أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

المرحوم الحاج وجيه بزي.. الذكر الحسن و الصابر في ايمانه

الخميس 27 حزيران , 2013 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,011 زائر

المرحوم الحاج وجيه بزي.. الذكر الحسن و الصابر في ايمانه

يوماً إثر يوم ، بل ساعة إثر ساعة ، وبمشيئة الله وقبول قضائه ،نوّدع أحباء وأعزاء واصدقاء وأهل خير ،هؤلاء الذين يغادرون ،نفتقدهم بحزن وألم ، ونشعر بصعوبة فراقهم ، لكن لا مجال إلا التسليم بأمر الله عز وجل .

هناك عيّنة من الرجال ، يعملون خلال مسيرة حياتهم من أجل مجتمعهم وأهلهم ،ويكون ذلك بكل صدق وسكون ،وشفافية وإخلاص ومن هؤلاء الرجال المرحوم الحاج وجيه شكر الله بزي ،الذي لا بدّ من تسجيل كلمة حق في سجل حياته ،هذة الحياة التي كانت مليئة وزاخرة ومضيئة بالعطاءات وبالمحبة والخير والوفاء ،ومتراكمة بفعل تجربة إجتماعية خيّرة ،إنسانية غنية .

رحلة المرحوم الحاج وجيه بزي كانت طويلة ، فمن بنت جبيل أولاُ الى الشام ثانياً،حيت عمل هناك كما عمل كثيرون من أبناء البلدة ،حيث كانت الشام مقصداً لأهالي المنطقة كما فلسطين وحوران ،الى بلدته مجدداً ومنها الى الولايات المتحدة الاميركية ،حيث وحدها الهجرة اليها و من أصقاع الارض ،فضاء رحباً، فهاجر مع من هاجر من أبناء وطننا وبلدتنا بالذات، وما أكثرهم .هاجر الحاج وجيه مرغماً نظراً لما كان يسود في أرض الوطن من أحداث أليمة وصعوبات، هاجر في سفر كان جزءاً أخر لقصة طويلة ،كان الرجل أحد أهمّ اشخاصها الفاعلين والعاملين والساعين ،بكل إخلاص وتفان وتواضع وجرأة ،ولا بد هنا من ذكره دوره المهم جداً في مشروع الخمسة دولارات الرائد في الولايات المتحدة الأميركية. 

واستمر الحاج وجيه في عمله الخيري، الى أن اضطرته الظروف والأوضاع الخاصة الى العودة الى أرض الوطن ، وأرض بنت جبيل بالذات ليحتضنه ترابها ، ففي هذة البلدة بقية الأهل والأحبة والتاريخ ...ووقع أجره على الله عز وجل .

إن الذين آمنو وعملوا الصلحات لهم جنات الخلد في محفل الخلود ،وأنفاس العطر والذكر الحسن على لسان كل موجود .

أمثال الحاج وجيه تبقى ذكراهم فواحة كأريج الزهر العاطر ، وكما الموت حق ،فالشهادة الحقة أيضاً واجب ،خاصة وأن ظلهّ كان كنسيم خفيف، ومرّ كالنسمة الناعمة ،وكالورقة الرقيقة ، وكان رصيناً، متزناً هادئاً، طيباً مؤمناً، يؤثر الصمت في العمل ومن هنا أكتسب كل التقدير والأحترام وكم نحن اليوم بحاجة الى رجال كالحاج وجيه يعطون دون أن يطلبوا مقابل إلا رحمة الله ورضاه .

من أسباب العزاء على الحاج وجيه إجماع الأسى والأسف عليه ،عاش هادئاً، ومضى الى جوار ربه بهدوئه المعتاد ، سوف يبقى في عقول ونفوس كل الذين عرفوه وعايشوه وتعاطوا معه ، إن في ديار الأغتراب أو في بنت جبيل.

يكفيه أن روحه عادت الى خالقها راضية مرضّية ،بريئة من ادران الأثام .

طوبى له ،ذهب الى ديار الآخرة ،وهو يحتمي بذكره الحسن وبأفعاله وصبره وتجلده وايمانه وصدقه .

رحم الله الحاج وجيه وأسكنه الفسيح من جنانه .

Script executed in 0.18397498130798