أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

في شهر الله.. عائلة "ام احمد خزعل" ينهشها الجوع و الفقر - مصور

الإثنين 08 تموز , 2013 08:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 14,672 زائر

في شهر الله.. عائلة "ام احمد خزعل"  ينهشها الجوع و الفقر - مصور

حسن بيضون - بنت جبيل.اورغ - مصور 

لم يستطع "ربيع" وهو احد الموظفين العاملين بمجال " الديليفري" في مطعم اكسبرس تشيكن في الضاحية الجنوبية من حبس دموعه عند رؤيته لمشهد ظن للوهلة الاولى انه ليس في لبنان . يروي" ربيع " بتأثر شديد عن ذلك المشهد المبكي الذي رأه في اليوم الاول من شهر رمضان المبارك في احد المنازل بمحلة المريجة ببيروت لعائلة جنوبية من بلدة عيتا الجبل نهشها الفقر والجوع حتى اكل من جنباتها..

هي حكاية عائلة لايعرفها احد، ممن جارت عليها الحياة، فاغرقتها في بحر الحرمان، حيث الفقر ينهش حياتها، في غرفة غفت في حضن النسيان، فلم تكفها معونة، ولا مساعدة ان وجدت، ولا انصفتها الدنيا.  في رمضان، شهر الخير والبركات، اكتشفت هذه القصة من خلف البوابات المنسية، فهنالك في المريجة، في بيت المسكينة الحاجة " ام احمد  خزعل "( 78 عاماً) تكاد تنعدم مقومات الحياة، حيث يسيطير المرض والاعاقات والجوع والتفكك وسوء الاحوال. في هذا البيت الذي فيه ما لا تراه عين، وتسمع ما لا يسمعه احد، بيت ربما يليق فقط بأسراب النمل الذي يحبو على سرير " ام احمد"  حيث تنعدم النظافة.

تقول احدى المحسنات (زينب) التي تقصد هذا المنزل عدة مرات خلال الاسبوع ان وضع ما تبقى من هذه العائلة صعب للغاية " فابنها الذي كان يؤدي دور المعيل توفي منذ عدة سنوات، و كذلك الابنة المعيلة توفيت منذ فترة ولم يبقى سوى احمد الذي يعيش مع والدته بما قدره الله وهو لديه مشكلة اعاقة عقلية ولا يمكنه القيام بأي عمل.. تروي (زينب) عن لحظة مؤثرة تكاد لا تنساها طوال حياتها، تقول : "عندما كنت اقوم بزيارة هذه العائلة الاسبوع الماضي ولحظة دخولي من باب المنزل علا صوت " ام احمد " و هي تقول ( شو جايبتلي و الله جوعاني كتير).. تقول (زينب) في نبرة شاكية لا تخلو من انسياب الدموع " لا احد يتحمل هذا المشهد ، ام احمد و ابنها يعيشان في حالة فقر مأساوية صعبة جداً، غرفتها عديمة النظافة ومن جدرانها تفوح رائحة الرطوبة .. اما حالة ام احمد الصحية حرجة، فهي تعاني من مشاكل في قدميها و ضعف بجسدها وصعوبة بالنطق احياناً.. و تختم ( حرام و الله نحنا مسلمين) ".

اما احمد (50 عاماً) الذي يعيش الى جانب والدته، فهو مصاب باختلال عقلي لا يمكنه من القيام باي عمل قد يساعده على تحسين هذه الظروف القاهرة، وهو يقوم احياناً بقدر استطاعته و خبرته باعانة والدته و يردد دائماً ( ما معنا مصاري ناكل).. اضافة الى الى انه يكمن في صدره محبة كبيرة لدولة الرئيس نبيه بري، فهو حريص دائماً على تجميع صوره و احتضانها و تنسيقها في زوايا المنزل.

بالعودة الى ربيع الديليفري يقول " كنت اقوم بتوصيل وجبة طعام كانت احدى المحسنات قد اشترت وجبات يومية و طلب منا توصيلها طيلة فترة شهر رمضان ، كون هذه العائلة المؤلفة من الأم وابنها لا تستطيع القيام بتحضير الاكل نظراً لحالتهما الصحية، واذهلني هذا المشهد، بكيت فعلاً و طلبت من المسؤولة في المطعم ان تعفيني من مهمة توصيل الطعام لهذا المنزل..انا لا اتحمل.

اذا، حالة هذه العائلة تنتظر من ينتشلها من هذه وضعها المأساوي الصعب، خصوصاً في هذا الشهر الكريم، فهي بحاجة للكثير من الاشياء.. نضع هذا التحقيق برسم المعنيين في الشأن الانساني و هم كثر.. وربما الصور المدرجة قد تعطي فكرة اوسع عن ما اوردناه في الاعلى، و ربما الذهاب لتفقد هذه الحالة في مسكنها في المريجة بالضاحية الجنوبية خلف بنك الجمال قديماً سيعطي الفكرة بوضوح تام.

عزيزي القارئ ان كنت تتمكن من اعالة و مساعدة هذه العائلة فيرجى التواصل معنا عبر بريد الموقع.  [email protected] 

Script executed in 0.20686411857605