حينما تقرأ في صفحة العقل وتزن الفكر باحثا عن حقيقة ما تصل اليها من دون عناء او جهد، وحينما يتمترس الانسان خلف عماه وجهله لا شك بأن الحقيقة ستتحول الى باطل في النفوس والعيون وحتى القلوب .
تُرى! هل يعي الانسان العربي حقيقة " حزب الله " ، أم أنه عالم جاهل أم جاهل أعمى.
كثيرا ما نسمع معزوفات التهم تساق ليل نهار في وسائل الاعلام العالمية التي جنّدت ملايين الدولارات من أجل غاية واحدة وهدف واحد : اقصاء حزب المقاومة والشرف عن لائحة القلوب العربية والجمهور العربي والاسلامي .
الحقيقة تبعث فينا تعجبا غريبا من مثقفين واعلاميين وعوام يتصلبون خلف الشاشات ليستمعوا الى أخبار الحزب وأعماله وأفعاله " وارهابه " وهيمنته وسيطرته و"وحشيته " وغرابته عن الوطن والمواطنية ..
يبرز " حزب الله في كل يوم وهو يتجنّ على الكل ، على الساسة والمواطن والمجتمع والاقتصاد ، في الزواريب والبحر والسماء ، في كولومبيا والمكسيك والبرازيل وأميركا وبلغاريا والمانيا وأفريقيا وفي كافة الدول العربية ، حتى حوادث سير الأمراء والأميرات هو السبب والمسبب .
للوصول الى الحقيقة يستمع الجمهور العربي يوميا الى كلام كبير متقن من غرف السياسة السوداء والرمادية :
ـ حزب الله يهدد السلم العالمي
ـ حزب الله افتعل مشاكل مصر
ـ حزب الله يعمل على تقويض السياسة الاقتصادية لدول " العقالات والدشاديش " ويسعى ويسعى ويسعى ، حتى بالفصل بين الفنانات والفنانين وفي مباريات كرة القدم العربية ، ولكأن الهدافين باتوا يخشون لعنة الحزب والخسارة..
يستيقظ رؤساء أميركا متحدثين عن حزب الله ، وملوك العرب ورغم ثقافتهم البدائية يتحدثون عن دور الحزب ورعبه وخطورته..
كل هذا قد لا يهم الحزب ولا قادته ولا مقاومته .. لأنه " حزب الله ـ مدرسة الصبر " وكفى ..
ما يهمه وما يجرحه هي تلك السموم التي تبث في عالمنا العربي بين ثلة من جمهوره المتغابي أو المتعصب الحاشد للألفاظ ، والحافظ عن ظهر قلب ما يملى عليه من دون تفكير أو تمحيص ، حتى ما يسمى بالمثقف العربي لا يعي ما يراه ويسمعه ، لأن ثقافته بنت اللحظة والشيك الشهري ..
ما يهمه ويخافه بوعي ، تلك النبرة المذهبية المتعالية ، تلك اللكنة اللئيمة ، تلك الجمل المختالة على أباليس الكره والحقد والضغينة ، يلقيها الشتامون من دون أن يدروا ما يفعلون، أو يدروا ما يقبضون ومَن يسترضون من اصحاب ربطات العنق الغربية ؟
حزب الله ، يؤجج الفتنة المذهبية في لبنان ؟ قولوا لنا بربكم ! متى ؟ وأين ؟ وكيف ؟
متى سمعتم كادرا عاديا من حزب الله يتكلم بالمذهبية ؟ أين قالها ؟ وكيف ؟ قدّموا دليلا ، ولكن لا تقدموا خبثا من قلم يقطر دما ؟ هل سمعتم قناة تتبع له تبحث عن فتنة ، هل سمعتم نائبا أو وزيرا ، قائدا ! لا لم تسمعوا الا اذا حَوَّرت ذبذبات الفتن آذانكم !
ايها المثقف العربي ، أيها المواطن العربي ؟ أعطي دليلا ؟ وحاجج ! من دون عماك .. ولغات الجرائد وصفحات الذم والتزوير التي غرق فيها أغلبكم !
سوريا ؟ دليل باهت خافت، لو تمحصت في فكرك وعقلك وعروبتك وقوميتك ، لقلت له شكرا ؟ لكن أغلب المتثقفين يقرؤون في كتب اللكنات الخليجية المشبعة بالفوضى والتضليل ؟
لقد قدّم حكام العربان ارهاب حزب الله على مائدة الأمم قبل سوريا بسنين وسنين ...فليموتوا بغيظهم وتخمتهم!
لو تصغي أيها المثقف والعربي بفكرك وقلبك ، لفهمت ان حزب الله لا يحتاج تبريرك ولا تعليلك ، وأنّ صبره يفوق حدود المألوف ..
لو تصغون للغة العقل والمنطق وتبتعدون عن دلالات الخبث التي زرعوها في وجدان المذهبية ، لفهمتم هذا الحزب وفهمتم مقاومته .
حزب الله مدرسة الصبر التي تتحالى على كل الجهل والضغينة والحقد المترسّب في ضمائر المشتهين لكرسي العرش وتاج الذل !
حزب الله مدرسة الصبر التي تُعلم الجاهل قبل العالم ، أن الشمس لا تغيب ولا تحيد عن عطاءاتها المثمرة ..
في لبنان... حزب الله فعل كل شيء .. هو الذي تعامل مع اسرائيل ... هو الذي دمر الاقتصاد ، وأفشل تطور الوطن وسرق من الشباب زهرة العمر فهجروا لبنان الى اللا عودة ؟!
حزب الله هو الذي يختلق المشاكل والمآزم والمكائد ، حتى إشارات السير التي تتعطل هو مسؤول عنها ، فزحمة السير هو مسببها ، والطقس الحار هو مسببه ، حتى هيجان موج البحر قد يعود الى صاروخ حرب تموز وتدمير البارجة الصهيونية، كل ذلك حزب الله قام به وسببه ؟
ألا يخجل التالي ورقة النعي اليومية من التهم ؟ لا لن يخجل ؟ فمرتب آخر اليوم في حضن امرأته التي تتبرج في لندن او باريس أو بعض الامارات العربية الذليلة ..
ألا يعي الانسان العربي ماهية هذا الحزب ؟ بلى ؟ ان أراد أراد ...وان أراد فعل !
لو تقف أيها الحاقد أو الجاهل او المتلون أمام وجدانك وتقرأ في صفحة التاريخ من دون عماك ، ودون تفاهات المنابر والحوادث ، سترى اناسا لفحتهم الشمس وعلمتهم الأرض الحب والوطنية ..
كثر هم المقاومون في عالمنا العربي .. وقلة هم أصحاب هامات النعام ..
أجل ! حزب الله مدرسة الصبر .. وساحة الروح المتحالية على كل الضجيج وكل العويل ... لو قيّد لحزب آخر من لبنانكم المخنث بالامريكي ان يملك ما يملكه حزب الله لأقام الاحكام العرفية وأخذ الخوّة من جيوب النواب والوزراء والرؤساء ، ولحوّل لبنان الى خلافة وإمارة وسلطان وآغا ... وألقاب كثر ..
حزب الله أيها النائمون... ايها التائهون في لجة الكلام المعسول .. أحلى من كل نهاراتكم ،وأرقى من كل علومكم ، وأشرف من كل أصناف الذل التي غمرت تموضعكم خلف الضياع ، خلف المذهبية ، خلف الكره المتمترس في ضمائر خوت بعد أن أزال المتآمرون طيبتها ودنّسوا فهمها وفقهها وأماتوا سحر الكرامة فيها من اجل المغنم والصوت والمركز ، لا من اجل الدين والمذهب !حزب الله ايها النائمون الجائعون ، رجالاته أسود ، وأشباله روّاد علم وحياة، قلبه لطفٌ يأسر الحاني اليه بأمان الخاشعين ، وقوّته رذاذ ونار ، لكنه مدرسة الصبر ! فتعلّموا منه ! ينجو الوطن وتنجو الأمة ! اقرأوا صفحات نوره وكتابه الهادئ ، ستعرفونه وتعشقونه دون حكام الكراسي والزعامات التي تعيش على دمائكم وأجسادكم....ولحكاية صبره تتمة ...
محمد أحمد حمّود