أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

حفل تكريم للأديب الدكتور عبد الرؤوف قطيش في بنت جبيل

الأحد 16 حزيران , 2013 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 9,168 زائر

حفل تكريم للأديب الدكتور عبد الرؤوف قطيش في بنت جبيل

في حضور مدير عام وزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة ، رئيس الحركة الثقافية في لبنان بلال شرارة ،رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور وجيه فانوس ، عضو المكتب السياسي في حركة أمل محمد خواجة رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس ، رئيس المنتدى الثقافي العاملي السيد علي فضل الله ، مسؤول المنطقة السابعة في حركة امل الحاج كمال زين الدين،  عدد من رجال الدين ، أدباء ،شعراء  مؤلفين  ، باحثين ، ناشرين ،  مدير مركز الحركة الثقافية فرع بنت جبيل حسان جوني  رؤساء جمعيات ثقافية و هيئات تربوية و ذوي المكرّم و حشد من الأهالي 

بعد النشيد الوطني اللبناني و تقديم من عماد شرارة

فلحة 

ألقى الدكتور فلحه كلمة قال فيها " لمهابة المكان و رهبته ، لرونقه و أبهته و عليائه ،للزمان الذي يحد صحائف عمرنا بصفحاته ، للحروف التي كتبناها على أصابع الجمر ، للكلمات الخجولة المعشوشبة على مقاعد الحنين ، لرفيقة دهرنا ، لخوابي العمر المسكونة بزوايا ذاكرتنا ، لبنت جبيل المبتدأ و الخبر و سدرة المنتهى ، سلام ، سلام ، إلى التي علقنا على حفاف حقولها و مدا رجها و مطارحها أسماء" سميناها نحن وآباؤنا ، ل" الأخضر العربي " الفارس التي تفتحت على رحب كرومه طلاتنا و ارتسمت على محيا مماته علامات حياتنا الفارقة ، 

لأهلها لأهلنا ، على مدار هذه البلدات والقرى : عيناتا ، كونين ، عين ابل ، دبل ، رميش ، يارون ، مارون ،و عيترون و بليدا ، وميس الجبل ، الذين استقرأوا ( ضاد ) الحروف شهادات على ميابر التبغ و كواير القمح الذين نسجوا من شمس صباحها اثلاما للعلم ودروبا للمعرفة و خبأوا زوادات غدهم تحت حيطان حواكير خواطرها المكسورة ليكتبوا أحلاما من ورق التين والعنب ، و تستقيم الشمس ولادة على ألوان جباههم السمرة و السمرة ، و تسيمهم عائلة ، لها وحدها ، خطوطها الطول و خطوط العرض كعالم بحد ذاته ، وما فتئوا يشغلون و يتشاغلون بأحاديث مساءات أيامهم حيث اليسار عندهم في الحوار يمين ، و حيث الورع تغريه لديهم صنوف الإلحاد و دائما اللون عندهم أحمر .

لأم القرى و مدينة المدائن ، سلام و غمار و فرح الامتنان وسؤال الخاطر لحاضرة الثقافة العتيقة و الحارات المشغولة على مقاس عائلاتها ، لضواحي احياء الوافدين و المقيمين بين أهلها ومن أهلها ، تحرسهم مآذنهم ورقيات نبيتها بشوارعها الهاجعة تحت ظلال تائمها بأسماء عربية في ميتشيغن و ديربون و سيدني و ما وراء حدود العالم .

إلى مدينة المدن و التي ما فرشت إلا نقاء الدم مدادا لثورتها ، و للثورة الفلسطينية بساطا ، و اورقت أشجارها أغصانا غضة طرية لعصافير الجليل حيث دلج الليل بيوتها ، و أذنب الدهر بسهامه عليها .

سلام إلى بنت جبيل ، لجامع أنسها و مجالس علمها و مسارح لهوها حيث يمتهن فيها البسيط البسيط تبديل الحرف بالحرف و اللفظ باللفظ ، ويحيله أدبا غضا رؤوفا ، يسبغ الورد و يصبغه في سوقها ، فكرا و روية 

وأضاف "  ما استند الدين و استقام إلا على بوح علماء أتوا من ندي تربتها التي تعفرت بدم الشهداء و تزينت بعدما كان الدين عند البعض تشغله حرفة فهم المذى عن الوذى ، و الموعظة السابلة و غمضة الطرف و المفاضلة بين يمين القدم و يسارها ، و علماؤها الذين ارتادوا نوادي الأدب و الثقافة و الشعر و الفلسفة ظليلة المساجد، قرأوا رأس المال و شواهد الكفر في صحن جامعها و فسروا و أوّلوا و اختطوا كتابات لا تعرف نحر الصدر ، أو قطع الرأس ، وما تركوا فرض صلاة أو قصروا في الصيام عمرا أو أداروا لأمر ظهرا 

للثورة التي استفاقت ربيعا عربيا عام 1936 يوم لم تكن في القواميس معان لثورات و يوم كانت اشكالية اللغة العربية رسمية أو غير رسمية في دستور كتب كأنه عربي بلغة أعجمية .

و يا للأسف أن التقصير حينها كان وما زال عند بعض الجهات الرسمية و بخاصة التربوية منها ، أنها لم تعط هذه المنطقة حقها أو بعض رد جميل لها ، بما تحفل به من ثقافات أصيلة و تاريخ عميق و تنوع فكري و أدبي و تربوي مقاوم الذي لم يوله اعلامنا الرسمي إلا الفتات في لحظات عابرة و هي حوادث يجب ان تتربع في الطليعة التي يجب أن يتناولها كتابا التاريخ و التربية الوطنية ( إن هذه إلا خلق الأولين )

وتابع " أفضل ما يورث الأباء الأبناء الثناء الحسن و الاخوان الصالحون .

الأديب المكرم الدكتور عبد الرؤوف قطيش ....أنت من أتى من زمن العجزة الحزمة حيث كسرت أصنامه عنوة ، فمهما تغير الاخوان والدهر فأنت أنت ، من ذاك الجيل الذي حفر تحت السراج أيقونات المقاومة و أسس لمجد وليد تليد ما كان ليكون لولا هؤلاء ، هم المؤسسون و المعلمون ، هم سادة التاريخ . 

انا إبن الذي وقف خلف باب مدينة بنت جبيل عندما سعى الى أبواب السلطان أجناس من الناس ، من بر الحي بالميت أن يصل من كان يصل أباه ، فتحية محمد فلحة ايها الصديق الحبيب الذي حسن رأيه فيك ، بأن قليلك لا يتسقل ، غوى ، فغوت ، ثم ارعوى بعد ان ارعوت ، لك الدهر و لا عار مما فعل الدهر ، لقرب عهدي بما ارى وجها فيه ملامح أبي .

ماذا عساي أن أقول إلا قوله فيك "ما كنت تياها و لا سامتك ضوضاء اللقب حبل المودة بيننا أبقى و أقرب من نسب قل للمدّل المدعي ما كل لمّاع ذهب لله ما أقسى الزمان اذا محى و اذا كتب "

و ختام  بتقديم  الشكر للأستاذ بلال  شرارة   للتحريض على الفعل الأدبي و الثقافي و تحفيز النشاطات ،

واعتبر ان  التكريم الذي رعته الحركة الثقافية في لبنان و اتحاد الكتاب اللبنانيين و بيت عيناتا الاجتماعي كان لكل واحد بل شمل الجميع 

شرارة

    ثم ألقى رئيس الحركة الثقافية  كلمة أشار في مستهلها   بدور المكرّم  الدكتور عبد الرؤوف قطيش  الذي فتح باب البوح و الاعتراف ، و باب اللغة الخالصة الصافية كعين الديك و عين زرقاء اليمامة ، وعين الحرية و العينين الصغيرة و الكبيرة ، فإني أمامه و على عين عيناتا أبوح بما كنت أكاشف به 

وقال :" أعترف يا أستاذ أنا العاشق الأنيق الذي أتاك عفو الخاطر فأعطيته كلمتك و شرف تكريمك ، أنني اليوم أكسب الفرصة لأقول كلاما تيّنته في الوادي و عطرته برائحة الخوخ وحملته اليك بسلال نساء التوت كلاما تستحقه و يستحقه جيل الأساتذة الكبار أنت و محمد فلحة ( ابو وحيد )و عبد اللطيف سعد و حسين صعب و رفعت شرارة و علي سعيد توبة و خليل صادر و مارون عساف و شكيب جرجورة و جورج العميل و آخرون ، أبعدهم منك أقربهم إليك ، أقول لقد تعلمنا على أياديكم ، أن لا نولم للسكينة والفراغ – أن لا نشدو الوساوس – أن لا نترك أسئلتنا معلقة على شفاهنا – أن لا ينعس وجدنا و ان لا نحتمي بالنوم – أن لا يغدقنا الماء في فم النسيان – أن لا نبتاع الحنين من الندى ، و تعلمنا منكم أنّ خبزنا مرّ ، و أن لا نخون من نكون ، و أن لا نبحث في الرماد عن الرماد ، و تعلمنا منكم أن فلسطين ليست منفى الذكريات و ليست عنوانا لسرقة الأحلام و لا شريطا شائكا لكي يستبدّ بنا الأسى و النظام ، و أن فلسطين ليست غيمة صيف تنزاح ، و ليست هجرة في المرايا ، و أنها هنا أقرب إلينا من خفق قلوبنا ، و تعلمنا منكم أن الوطن ليس مطارا للمغادرة أو نقطة حدود لختم جوازات السفر ، و أنه – الوطن – مكان للعدالة و المشاركة و المساواة ، و كتبتم لنا على لوح الصف معنى المواطن و المواطنية و العاصمة و الحدود

وشكر  شرارة باسم الحركة الثقافية في لبنان  المكرم الذي سمح بإعلان الولاء لمعارفه و الانتساب إلى مدرسة أخلاقه و تواضعه و صداقته و الو قوف على ذلك المكان الذي يتيح  أن تمر على صباح عيوننا فتيات شهوتنا و أن يسامحنا الآخرون ان لا نبحث في المقابر عن جثتنا ، و أن ننجو باعجوبة من حبائل أشراك الموت ، وأن نبقى نمارس بوحنا لعلّنا نجد فرصتنا اللعينة في البقاء على جحيم هذا الكوكب ، و لعلنا نفضفض ببعض ما إكتسبنا في زمننا من الفصاحة و العذوبة و الجمال الى حين يشبهنا الموت ساعتئذن لا حول ولا قوة إلا بالله

بسام

      ثم ألقى الدكتور محمد سعيد بسام كلمة بيت عيناتا الاجتماعي  ، تحدث فيها عن مناقبية المكرّم قطيش في إرتقائه و علومه و طموحه من معلم تكميلي إلى أرفع المناصب الأكاديمية و الإدارية و الجامعية  ، و الذي شكل مع نظرائه معالم نهضة علمية و تعليمية في منطقة بنت جبيل 

فانوس

 بدوره رئيس إتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور وجيه فانوس إعتبر أن التكريم هو جوهر الإعتراف بما قدمه المكرم في الحياة الأدبية و العلمية التي أعنت التراث و كانت مدماك أساسي في بناء لبنان الحضاري و الثقافي و التربوي 

قطيش

و ألقى المكرّم قطيش كلمة شكر فيها المؤسسات الداعية و الراعية للاحتفال و اللجان و الفروع و الممثلين من إتحاد الكتاب اللبنانيين و الحركة الثقافية و بيت عيناتا و المؤسسات الامينة على أهدافها في نشر الوعي الثقافي ، رغم الصعوبات التي تواجهها 

كما شكر الأدباء الذين غمره بالعاطفة النبيلة وطيب الكلام من الدكتور حسان وشرارة وفانوس وبسام وحضور الفاعليات وأصحاب المقامات الرفعية والأهل والأحبة 

و أختتم الاحتفال بتقديم دروع تكريمية  للمكرّم قطيش

 

Script executed in 0.18839001655579