ايها اللَبنانيون
إن المرحلة التي نمرُ بها تفرض علينا أن نوحَد صفوفنا ، وأن تكون كلمتنا سواءً ، علينا أن ندع الخلافات وراءنا، لا أن نتخاصم ونتعادى ، ويقذف بعضنا بعضاً بلئيم القول وخسيس الصَفات ، لا أن نخون بعضنا بعضاً عند كل صغيرةٍ وكبيرة .
يا أبناء لبنان ...
إن المرحلة التي تمرَ بها المنطقة خطيرةٌ جداً ، وخطرُها كما نرى في الأفق ، ربما ينعكس على لبنان فيقوّضُ دعائمه ، خاصة أنه في مرحلة فراغ دستوري ، مرحلة صعبة للغاية .
إجلسوا – أيها السياسيون – إلى طاولةٍ واحدةٍ ، ولا تعطلوا الجلسات من أجل قانونٍ إنتخابي كلّ يريده على هواه ووفق مصالحه الحزبية ، فهذا يراه ىسميناً يفي برغباته ، وذاك يجده هزيلاً لا يتلاءم وأطماعه .
أتركوا الحزازيات والتعصب المذهبي والطائفي وإن لم تصرَحوا بها علناً . التّشرذم بينكم نقطة ضعف يهدد الوطن .
فإلى متى – يا أبناء لبنان – ستظلَون في عملية لفٍ ودوران تلهثون لتلتقطوا قانوناً إنتخابياً عدلاً لكم جميعاً – إن هذا أمرٌ عسير جداً - ما دمتم تدينون لشرقٍ أو لغرب ، ما دمتم كلاً في إتجاه . وما دامت توجَهاتكم متباينةً ، فهيهات هيهات أنْ تجدوا القانون المناسب . أنظروا نظرةً واحدةً إلى الوطن ، وفصَلوا القانون على قياسه ، فيسلمُ وتسلمون .
تحرَكوا – أيها اللبنانيون – بإتجاه أجواء المحَبة والتآلف ، وأتركوا الخصام والبغضاء والضغائن ، لا تجعلوا من خلافاتكمْ والحزبيَة وتوجّهاتكم المتباينة مشكلة يكونُ الوطنُ والسلمُ الاهليَ ضحيَتها.
الناسُ يتخاصمون ويتنازعون وغالباً ما يحَلون مشاكلهم في ما بينهم . والسياسيَون ، أنتم ، اصبروا على نوازعكم الذاتية ، حوَلوا خلافاتكم المذهبية والعقيدة إلى حركةً عقلانيةٍ تكونُ أساساً للتفاهم والتقارب بدل الفرقة والتَباعد، إجعلوا من خلافاتكم حركةٍ فكريةً جديدةً توحدكم فيولد التآلف بينكم من قلب التنافر ذاته . عندها تعودون إلى صوابكم ، فتتحركون بإتجاه المسؤولية الملقاة أصلاً عليكم . إجتهدوا للوصول إلى هذه المرحلة من الوحدة والتقارب القائم على التفاهم ، من أجل مصلحة الوطن الواحدِ ، ولا تدعوه يتخبّط في خضّمّ تجاذباتكم – إذا لم تتوصلوا إلى التفاهم – فيغرقُ ويفلتُ من أيديكمُ الزّمامُ ، وتندمون " ولات ساعة مندم ِ ".