أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

أبو نعيم: سنديانة بنت جبيل الحمراء

الإثنين 12 آب , 2013 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,650 زائر

أبو نعيم: سنديانة بنت جبيل الحمراء

لأبي نعيم بزي، «سنديانة بنت جبيل الحمراء» الذي طوى ردحا من الزمن مناضلاً، سيرة لا تختصر بكلمات وجمل. 

زجّ به في سجن الرمل في بيروت، على خلفية تحريضه على التظاهر أمام سرايا بنت جبيل، للمطالبة بالإفراج عن عدد من أبناء البلدة، الذين اعتقلوا بسبب، مطالبتهم بـ «الوحدة السورية» ورفض «المونوبول»، أي احتكار التبغ. فقاده الاعتقال إلى الانخراط في «الحزب الشيوعي اللبناني» سنة 1936، إثر تعرفه داخل السجن إلى الشيوعيين شارل اسطفان وفرج الله الحداد. وتبع ذلك تأسيسه أول خلية للحزب في بنت جبيل «جارة فلسطين» في 27 أيار من العام نفسه. وكان من بين أعضائها الأشقاء محمود ومحمد وحسن سعيد بزي، ومحمد نجيب بزي، وخليل حسين الصغير، وآخرون. 

خروج أبو نعيم المبكر من المدرسة، وضيق الأحوال المعيشية، خاصة بعد وفاة والده، لم يمنعاه من المثابرة على القراءة والغوص في الكتب الفكرية، التي تعرف فيها أكثر فأكثر إلى الماركسية. يشير في بعض مقابلاته إلى عجز الدكان الصغير، الذي فتحته الوالدة لإعالة العائلة، بسبب ابتياعه الكتب. 

خلال مسيرته، المجبولة بالعطاء والكدّ والنضال على أنواعه، في صفوف الحزب والحياة العامة، أنشأ أبو نعيم علاقات كبيرة بأبناء منطقته، لا سيما المثقفين والعمال منهم، وأعضاء ومناصري «الحزب الشيوعي» على امتداد الوطن. وشكل منزله المتواضع في «ساحة النبية» في وسط بنت جبيل مزارا للمحبين والرفاق والأصدقاء. 

في عدوان تموز 2006، فقد أبو نعيم أغلى من أحب وعاش معهما، زوجته ومكتبته. استشهدت زوجته أمينة الشامي، جراء القصف الإسرائيلي، فبقي إلى جانبها أياما على عتبة المنزل يرثيها ويمسح الدماء عن جسدها، واحترقت مكتبته العملاقة، التي كان يربيها كأطفاله. 

أمس، شيع أهالي مدينة بنت جبيل، و«الحزب الشيوعي اللبناني»، المناضل أبو نعيم. موكب التشييع انطلق من أمام منزله، تقدمه النائب علي بزي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، الامين العام لـ«الحزب الشيوعي اللبناني» خالد حدادة، والوزير السابق نزيه بيضون، وكريم مروة، وحشد من المناضلين والمثقفين، وتلامذة أبي نعيم، وأهالي المدينة والجوار. وقد سار موكب التشييع في شوارع البلدة تقدمه حملة الأكاليل.

Script executed in 0.19198608398438