أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

رمضان النبطية: العين بصيرة واليد قصيرة

الجمعة 12 تموز , 2013 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,947 زائر

رمضان النبطية: العين بصيرة واليد قصيرة

فقد سجلت أسعار سوق النبطية أرقاما قياسية مرتفعة، على الرغم من بقائها "محلّقة" في الأيام العادية مقارنة مع المناطق الأخرى، والسبب "كلفة النقل المضاعفة من منطقة البقاع وإليها"، التي دأب تجّار الحسبة على التذرع بها دائما. 

في جولة لـ"السفير" في السوق، لاحظت كثرة شكوى المتسوقين من لجوء عدد من كبار التجار إلى الاحتكار ورفع الأسعار من دون حسيب أو رقيب بحجة "ازدياد الطلب في شهر رمضان"، فارتفعت بعض السلع مثلاً من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف القيمة العادية كالخضار والحشائش على أنواعها، وعلى الأخص البندورة والخيار والخس، باعتبارها من المكونات الضرورية للمائدة الرمضانية اليومية، ما فاقم من أعباء المواطنين وهمومهم المعيشية والحياتية، وولد استياء عارما في صفوفهم، فرفعوا الصوت عاليا مطالبين المسؤولين المعنيين بوضع حد لهذه الأزمة الاجتماعية المستفحلة، بعد انعكاسها سلباً على أوضاع الفئات الشعبية التي ترزح تحت ظروف اقتصادية الصعبة في الأساس.

شراء "الضروري"

تغيب ملامح الارتياح عن وجوه المواطنين في سوق النبطية، ليحلّ محلها التأفف والتذمر من غلاء الأسعار، الذي جعلهم يقتصدون في شراء الكميات المطلوبة، ويلجأون إلى الضروري منها، كما تفعل سلمى حمادي (ربة منزل)، التي تبادر "السفير" قائلة: "العين بصيرة واليد قصيرة، ونعمل كل ما في وسعنا لتمضية شهر رمضان بأقل الخسائر والمصاريف".

ولأن الغلاء "ضارب طنابو"، و"أحوالنا ليست كما يجب" تقول حسنية اسماعيل (ربة منزل) لـ"السفير": "نستغني عن الكثير من أصناف المأكولات والحلويات المختلفة في رمضان الحالي، بعدما كانت سابقاً من أساسيات الموائد الرمضانية العامرة، وتدخل في إطار العادات والتقاليد التي لم يعد لها أي أثر حتى الآن".

لا معنى للشكوى

أما راجحة حرب (متسوقة) التي تبدو يائسة من الوضع، ولم تعد ترى معنى للشكوى، فتقول: "على الرغم من ارتفاع الأسعار، مضطرون لشراء ما تيسر من الخضار والفاكهة للإفطار".

وترى أن "جميع التجّار والمسؤولين أيضاً، مشاركون في لعبة الغلاء والاحتكار"، مضيفة "ليس لنا إلا رحمة رب العالمين، وهي وحدها تساعدنا على قضاء هذا الشهر الفضيل".

ويؤكد حبيب حايك أن "الأسعار ليست منطقية أبداً، والفرق بين الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع من الأرض للسماء، وهذا لا يجوز"، مطالباً بتفعيل عمل الأجهزة المعنية لمكافحة آفة الغلاء والاحتكار في السوق، ووضع حد لجشع التجّار وضبط الأسعار.

ولا يبتعد هاني الزين عن هذا السياق، إذ يرى أن "أسعار الخضار والفاكهة في سوق النبطية مع دخول رمضان، تفاقم من أحوال الناس وهمومهم المعيشية والحياتية، وتثير اسيتاءً عارماً في صفوفهم، ومن غير المعقول أن يصار إلى استغلال شهر رمضان لرفع الأسعار الجنوني، وإلى حد يفوق التصور كما يحصل في الوقت الحالي". 

العكس صحيح

أمام هذا الوضع، يدافع بائع الخضار فرج الدقدوق عن نفسه، وعن زملائه بائعي الخضار، سائلا: "هل من المعقول أن نكون سعيدين بارتفاع الأسعار؟". ويؤكد لـ"السفير": "العكس هو الصحيح"، معتبراً أن "هذا الأمر ينعكس سلباً علينا، ويحدّ من مبيعاتنا، فيما عندما تكون البضاعة رخيصة، فإننا نبيع أكثر، ونفرح للناس الذين يشكروننا، ويدعون لنا بالتوفيق"، متوقعاً في الوقت نفسه "أن تنخفض الأسعار في نهاية الأسبوع الحالي كما تعودنا في كل عام".

ظاهرة طبيعية

من جهته، يعتبر البائع نواف بيطار أن "ارتفاع الأسعار مع بداية شهر رمضان من كل عام، ظاهرة طبيعية"، والسبب برأيه "زيادة الطلب على الخضار والفاكهة، باعتبارها من المقومات الأساسية للشهر المبارك، ما يجعل الناس تتهافت على شرائها".

وإذ لا ينفي استغلال التجّار الكبار هذا الوضع "لرفع الأسعار من دون مسوغ شرعي أو قانوني"، ينفي في الوقت نفسه أن "يكون للباعة الصغار أيّ دور في هذا الارتفاع من قريب أو بعيد".


Script executed in 0.18633699417114