرور بعض نساء (العرب) اللاتي يأتين من بلدات يارين و الظهيرة و القرى و يتجولن بأحمال معقولة من هذه النباتات.
و الصعتر هو نبات عشبي غني بالألياف الغذائية الضرورية لصحة الجهاز الهضمي. يستعمل أوراقه وجذعه وثماره طعاماً وشراباً للإنسان، كما يستخرج منه الزيوت والعقاقير الطبية.
للزعتر الأخضر فوائد عظيمة منها: يشفي من السعال الديكي والالتهابات الشعبية والربو لإحتوائه على مواد مسكنة للألم ومطهرة ومنشطة للدورة الدموية، ومقوي جيد للعضلات، ويمنع تصلب الشرايين، ويطرد الفطريات من المعدة والأمعاء، ويعمل على توسيع الشرايين، ويقوي عضلات القلب، ويعالج التهاب المسالك البولية والمثانة، ويشفي من المغص الكلوي ويخفض الكولسترول، وطارد جيد للأملاح والغازات والديدان، ومضاد للمغص والتشنجات والنزلات والاحتقانات الناتجة من البرد، ومطهر للجروح، ومنبه ممتاز للذاكرة. وشرابه يعتبر منشطاً جيداً لجلدة الرأس، ويمنع تساقط الشعر ويكثفه، ومضغه يفيد لوجع الأسنان والتهابات اللثة. يستعمل الزعتر كنوع من التوابل يضاف إلى الطعام ليضفي عليه مذاقا شهياً.