أحيت حركة "أمل" ذكرى عيد المقاومة والتحرير، بمهرجان أقامته في مدينة بنت جبيل، حضره النواب: أيوب حميد، علي بزي، علي خريس وهاني قبيسي، الوزيران السابقان طلال الساحلي وعبدالله الامين، الوزير السابق نزيه بيضون، مسؤول اقليم جبل عامل في حركة امل الحاج محمد غزال، مسؤول المنطقة السابعة في حركة امل الحاج كمال زين الدين، مدير العمل البلدي في حزب الله بالجنوب الشيخ فؤاد حنجول، مسؤول منطقة بنت جبيل في حزب الله الشيخ وحيد، رابط بنت جبيل الحاج ابو علي سعد، رئيس بلدية بنت جبيل المهندس عفيف بزي، العقيد الركن عدنان غيث ، رئيس مكتب امن الامن العام في الجنوب المقدم فوزي شمعون، عدد من المدراء العامين، حشد من رجال الدين، شخصيات عسكرية وأمنية، أعضاء في هيئة الرئاسة والهيئة التنفيذية والمكتب السياسي والاقاليم والمناطق في حركة "أمل"، ممثلون عن قيادة "حزب الله" وعن عدد من الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وهيئات نقابية وممثلو جمعيات اهلية ورؤساء مجالس بلدية واختيارية وحشد كبير من أهالي الجنوب.
قدم للاحتفال عضو قيادة إقليم جبل عامل في الحركة عباس حيدر، وتلا ناظم قشاقش آيات من القرآن الكريم، ثم عزفت الفرقة الموسيقية ل"كشافة الرسالة الاسلامية" النشيد الوطني ونشيد حركة "أمل"، وقدمت فرقة "الصدر" الانشادية سيمفونية النصر.
حميد
وألقى النائب حميد كلمة حركة "أمل"، واستهلها بتقديم التحية ل"الأرض وشموخ وتضحيات أهلها، والى الشهداء الذين قدموا دماءهم على مذبح الوطن وحرروا الأرض وكان التحرير والنصر والحرية". كما قدم التحية لمدينة بنت جبيل "ولادة العلماء والقادة والشعراء والأدباء والمجاهدين والشهداء"، وكذلك ل"شعب الانتفاضة في فلسطين، ولقرى جبل عامل والجنوب والبقاع والضاحية وبيروت، وكل الذين آمنوا بالجهاد والشهادة دربا لتحرير الأرض والانسان".
وحيا أيضا "الامام الصدر باعث النهضة ورافع راية الحق في وجه الباطل، شقيق البطريرك خريش، وكل قادة الطوائف الاسلامية والمسيحية في لبنان.. وتحية الخير المطلق في وجه الشر المطلق، المقاومة في وجه اسرائيل، وتحية أمل اليكم وتحيات دولة الرئيس نبيه بري حامل أمانة الامام السيد موسى الصدر والسائر على دربه في التحرير والانماء وحفظ لبنان".
وقال: "لقد عاش لبنان، ولعقود من الزمن، مرحلة من التفكك والانحلال حصدت كل الذين سعوا الى التخفف من همومهم وكنسها الى لبنان، وتمظهر ذلك في كل اجهزة المخابرات العربية والدولية والأموال التي أغدقت على ضعاف النفوس، فاشتعل لبنان، وقامت خطوط التماس بين الأخوة على الأرض الواحدة، وترك الجنوب يواجه مصيره، وأطلت اسرائيل بوجهها الكالح لتنشىء حزاما أمنيا تحوله سجنا كبيرا تستغل من سقط من أهله ليتحولوا متاريس من لحم ودم، لا تفرق بين مذهب وآخر، المهم ان يكونوا في خدمتها وخدمة أهدافها".
أضاف: "وكان على الجنوب كما على كل الشرفاء والأحرار، ان يهبوا لتحرير أرضهم ويطهروها من دنس المحتل الغاصب، فكانت شعلة المقاومة التي رفعها الامام القائد موسى الصدر، إمام المقاومين، وكانت أفواج المقاومة اللبنانية - أمل، وكانت المواجهات الاسطورية في عمق هذه الأرض الطيبة، وكان الشهداء والشهداء الأحياء ولم يكن خاتمهم الشهيد القائد هاني علوية".
وتابع: "لقد حاولت اسرائيل، ودون نتيجة تذكر، عبر حروبها المتواصلة منذ عام 1948 و1967 و1978 و1982 وصولا إلى تموز عام 2006 وقبله عناقيد الغضب والمجازر المتنقلة في قانا وحومين والزرارية ومعركة وكونين وعيناتا وحولا، إلى آخر عدوان لها في اختراق الأجواء اللبنانية برا وبحرا وجوا والاعتداء على القرار 1701، ومحاولة سرقة ثروات لبنان النفطية والغازية، حيث حاولت ان تطوع ارادة هذا الشعب وتسلبه حقه في الحرية والكرامة وتسوقه الى التطبيع والخنوع والاستسلام، لكنها باءت بالفشل الذريع، بفعل الشهداء والصامدين والصابرين، ومؤازرة كل الاصدقاء في سوريا والجمهورية الاسلامية الايرانية، شريكتي الانتصار الكبير والتحرير الناجز الذي نحتفي به اليوم".
وأردف قائلا: "لقد انسحبت اسرائيل من دون ان تسطيع ان تحقق مكسبا سياسيا واحدا، لقد جرت ذيول الخيبة والخسران بعد ان استقرت في هذه الأرض الطاهرة لما يزيد عن عقدين من الزمن، ولكنها انسحبت في نهاية المطاف من دون ان تستطيع ان تطوع ارادة اهلنا أو تقود اللبنانيين الى التطبيع معها، أو اقامة اتفاقية سلام، كما استطاعت ان تقيم مع اقطار عربية اخرى. وها نحن اليوم نحتفي بالتحرير والانتصار ونحتفي بالشهداء وبكل الدماء الطاهرة التي سالت وأينعت وازهرت واعطت كرامة وحرية".
وقال: "في هذا الوقت ندرك كم هي المخاطر التي تحيط بنا وتعزز الإنتصار الذي حققه هذا الشعب بكل أطيافه ومكوناته، والذي بفعله كانت القدوة التي أعطيت لهذه الأمة ولكل أحرار الدنيا، أن من أراد الحق فإنما الدماء هي المهر، والشهادة هي التي تقدم على مذبح الكرامة والحرية، وبغير ذلك لا كرامة ولا حرية ولا إنتصار. كما ندرك أن إنسحاب إسرائيل وهزيمتها وهزيمة مشروعها على مستوى هذا الوطن، إنما هو مكلف لنا في الداخل، ومن الواجب على الجميع أن يسعوا الى تحصين الإنتصار، الى إحتضان الشهادة التي قدمت على مذبح الوطن. هذا الإنتصار يحصن بالوحدة الداخلية والإستمرار في تحديد الإتجاه الصحيح للبوصلة. في نهاية الأمر، وإن إختلفنا على مستوى الداخل أو توزعنا على مستوى آرائنا وقناعاتنا وشعاراتنا، فلا يجب أن نختلف أبدا، لأن إسرائيل هي عدو الجميع، ويكفينا أعداء أن تكون إسرائيل هي عدوتنا".
وتابع: "ونحصن الإنتصار من خلال تكوين مجتمع المقاومة والممانعة الذي يبقينا بمنأى حقيقي عن التداعيات التي ضربت منطقتنا العربية، وعن ثورات كاذبة وزائفة بعيدة كل البعد عن طموحات أبناء هذه الأمة وحراكهم الكريم من أجل الحرية والكرامة".
وأكد "لن نوفر جهدا من أجل التقريب بين وجهات النظر لأطياف الواقع اللبناني، وكما كان دور الرئيس نبيه بري الدور الدؤوب في مد الجسور بين أبناء الوطن الواحد، والسعي إلى تدوير الزوايا، والعمل من أجل الخلاص لما وقعنا فيه من شرور وحروب داخلية، كانت إسرائيل في أساس إنبعاثها، مصدر الفتن المتنقلة التي ضربت لبنان".
وحيا "الجيش اللبناني الباسل وشهداءه، ضباطا وجنودا، الذين يضعون الدم على الأكف من أجل السلام الداخلي، والذين دفعوا ولا زالوا كل التضحيات دون تراجع أو وهن". واستنكر ما أسماها "أصوات النشاز التي تتوجه اليوم لكي تضرب بسهامها الجيش الوطني والتنكر لدوره ولتضحياته"، مشيرا إلى "الفتنة التي تشتعل في شمالنا الحبيب، هذه الفتنة التي يريد البعض من خلالها تقزيم دور المؤسسة العسكرية".
وتطرق إلى موضوع الإنتخابات النيابية، قائلا: "لا خلاص للبنان إلا بالإبتعاد عن الطائفية والمذهبية، والسعي الى إيجاد قانون إنتخابي عصري، والقانون العصري هو الذي يساوي بين اللبنانين ويعطي الفرصة لكل راغب في الحياة السياسية، عن طريق إعتماد لبنان دائرة إنتخابية واحدة على أساس النسبية. وإننا ما زلنا نراهن اليوم على أن هناك فرصة قد تعيد لنا فرصة التوافق ومشاركة كل أطياف الوطن، وسعيهم ليكونوا شركاء حقيقيين لقيامة لبنان الذي نحب".
أضاف: "عندما نعلن حرصنا على قيام حكومة الشراكة، ذلك للمصلحة الوطنية التي تعطي لأطياف الواقع السياسي حقهم بالمشاركة، وتعطي لكل كتلة نيابية ومكون نيابي على مستوى المجلس النيابي، فرصته للمشاركة بقدر ما له من مساحة على مستوى التمثيل النيابي في لبنان، لا نكون بذلك نتجاوز الحدود الطبيعية والتقليدية التي اندرجت عليها قيامة الحكومات منذ ما بعد الطائف الى اليوم".
وأكد السعي "لإستعادة هيبة الدولة وهيبة مؤسساتها، لأنه بغير هيبة الدولة وقيامة مؤسساتها هذا يعني الفراغ، ومن خلالها تغلغل الفوضى إلى ساحتنا الداخلية".
وختم بالقول: "ستبقى فلسطين قبلة الأحرار والشرفاء، لأنها هي الأساس"، مستنكرا "ما نراه اليوم من تهاون، انها تعيش وحيدة لا أحد يأبه من العرب لما يجري فيها من سياسة التهويد، وتهجير ما تبقى من أهلها، وليس غريبا أن تعاقب سوريا لأنها كانت شريكا في الإنتصار، ولأنها وقفت مع أبناء الضفة ومع غزة، ومع كل الذين يتطلعون الى العودة، ورفضت الإستسلام والذل والخنوع، كل ذلك جعلهم يسعون الى عقابها وتقطيع أوصالها وتدمير مقدراتها، ونحت شعارات ما سمي بالربيع العربي، والربيع العربي بعيد كل البعد عن كل الشعارات، الهدف تطويع سوريا ومنعها من أن تكون جسرا للعبور الى فلسطين".