وعلى هامش الإفطار تحدّث الوزير خليل والنائبين فياّض وهاشم عن الوضع الحكومي، وقال فياض لا أتوقّع أن يكون هناك تشكيل حكومة في القريب، لأن الطرف الآخر على ما يبدو لا يريد أن تتشكّل الحكومة، والا ما معنى هذا التكرار المستمر على لسان نواب ومسؤولين في تيّار المستقبل يطالبون بألا يتمثّل حزب الله في الحكومة المقبلة. هذا الموقف يخدم أحد خيارين، تشكيل حكومة غير سياسية ضعيفة وإما الدفع باتّجاه ألا يكون هناك حكومة على الإطلاق في المدى القريب. وكلا الخيارين في رأيي لا يخدمان الحاجة الى الاستقرار وحمايته ومواجهة التحديات والتهديدات الكثيرة ومتابعة شؤون المواطنين الملحّة.
وأضاف:" من ناحية أخرى، على ما يبدو أن البعض يصرّ على البحث عن إبرة اتّهام للجيش اللبناني في كومة من الجرائم الإرهابية التي مورست بحق الجيش وبحق صيدا وأهل الجنوب والامن في لبنان بصورة عامة. أمام هذه الهجمة وهذه الذرائع وامام سيل التكشيكات التي يُرمى بطريقة مباشرة وغير مباشرة والذي يُراد منه التشكيك في المعركة التي خاضها الجيش اللبناني، برأينا يحق للجيش أن يدافع عن نفسه إعلاميا وسياسيا وكما فتح خلال الايام الماضية أمام الرأي العام والنواب عددا من الأفلام والوثائق التي أظهرت قسما من الحقائق، نحن ندعو الجيش الى تقديم كل ما يملك للرأي العام اللبناني من وثائق ومعطيات وأفلام تضع الرأي العام اللبناني أمام حقيقة ما جرى كي يتبّين له حجم الاستهداف والمؤامرة التي كانت تستخدف الجيش واللبنانيين بصورة عامة.
وعن التباين مع التيار الوطني الحر قال فياض: "خلاف موضعي محدود له علاقة بنقاط محدّدة، لكنه لا يطال على نحو مؤكّد بتاتا الوجهة الاستراتيجية التي تخدم العلاقة المشتركة بين حزب الله والتيار الوطني الحر".
من ناحيته أكد خليل بشكل واضح حرص كتلته على تسهيل تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن. وقال الرئيس برّي قدّم أكثر من فكرة للرئيس سلام، ونحن على تواصل وتنسيق معه متمنّين استكمال الاتصالات مع كل الفرقاء للتوافق حول شكل هذه الحكومة ولن نكون على الاطلاق حجر عثرة في تشكيلها وانما سنكون في موقع المسهّل لهذا الأمر. ما نريده هو حكومة جامعة تتمثّل فيها كل القوى والأطراف، وأي كلام خلاف هذا يعني أن هناك من يريد تأخير التشكيل لحسابات لا نعرفها. من مصلحة اللبنانيين أن تتشكّل سريعا خاصة واننا على أبواب أكثر من مشكلة فيما يتعلّق بمؤسسات أمنية وعسكرية واستحقاقات على الصعيد المالي والاقتصادي.
وعن التباين مع التيار الوطني الحر قال: "الرئيس بري كان واضحا، أنّه فيما يتعلّق بالتفاهمات الاستراتيجية الكبيرة متفّقين، هناك تباينات لا تُخفى على أحد فيما يتعلّق بالوضع الداخلي ببعض القضايا التفصيلية نحرص على تنظيمها مع كل الفرقاء في 8 و 14 والقوى المستقلة وهذه سياسة فيها مصلحة للجميع. ما قلناه أن المفاوضة فيما يتعلّق بتشكيل الحكومة متروكة لكل فريق ليعبّر عما يريد"
واسف النائب هاشم لما تتعرض له المؤسسة العسكرية وقال رغم ما كشفته قيادة الجيش من حقائق حول ما تعرّض له الجيش في عبرا وصيدا من جريمة بكل الأوصاف، استمرّ فريق سياسي بحملته المسعورة على هذه المؤسسة الوطنية، ويبدو أنّ هذا الفريق قد اتّخذ قرارا عن سابق تصوّر وتصميم باستهداف المؤسسة العسكرية، واستمرّ باستهدافها من أكثر من بوابة ليس فقط كمؤسسة وانما لزعزعة الاستقرار من خلال استهدافها لأنها ضمانة لهذا الوطن وأمنه واستقرراه، وفتح باب للفتنة التي أقفلها الجيش.
وأضاف: هناك بعض أهل السياسة وببعض النواب الذي يريدون إشعال نار الفتنة التي سعى الجيش بدمائه لوأدها، من خلاله خطابه الموتور والنبرة العالية. مشيرا إلى ان لبنان لا يمكن أن يستقيم وضعه ويستقر أمنه طالما هناك من يراهن على تهديد أمن لبنان من خلال استهداف المؤسسة العسكرية، لأنّهم يريدون السلطة ولو على دماء الجيش واللبنانيين.
وختم هاشم نحن على أبواب جلسة مجلس النواب، الجلسة في موعدها وفي جدول أعمالها ما دعا اليه الئريس برّي، لذا قد يكون هناك إرجاء للجلسة قبل الموعد اذا ما استمرت المواقف السياسية الرافضة لعقدها ولتعطيل عمل المؤسسات وكل الوطن.
