وتدور الأيام على "ام سميح" حتى لا تعود تعرف عددها وعدد الأيام التي قضتها دون ماء او طعام، الى صباح احداها عندما غابت أصوات القذائف والطائرات على غير ما اعتادت عليه، فتنتظر وتترقب وتتناهى إلى مسامعها أصوات انسية نست او كادت تنساها وتصرخ بما لملمته من قوتها.
"ام سميح " التي قضت العشرة ايام السابقة دون دوائها او مائها او طعامها وصل اليها الصحفين خلال هدنة 48 ساعة الجوية، بادرت الى اول من رأته "شو يا بني انتصروا الشباب"، فأدمع عيون بعضهم، وبادر احدهم وحملها على ظهره إلى اخر مكان وصلت اليه السيارات، و بحسب رواية احدهم ان " ام سميح " كانت تردد خلال نقلها بين الركام البيوت التي سويت بالارض زغردات النصر للمقاومة ولم تطلب الماء الا بعد وصولها إلى سيارة الاسعاف التي اقلتها إلى احد المستشفيات حيث استشهدت هناك بعد ان ادت قسطها بالصمود.
الى روح الصامدة الشهيدة " ام سميح " الفاتحة.